
مسقط –
تعرف ظاهرة التنمر بأنها سلوك عدواني يُؤذي فيه الشخصُ الآخرَ عمداً، جسدياً ونفسياً بهدف التسلط على الضحية. وتعد ظاهرة التنمر من أكثر ظواهر العنف في مدارس الولايات المتحدة، وبدأت تغزو مدارسنا بسبب العولمة والانفتاح على الإعلام.
تقول مديرة مدرسة البراعم الخاصة بولاية المضيبي الأستاذة وفاء: إن التنمر من ظواهر العنف الشديد وسمي بهذا الاسم كدلالة على وحشية السلوك المشابه للسلوك الحيواني في الغابة «البقاء للأقوى». ويبدأ المتنمر أو مجموعة من المتنمرين بالمداعبات الخفيفة إلى أن تتحول إلى عنف والسيطرة على الضحية.
وتقول الأخصائية الاجتماعية بمدرسة الحمراء للتعليم الأساسي أزهار العبرية: تتمثل أشكال ومظاهر التنمر في العنف البدني والمضايقة اللفظية والإقصاء الاجتماعي من اللعب وأخذ وتخريب ممتلكات الطالب المستهدف.
أما عن أسباب التنمر فيقول الأخصائي الاجتماعي بمدرسة الإبداع بصحم راشد اليحيائي: تكمن الأسباب في العنف والتمييز بكل أنواعه والاختلال في العلاقات الأسرية في المجتمع وأيضا تأثير وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي المنتشرة في الوقت الحالي، فالطفل الذي يتعرض للعنف داخل المحيط الأسري يميل إلى ممارسة العنف والتنمر على الطلبة في البيئة المدرسية وأيضا بسبب حب التسلط وغياب العقاب المدرسي داخل بعض المدارس.
وأوضح اليحيائي الإجراءات التي يتم اتباعها مع المتنمرين بالقول: يتم التعامل مع الطلبة المتنمرين داخل الحرم المدرسي من خلال لائحة شؤون الطلبة وتطبيقها بدءاً من توجيه ونصح وإرشاد الأخصائي الاجتماعي سواء بالإرشاد الفردي أو الإرشاد الجمعي، وأيضا الجلوس مع ولي أمر الطالب والزيارات المنزلية، ويمكن اتخاذ الإجراءات وتطبيق لائحة شؤون الطلبة من إخطار ولي الأمر وحتى دراسة الحالة من قبل الأخصائي الاجتماعي ووصولا إلى فصل الطالب من المدرسة في حالة تكرار سلوكه بشكل مستمر وبصورة دائمة.
وحول الآثار النفسية للمتنمر عليه تقول مشرفة الإرشاد الاجتماعي بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط رحمة الوضاحية: يشعر المتنمر عليه بالاضطهاد من قبل أقرانه وعدم مقدرته على التفاعل معهم في الأنشطة المدرسية وعدم الشعور بالأريحية في المدرسة، ما يؤدي إلي ضعف التحصيل الدراسي وكثرة الغياب من المدرسة والتعرض لمشاكل نفسية مصاحبة وهي القلق وعدم التكيف الاجتماعي.
وأضافت الوضاحية: على أولياء الأمور انتهاج أسلوب التربية الإيجابية في تعاملهم مع الأبناء، ومتابعة سلوكيات أبنائهم بشكل دوري في الحياة العامة وفي المدرسة، حيث إن المتابعة تساعد على وضوح جميع سلوكيات أبنائهم الطارئة ليسهل عليهم التدخل المباشر لتفادي المشكلات المصاحبة سواء المتنمر أو المتنمر عليه.
هذا فضلاً المتابعة الدورية للقنوات الفضائية التي يتابعها أبناؤهم وعدم السماح لهم بالسهر لفترات طويلة أمام التلفاز.