مسقط - حارث الوهيبي
تصوير - إسماعيل الفارسي
ضمن برنامج «المقهى العلمي» نظم مركز عمان للموارد الوراثية والحيوانية والنباتية جلسة نقاشية في مقهى «موكا آند مور» حول الشعاب المرجانية وأهمية الحفاظ عليها بوصفها مورداً حيوياً للأسماك والإنسان.
وقد تضمنت الجلسة كيفية تعريف الجمهور بالشعاب المرجانية وطبيعتها وبيئتها والأخطار التي تتعرض لها ومواقعها في سلطنة عمان، وجميع خواص المناطق التي توجد فيها واختصاصاتها والتهديدات الطبيعية والبشرية وكيفية إدارة الشعاب المرجانية، كما طرحت في الجلسة ورقة عمل عن الطحالب وأهميتها واستخداماتها.
وكان لـ«الشبيبة» حوار مع د. علي بن ناصر العزري الذي ألقى ورقة العمل المتعلقة بالشعاب المرجانية، حيث قال: هناك عدة طرق لحماية الشعاب المرجانية، فمثلاً إذا تعرضت الشعاب المرجانية للصيد التجاري فهناك طرق لحمايتها كعمل محميات في تلك المنطقة ومنع الصيد فيها، أو وضع شعاب مرجانية صناعية فيها، أما التهديدات التي تحصل عن طريق الصيد التقليدي فمعظمها يأتي من شباك الصيد ومراسي القوارب التي هي أكثر ما يهدد الشعاب المرجانية. وتوجد الشعاب المرجانية في أربعة مواقع رئيسية في محافظة مسقط في جزيرة الفحل وجزر الديمانيات، وفي محافظة مسندم، وفي محافظة الباطنة توجد في مناطق قليلة جداً لأن طوبوغرافيتها لا تسمح بنمو الشعاب المرجانية فيها وفي محافظة الشرقية في بر الحكمان وفي منطقة صلالة على جميع سواحلها تقريبا.
وأضاف العزري: السلطنة لديها مشاريع لعمل محميات بحرية مثل محمية الديمانيات التي تمنع فيها مزاولة الأنشطة بوضع شباك الصيد حولها، وعمل مراس للسفن حتى يستطيع الغواصون والسياح الغوص فيها، حيث يسمح للسفن بالرسو في مناطق معينة بعيدة عن الجزر للسماح للغواصين بمباشرة عملية الغوص، وهذا نوع من أنواع الحماية، وكذلك إعادة تأهيل الشعاب المرجانية وذلك بزرعها بوضع شعاب مرجانية صناعية وبعدها زرع الشعاب المرجانية فيها.
وقال العزري: توجد تهديدات على الشعاب المرجانية من قبل التاج الشوكي حيث نقوم بإزالته وتنظيف الشعاب المرجانية في المناطق وتحسينها، ومن التهديدات أيضا ارتفاع درجات الحرارة في العالم وزيادة الملوحة في البحر وكلها تهدد حياة الشعاب المرجانية.
الدهون غير المشبعة
وألقى د.فهد بن محمود الزدجالي من جامعة السلطان قابوس كلية الطب والعلوم الصحية ورقة عمل فيما يتعلق بمحور «الطحالب البحرية»، حيث قال: الطحالب البحرية واستعمالاتها الصحية وتكويناتها وما لديها من مواد يمكن أن تستخدم في المجال الصحي وخاصة المواد الدهنية غير المشبعة والتي تسمى بأوميجا 3 وكيفية استخراج هذه المواد من الطحالب، حيث قمنا بعمل بعض الأبحاث في كلية العلوم بجامعة السلطان قابوس واكتشفنا أن بعض الطحالب التي استخرجناها من سواحل السلطنة تحتوي على كمية كبيرة من هذه الدهون، ولدينا بحث تجريهِ طالبة دكتوراه تعمل على هذا النوع من البروتينات والطحالب وكيفية استعمالها لتخفيف ضغط الدم، حيث أظهرت النتائج المبدئية مؤشرات إيجابية. وتظهر بعض الطحالب وجود كميات كبيرة من البروتينات وهناك أنواع أخرى لديها دهنيات كثيرة.
وتطرق د.فهد الزدجالي إلى الاستعمالات الأخرى للطحالب كالصناعة والإنتاج فيمكن للطحالب أن تتكاثر مع نفسها ولا تحتاج إلا ضوء الشمس والماء وتستطيع أن تتكاثر بسرعة فائقة، ويمكن استعمالها كتغذية للحيوانات وزراعة الأسماك ويمكن استخدامها كديزل حيوي لأنها تحتوي على دهون كثيرة، ولها استعمالات أخرى كتنظيف البيئة لأنها تأكل النايتروجينات والفوسفات الموجودة في المياه وبإمكانها تنظيف المياه.
زيادة المعرفة
والتقينا بحسن المقبالي وهو أحد الحاضرين في جلسة المقهى الذي قال: إن التنظيم في المقهى العلمي جيد جدا والجلسات التي تقدم ممتازة لأنها باللغتين العربية والإنجليزية. أما بالنسبة لي وبعيدا عن تخصصي فأنا أحب القراءة وأبحث كثيرا، وهذا النوع من الجلسات يفيدني ويقدم ملخصات لمواد كثيرة، كما يمكنك الالتقاء بأصحاب التخصصات في عدة مجالات ومناقشتهم.
كسب المعلومات
كما التقينا بأخصائية التقنية الحيوية في مركز العلوم البحرية والحيوية بوزارة الزراعة والثروة السمكية وحيدة بنت ناصر العامرية، التي قالت: إن مثل هذه الملتقيات مهمة جداً بالنسبة لعامة الناس لكسب المعلومات والثقافة والاستفادة من أوراق العمل التي تعرف الناس بأهمية الشعاب المرجانية ومدى أهميتها للحياة والكائنات البحرية ومن الضروري الحفاظ عليها لأنها تكون مصدرا أساسيا للأسماك، والأسماك تعد ثروة وغذاء للإنسان، والطحالب أيضا تعد غذاء للأسماك، والإنسان يستفيد منها في تصنيع مستحضرات التجميل والأدوية وفي مجالات كثيرة.