نتنياهو هل ينجح فـي دفـع تـرامـب إلـى إلغاء الاتفاق الإيراني؟

الحدث الثلاثاء ٠٦/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:١٥ ص
نتنياهو هل ينجح 
فـي دفـع تـرامـب إلـى إلغاء الاتفاق الإيراني؟

مسقط – محمد البيباني

يزداد الترقب الإيراني مع اقتراب تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب رسمياً في 20 يناير المقبل.

إذ تتخوف طهران من احتمال انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الذي وقّعته العام الفائت، وذلك بعيد انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، بخاصة أن الأخير وصف الاتفاق النووي خلال حملته الانتخابية بأنه «كارثة» و«أسوأ اتفاق جرى التفاوض بشأنه على الإطلاق».
موقف إيران عبّر عنه الرئيس حسن روحاني، حينما أكد أن فوز دونالد ترامب لا يمكن أن يؤدي إلى إلغاء الاتفاق النووي، وذلك في أول رد رسمي للحكومة الإيرانية حول انتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدخل على خط الأزمة معلناً عن محاولاته للدفع بالاتجاه الذي أعلنه ترامب من قبل.. هل تنجح مساعي نتنياهو في تدعيم موقف ترامب أم أن الرئيس الأمريكي الجديد ستكون لديه كلمة أخرى؟

عقوبات

سادت حالة من الغضب الشديد بين صنّاع القرار في إيران بعدما صادق الكونجرس الأمريكي على قرار تمديد عقوبات ما يُعرف بقانون «دماتو» ضد إيران لمدة 10 أعوام أخرى، وبانتظار توقيعه من أوباما ليصبح ساري المفعول، وهو ما يضع هالة من الغموض حول مصير الاتفاق النووي المبرم بين إيران والغرب في يوليو 2015 بعد مفاوضات ماراثونية مع مجموعة «5+1»، لاسيما بعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية الذي عرف بمعارضته لهذا الاتفاق الذي وصفه بـ«الأسوأ في العالم».
ومن جانب آخر ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» أن الفريق الانتقالي للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يبحث مقترحات لفرض عقوبات جديدة على إيران.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في الكونجرس على اتصال بفريق ترامب قولها إن الفريق يجري اتصالات بأعضاء جمهوريين في الكونجرس الذي يمثل الجمهوريون أغلبيته؛ لبحث فرض عقوبات محتملة لا علاقة لها بالاتفاق النووي الإيراني الذي أبرم العام 2015 وربما تركز على برنامج الصواريخ الباليستية أو حقوق الإنسان.

نتنياهو يتدخل

من جانبه قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه سيناقش مع دونالد ترامب الاتفاق النووي «السيء» الذي وقّعه الغرب مع إيران بعد دخول الرئيس الأمريكي المنتخب البيت الأبيض.
واختلف نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري بشأن اتفاق إيران وبناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة والتي وصفها كيري بأنها عقبة أمام السلام خلال تحدثهما بشكل منفصل لمؤتمر في واشنطن.
وقال نتنياهو لمنتدى عن الشرق الأوسط يُعقد بواشنطن في كلمة عبر الأقمار الاصطناعية من القدس «إسرائيل ملتزمة بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية. هذا لم يتغيّر ولن يتغيّر. أتطلع للحديث مع الرئيس المنتخب ترامب عمّا ينبغي عمله تجاه هذا الاتفاق السيء».
وكان نتنياهو من أشد منتقدي الاتفاق النووي الذي يُعد من منجزات إرث السياسة الخارجية للرئيس باراك أوباما. لكنه تخلّى إلى حد بعيد عن مهاجمة الاتفاق في الأشهر القليلة الفائتة مع سعي مفاوضين إسرائيليين وأمريكيين لإتمام حزمة مساعدات عسكرية لإسرائيل بقيمة 38 بليون دولار لمدة عشر سنوات.
وقبل الاتفاق النووي ساهم نتنياهو في زيادة التوتر في العلاقات مع البيت الأبيض بإلقاء كلمة أمام الكونجرس الأمريكي العام 2015 محذِّراً من قبول الاتفاق.
وقال نتنياهو للمنتدى «المشكلة ليست أن إيران ستنتهك الاتفاق بل أنها ستحافظ عليه لأنها تستطيع ببساطة المضي قدماً خلال عقد أو حتى أقل... في تخصيب اليورانيوم بكميات صناعية لصنع العنصر الجوهري لترسانة أسلحة نووية».
ودافع كيري خلال ظهوره شخصياً في وقت لاحق عن الاتفاق قائلاً إن بنوده المتعلقة بالمراقبة تعطي القدرة على اكتشاف أية زيادة ملحوظة في البرامج النووية الإيرانية «وفي هذه الحالة تكون كل الخيارات الموجودة لدينا اليوم متاحة لنا حينئذ».

جانب آخر

على الجانب الآخر قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، إن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين يضغطون على إيران للقيام بخطوات لخفض كمية المواد الإشعاعية التي تمتلكها بشكل كبير، في محاولة لتعزيز الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه وعدم تشجيع إدارة ترامب على التخلي عنه، حسبما قال مسؤولون غربيون.
وأشارت الصحيفة إلى أن المناقشات بشأن تقليل مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بدأت قبل أشهر، وفقاً لما قاله المسؤولون، ومن بين الإجراءات التي تدرسها إدارة أوباما لتأكيد الاتفاق في أشهره الأخيرة بالحكم، إلا أن المبادرة أصبحت أكثر إلحاحاً منذ انتخاب الرئيس دونالد ترامب، والذي أدى إلى إيجاد حالة جديدة من عدم اليقين بشأن الاتفاق.
ولو تمت الموافقة عليها، تقول الصحيفة، فإن الخطة يمكن أن تقلل من احتمالات خلاف مفاجئ بين الولايات المتحدة وإيران بشأن تطبيق طهران للاتفاق بمجرد تولى ترامب الحكم، من خلال تخفيض مخزون اليورانيوم المخصب إلى ما هو دون الحد الأقصى المتفق عليه العام 2015.
وقال المسؤولون، إن الخطة يمكن أن تطول لفترة من الزمن ما يسمى بـ»وقت الهروب»، والمقصود به الوقت الذي ستستغرقه لإنتاج مواد كافية لسلاح نووي لو انتهكت الاتفاق أو تخلت عنه، وإن لم يكن واضحاً إلى متى.
وتم وضع قيود للاتفاق النووي حالياً من أجل ضمان أن تستغرق إيران عاماً واحداً على الأقل لإنتاج المواد المطلوبة للسلاح النووي.
ولم يرد فريق انتقال السلطة لترامب أو المسؤولون الإيرانيون على هذه المبادرة بعد.
في السياق ذاته قالت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إن رئيس الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA جون برينان حذّر الرئيس المنتخب دونالد ترامب من أن إلغاء الاتفاق النووي مع إيران سيكون «كارثياً» ويعتبر «منتهى الحماقة».