«التقيّد» يعرقل البرامج الــدراسيـــــــة الحــديــثـة مسؤولون بقطاع التعليم العالي:

مسقط – عبدالوهاب بن علي المجيني

شدد العضو المنتدب في كلية البيان الجامعية د.جمعة بن صالح الغيلاني على أهمية مناقشة وزيرة التعليم العالي معالي د.راوية البوسعيدية خلال استضافتها في مجلس الشورى غداً حول آلية طلب تراخيص البرامج التعليمية الجديدة لمؤسسات التعليم العالي بالسلطنة من الوزارة، موضحاً بأن الكليات لا يمكنها التقدم بطلب أكثر من 3 برامج جديدة بشكل سنوي؛ برنامجان لدرجة البكالوريوس وبرنامج واحد للماجستير، أما الجامعات فيمكنها التقدم بطلب 5 برامج أو أكثر.

وأوضح الغيلاني في تصريح خاص لـ«الشبيبة» أن كلية مزون التي أكملت 19 عاماً من عمرها لا تزال تقدم 8 برامج تعليمية فقط، بينما هناك جامعات سمحت لها وزارة التعليم العالي بتقديم برامج تعليمية جديدة وأعطتها الموافقة على ذلك، بينما هي غير قادرة على المواصلة وتواجه بعض الأزمات، مطالباً بفتح المجال أمام الكليات للمزيد من البرامج أسوة بالجامعات وبخاصة الكليات القديمة والتي أكملت ما يقارب العشرين عاماً.
من جانبه أكد عميد كلية كالدونيان د.أحمد بن حسن البلوشي ضرورة مناقشة مستويات طلبة الدبلوم العام ومدخلات التعليم العالي خلال استضافة معالي الوزيرة المختصة ودراسة وضع الطلبة في المدارس. مشيراً في تصريح خص به «الشبيبة» إلى أن مستوى طلبة المدارس التعليمي ضعيف ومؤسسات التعليم العالي تواجه الكثير من المشاكل بسبب ذلك. مشيراً إلى أن هناك ما يقارب 1000 مقعد دراسي حالياً مخصصة لبرامج في الهندسة، ولكن لا يوجد لها طلبة لأن الطلاب المخصصين لدراسة الهندسة غير مستوفين لمعايير دراسة هذه البرامج، معللاً أن السبب ضعف التعليم العام وبخاصة في المجالات الأساسية (الرياضيات والعلوم).
وأضاف البلوشي قائلاً: عندما نتحدث عن وجود شاغر في تخصصات برامج الهندسة لنحو 1000 طالب مع وجود مبالغ تكلفة الدراسة، ووجود مقاعد دراسية لهم وكادر أكاديمي متخصص، وهم طلبة غير مستوفين للشروط أعتقد بأنها خسارة كبيرة جداً للسلطنة، وإهدار واستنزاف للموارد البشرية فأين سيتوجه جميع هؤلاء الطلبة؟
مبيناً أهمية التنسيق بين مؤسسات التعليم العالي ووزارة التعليم العالي، حيث قال: «لم نجتمع إلى الآن مع بعضنا البعض لتنسيق ومناقشة ما نواجهه، ولم يتم عمل دراسة متكاملة حول ذلك».
مشدداً على أهمية مناقشة معالي وزيرة التعليم العالي حول دور وزارتها في إنماء وتطوير الكليات والجامعات، مشيراً إلى أن البيئة التي نعيشها حالياً تختلف عن السابق فالمتغيّرات بشكل عام الداخلية والخارجية أصبحت متسارعة ولا يمكننا تقديم برامج دراسية لا تتطلبها المرحلة الحالية.
وأشار البلوشي إلى تقييد المؤسسات التعليمية القديمة بالسلطنة من قِبل وزارة التعليم العالي بخاصة في ما يتعلق بمنح البرامج التعليمية، قائلاً: نحن في كالدونيان نحاول مواكبة ما تتطلبه المرحلة الحالية من خلال برامجنا ومخرجاتنا ومواكبة ما يتطلبه سوق العمل في القطاع الخاص بشكل فوري، وعلى سبيل المثال إذا كنا نريد إضافة برامج جديدة وذلك لأن هناك قطاعاً معيناً في السلطنة بحاجة إلى هذا التخصص لن نحصل على موافقة إلا بعد عام كامل فالإجراءات من قِبل الوزارة تقيّد المؤسسات التعليمية دون تفرقة، ولا يمكن أن نتطور ولا يمكننا مواكبة التطورات المتسارعة إذا استمر الوضع كما هو عليه.
تجدر الإشارة إلى أن مجلس الشورى سيستضيف معالي د.راوية بنت سعود البوسعيدية وذلك خلال جلستيه الاعتياديتين الرابعة والخامسة لدور الانعقاد السنوي الثاني (2016/‏ 2017م) من الفترة الثامنة (2015-2019م)، حيث سيناقش المجلس خلالها بيان وزارة التعليم العالي وذلك يومي الأربعاء والخميس الموافقين 7 و8 من ديسمبر 2016.