«تأسيس».. مبادرة بفلسفة جديدة

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٠٥/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
«تأسيس».. مبادرة بفلسفة جديدة

محمد محمود عثمان
تبنت غرفة تجارة وصناعة عمان إطلاق مبادرة «تأسيس»، والتي تستهدف الخريجين المقبلين على سوق العمل ممن لديهم الرغبة في تأسيس مشاريعهم الخاصة، ولديهم الكفاءة والقدرات اللازمة لذلك، للتنافس من خلال تقديم فكرة مشروع تجاري أو التنافس على مشروع مقدم من القطاع الخاص يلبي جزءاً من احتياجات السوق من المنتجات أو الخدمات من خلال إنشاء شركة ومتابعة أعمالها وتقييم أدائها خلال 12 شهراً، وأعلنت الغرفة بأنها تطرح تأسيس مشاريع لتعزز الاقتصاد الوطني وتعزز ثقافة العمل الحر، وتأتي هذه المبادرة كنوع جديد من المبادرات بفلسفة جديدة ومتفردة، لأنها من خارج الصندوق ولأنها تبحث عن الباحثين عن العمل وتقدم لهم فرص العمل على طبق من ذهب، إذ تقدم المشاريع والقروض بدون شروط أو تبعات ملزمة أو ضمانات أو قيود وتعقيدات، لأنها لا تحمل الشاب الباحث عن عمل أية أعباء مالية، وتقدم له مشروعا جاهزا للعمل على الفور وقرضا ماليا حسنا وبدون فوائد وبدون أي ضمان، وكل ما هو مطلوب من شروط هو أن يمتلك الشاب الدافعية والرغبة الحقيقية في العمل والقدرة على تحمل المسؤولية وبناء مستقبله بدون أن يتكبد هو أو أسرته تكاليف المشروع، حيث تقدم هذه المبادرة عددا من المشاريع التجارية المقدمة من قبل مجموعة من شركات القطاع الخاص، على أن يتم الإعلان عن عدد من الشركات كل ثلاثة أشهر، وتقوم الغرفة بالشراكة مع القطاع الخاص بتقديم الدعم المباشر وغير المباشر لتلك الشركات الناشئة وذلك عبر مسارين، الأول: من خلال تأسيس صندوق برأسمال مليون ريال عماني من أموال الغرفة يقدم تسهيلات مالية لتلك الشركات وفق آليات سهلة وميسرة، والثاني: من خلال إسناد عقود وأعمال لتلك الشركات الوليدة سواء من الغرفة أو الشركات الكبرى في القطاع الخاص، كما يكون لهذه الشركات الأولوية لتنفيذ بعض المناقصات في مجالات تخصصها لتتمكن من ترسيخ وجودها في السوق المحلي ثم تنطلق إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، لأن فكرة المشاريع تتميز بالإبداع والحداثة وعدم تقديمها في مبادرات سابقة أو مماثلة، ولعل هذه المبادرة تحظى بإقبال الشباب الباحث عن العمل للاستفادة من مميزاتها غير المسبوقة في كل مبادرات الدعم لرواد الأعمال أو المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ولكنها تحتاج إلى تسويق جيد ومساندة من الأسرة والمنزل وكل وسائل الإعلام، بالإضافة إلى التركيز من خلال القوالب الفنية التي تقدمها الأغاني والأفلام السينمائية والمسرحيات والتمثيليات والمسلسلات التليفزيونية، التي تعرض في وسائل العرض المختلفة وحتى في وسائل التواصل الاجتماعي والندوات والمحاضرات في المدارس والجامعات، للتأكيد على تكريس ثقافة العمل الحر، وتغيير اتجاهات الأسر والشباب تجاه الأعمال الحرة والاتجاه إلى العمل الخاص، خاصة أن المؤسسات الحكومية والوزارات أصبحت مكتظة بالعاملين الذي يمثل بعضهم بطالة مقنعة، والتي يقابلها أيضا زيادة وتراكم أعداد الخريجين من التعليم العام والجامعات الذين يطرقون باب سوق العمل سنويا، ولا زالت قناعتهم في التمسك بالوظيفة الحكومية باعتبارها هدفا وغاية وأكثر استقرارا، حتى ولو كانت قليلة المردود المادي، لذلك من الضروري زيادة حجم صندوق «تأسيس» وزيادة عدد المشاريع وشركات القطاع الخاص المشاركة التي تطرح المشاريع والأفكار التي تلبي احتياجاتها وتغطي متطلبات السوق من المنتجات أو الخدمات، وبما يسهم في استيعاب أكبر عدد من الباحثين عن عمل ممن تنطبق عليهم الشروط، إلى جانب الاهتمام بالمتابعة ربع السنوية وليست السنوية للمشاريع للتأكد من جدية وانسياب العمل، بدون تعثر ولضمان تجنب الخسائر في وقت مبكر، لأن عملية التقييم السنوية قد لا تكفي، ولاسيما أن الشباب لا يملك الخبرات الإدارية والمحاسبية التي تؤهلهم لإدارة العمل بطريقة علمية سليمة تجنبهم الخسائر أو الفشل السريع، وكذلك من الضروري وضع تشريع أو آلية لتشملهم مظلة التأمينات الاجتماعية والرعاية الصحية، ونتمنى أن تسارع مؤسسات وشركات القطاع الخاص في المشاركة في هذه المبادرة، وأن يسارع الشباب في اغتنام هذه الفرصة لأن مبادرة «تأسيس» لا يمكن أن تنجح أو تستمر بدون التعاون المشترك بين كل الأطراف.