مسقط - حمدي عيسى عبدالله
أكدت رئيسة مجلس إدارة مشاريع الحذيفة الحديثة للتجارة وردة بنت سيف المنجية أن تحديد الهدف بدقة والدراسة المتأنية للعمل لتجسيده على أرض الواقع بإصرار وعبر خطوات مدروسة من أهم أسس النجاح في عالم ريادة الأعمال الذي يشهد نمواً ملحوظاً في السلطنة، ويحقق تطوراً متزايداً بفضل الدعم والمساندة التي يحظى بها من مختلف الجهات المسؤولة، بالإضافة إلى طموح الشباب العماني ورغبته الجامحة في دخول عالم ريادة الأعمال وإنشاء مؤسسات صغيرة ينطلق بها لبناء مستقبله والمساهمة وبفعالية في بناء الوطن، مستمداً روح العطاء من توجيهات قائدنا وقدوتنا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه. جاء ذلك في تصريح خاص لـ»الشبيبة» أوضحت فيه أيضاً أنها دخلت عالم ريادة الأعمال العام 2009 بإنشائها لمؤسسة صغيرة «مشاريع الحذيفة الحديثة للتجارة» التي تعمل في مجال تقنية المعلومات، وبفضل العمل بجد وثقة في النفس ووفق خطة مدروسة، تمكنت من فرض وجودها في السوق بلغة الجودة والإتقان والالتزام وهي تسعى للوصول بشركتها إلى العالمية وسيتحقق الهدف قريباً، مركزة على أن الشركات العمانية تستطيع فرض وجودها في السوق العالمية.
تخطيط دقيق
أضافت وردة المنجية: «عملت لمدة 12 سنة موظفة متخصصة في إدارة الموارد البشرية في مؤسسات القطاع الخاص، لكن دائماً كان طموحي يعانق الأفق الرحب وفكرة إنشاء مؤسسة خاصة كانت هدفي الأساسي لأنني أدرك إمكانياتي وقدراتي، والعام 2007 اتخذت القرار بالانطلاق في خطوات تجسيد هدفي على أرض الواقع، حيث استغرق مني التحضير ثلاث سنوات لأنني أؤمن بأن المشروع الناجح يحتاج إلى تخطيط عميق ودراسة دقيقة، والعام 2009 تركت العمل في القطاع الخاص وأطلقت شركتي الخاصة «مشاريع الحذيفة الحديثة للتجارة» التي تعمل في مجال تقنية المعلومات، وقد بدأت مؤسسة صغيرة متخصصة في توريد مختلف الأجهزة الإلكترونية والتقنية، لكن بفضل العمل الجاد والتفرغ المطلق للمشروع مع الاعتماد على كادر متخصص يتمتع بكفاءة وخبرة، توصلت إلى التعاقد مع بعض المؤسسات والمراكز لتوريد أجهزة تقنية المعلومات ومختلف الأجهزة الإلكترونية وهذا ما مكّني من تحقيق انطلاقة جيدة، ولأنني أوفر خدمة متقنة والتزم بالمعايير والوقت وأسبق توقعات الزبائن مع الاعتماد على خطط تسويق حديثة فقد تمكنت من فرض وجودي في السوق، وأضحى لشركتي اسم ناصع يستقطب الشركات والمؤسسات والزبائن؛ لأن الكل يطلب خدمة تتوافق مع تطلعاته ونحن نسبق توقعاته ونتجاوز سقف رؤيته».
توسع مدروس
وتابعت: «عملت على التوسع بخطوات متأنية ومدروسة مع التحلي بروح الجرأة، حيت افتتحت معرضاً لبيع أجهزة تقنية المعلومات ومختلف الأجهزة الإلكترونية في مركز القرم التجاري، وقد حفزني نجاح المعرض وإقبال الزبائن على افتتاح معرض ثان في مدينة السلطان قابوس، كما درست السوق جيدا وأدركت حاجته إلى مراكز متطورة ومتخصصة لصيانة أجهزة تقنية المعلومات ومختلف الأجهزة الإلكترونية للشركات والأفراد فافتتحت مركز للصيانة وذلك في المقر الرئيسي للشركة في مدينة السلطان قابوس وآخر في صلالة الجديدة تشهد كلها حركة نشطة، ولديّ الآن 110 موظفين في مختلف الأفرع والخدمات، وطبعا يبقى أفق الطموح لا حدود له لتحقيق المزيد من التوسع، وأنا دائما أعمل على تطوير نفسي لأساير السوق الذي يتطور بسرعة مذهلة».
المتابعة الشخصية للعمل
وأكدت: «لا بد أن تواجه رائد العمل بخاصة في بداية مشواره وفي مختلف مراحل العمل تحديات عليه أن يواجهها بحكمة ورزانة، وأؤكد على ضرورة المتابعة الشخصية للعمل وتوفير بيئة عمل جذابة ومحفزة للموظفين حتى يعطي الجميع بأقصى طاقتهم، ولا بد من تحديد أهداف تتلاءم مع كل مرحلة من مراحل نمو الشركة، وأنا أحرص على المشاركة في مختلف المعارض والفعاليات التي تنظم في السلطنة؛ لأنني أدرك أهميتها في التواصل مع الآخرين لاكتساب المزيد من الخبرة وتوسيع قاعدة الزبائن وكذاك مد جسور التعاون مع مختلف الجهات والمؤسسات، وما وصلت إليه يحفزني لبذل المزيد من الجهد لتحقيق الأكثر في ظل توفر الدعم، حيث تحظى شركتي بتوجيه مباشر من طرف وزير التجارة والصناعة معالي د.علي السنيدي ضمن برنامج «توجيه»، وقد جاء اختيار شركتي نظرا لما حققته من نجاحات، كما يحفزني الدعم الذي أجده من أسرتي ومختلف الجهات ذات العلاقة بقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الذي تعلّق عليه السلطنة آمالا عريضة للعب دور استراتيجي في تحقيق التنويع الاقتصادي وتوفير فرص العمل للشباب، والمرحلة المقبلة تتطلب التحديث والتطوير وبذل المزيد من الجهد من الجميع والعمل بروح المسؤولية والفريق الواحد لتجسيد أهدافنا لأننا كلنا نجذف في اتجاه واحد ووقت واحد من أجل هدف واحد وهو خدمة وطننا الغالي عُمان».
لا تستسلم قط
واختتمت وردة بنت سيف المنجية حديثها قائلة: «من خلال خبرتي الميدانية أقول لكل رائد عمل إنه عند الانطلاق لا بد من العمل وفق خطة؛ لأن إعداد خطة العمل من الأمور المهمة والحيوية لأية مؤسسة وشركة تسعى لتطوير أعمالها، فخطة العمل هي بمثابة الدستور الذي يطبقه كل من يعمل في الشركة، وخطط العمل يجب أن تكون عملية ومبنية على أسس علمية ومنطقية لتحقق هدف الشركة العام وابدأ من حيث انتهى الآخرون، وحاول أن تبتكر فيما تقدمه من خدمات للتميز عن الآخرين ولا تستسلم قط. إذا لم تكن واثقاً، فستتخاذل وترفع الراية البيضاء بسرعة أمام العقبات التي تواجهك، وإن لم تكن سلساً، فستظل تتقاذفك أمواج المشاكل، ولن تستطع الإبحار بشركتك إلى بر الأمان بعيداً عن العواصف التي تحتاج إلى حكمة بالغة في مواجهتها. ويجب ألا تركز على الربح المادي من وراء الفكرة أو المشروع بل ضع النجاح المهني في صدارة أولوياتك، وعليك أن تتعلم كيف تحقق النجاح والتطوير في ظل أي ظروف مهما كانت، ولا تترك أي مجال لليأس أو التراجع، فالعوائق صنعت كي نتخطاها لا لتقف حاجزا أمام طموحاتنا».
12
سنة قضتها موظفة في إدارة الموارد البشرية بمؤسسات القطاع الخاص قبل أن تنشئ شركتها الخاصة.
7
سنوات عمر الشركة حققت خلالها نجاحاً لافتاً وتوسعاً ملحوظاً جعلها تتطلع لدخول السوق العالمية.
2
من المعارض للشركة، الأول في مسقط، شهدا إقبالاً كبيراً من الزبائن لما توفر لهم من منتجات تلبي متطلباتهم.
2
من المراكز افتتحتهما الشركة في مسقط وصلالة، متخصصين في صيانة مختلف الأجهزة الإلكترونية للشركات والأفراد.
110
موظفين في مشاريع الحذيفة، مما يؤكد دور المؤسسات الصغيرة في توفير فرص العمل.
3
سنوات قضتها وردة في التحضير والتخطيط لإطلاق شركتها من أجل ضمان بداية على أسس قوية.