من صلالة إلى العالم

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٠٦/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٠ ص
من صلالة إلى العالم

محمد بن أحمد الشيزاوي
shfafiah@yahoo.com

احتفل مطار صلالة في الأيام الفائتة باستقبال أولى الرحلات المباشرة للخطوط الجوية الدولية الباكستانية القادمة من مطار علامة إقبال الدولي في لاهور، وذلك إيذاناً بافتتاح هذا الخط المباشر بواقع رحلتين أسبوعياً، وهذه خطوة جيدة تساهم في تنشيط مطار صلالة الذي يعد ثاني أكبر مطار في السلطنة وتبلغ سعته الاستيعابية مليوني مسافر، وقد حقق المطار العام الفائت نموا جيدا في عدد الرحلات والمسافرين، إذ ارتفع عدد الرحلات الدولية والمحلية (المغادرة والقادمة) إلى 10095 رحلة مقابل 8571 رحلة في العام 2014 وارتفع عدد المسافرين من نحو 842 ألف مسافر إلى ما يزيد على مليون و21 ألف مسافر، وهو نمو جيد يعكس نمو الحركة الاقتصادية والسياحية بمحافظة ظفار وبالتالي قدرة المطار على أن يكون نافذة ثانية للسلطنة بعد مطار مسقط الذي قدم خلال العام الفائت خدماته لأكثر من 10 ملايين مسافر.
عندما ننظر إلى عدد الرحلات الدولية عبر مطار صلالة العام الفائت نجد أن إجمالي عدد الرحلات القادمة والمغادرة ارتفع إلى 3774 رحلة مقابل 2768 رحلة في العام 2014، وواصل ارتفاعه في الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري إلى 3625 رحلة مقابل 3198 رحلة في الفترة المماثلة من العام الفائت بزيادة تبلغ نسبتها 13.4%، وارتفع عدد المسافرين على الخطوط الدولية في العام 2015 إلى 334 ألف مسافر مقابل 233 ألف مسافر في العام 2014، وسجل عدد المسافرين على الرحلات الدولية عبر مطار صلالة في الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري نموا بنسبة 26.6% ليرتفع إلى 361 ألف مسافر مقابل 285 ألف مسافر في الفترة المماثلة من العام الفائت، وهذا النمو الذي يسجله مطار صلالة في عدد الرحلات الدولية والمسافرين من عام لآخر يسلط الضوء على الأهمية الاقتصادية للمطار الذي يحتاج في نظرنا إلى زيادة عدد الرحلات الدولية المباشرة منه وإليه ليكون نافذة ثانية للسلطنة تساهم في تدفق الاستثمارات ومواكبة النمو في عدد المسافرين خاصة أن مدينة صلالة شهدت في الفترة الفائتة تنفيذ العديد من مشاريع البنية الأساسية التي تستهدف تنشيط القطاعات الاقتصادية بمحافظة ظفار، الأمر الذي يهيئ المطار ليكون عاملا رئيسيا يساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية بالمحافظة سواء في مجال نقل المسافرين أو مجال الشحن.
وحتى يحقق المطار هذا الهدف فإننا نجد أن المرحلة المقبلة تتطلب التركيز على أمرين رئيسيين، الأول هو: زيادة عدد الرحلات المباشرة للطيران العماني من مطار صلالة إلى مختلف دول العالم، وهذا سيحقق العديد من المكاسب الاقتصادية للسلطنة بشكل عام ولمحافظة ظفار بشكل خاص، كما يحقق مكاسب اقتصادية لشركة الطيران العماني من خلال زيادة الإيرادات واستقطاب العديد من المسافرين من وإلى صلالة.
الأمر الثاني: هو توفير ورشة متكاملة لصيانة الطائرات، وقد لاحظنا أن حادثة انفجار إطار إحدى طائرات الطيران العماني في نوفمبر الفائت اضطرت المسافرين للانتظار في المطار فترة طويلة وتأخير إقلاع 6 رحلات من بينها ثلاث رحلات إلى مسقط ورحلة إلى العاصمة القطرية الدوحة ورحلة إلى دبي ورحلة إلى أحد المطارات في الهند، ورغم أن مثل هذه الحادثة يمكن معالجتها خلال فترة بسيطة إلا أن عدم وجود ورشة صيانة متكاملة للطائرات وفريق فني متخصص أدى إلى تأخير إصلاح الطائرة، وبالتالي تأخير عدد من الرحلات المجدولة بمطار صلالة وتأخير سفر مسافري الترانزيت عبر مطار مسقط إلى وجهاتهم الدولية، وهذه الحادثة تستدعي توفير مختلف عناصر نجاح المطار ومن أبرزها وجود ورشة صيانة الطائرات وتوفير قطع الغيار اللازمة وتأهيل الكوادر العاملة في المطار للتعامل مع المشاكل الفنية التي لا يخلو منها أي مطار محلي أو دولي.