تعد الكاتبة الصحافية السعودية، كوثر الأربش، المعروفة في الأوساط السعودية بنبذها للطائفية وعلو صوتها الوطني من أبرز الأسماء النسائية، التي تم تعيينها حديثاً في مجلس الشورى السعودي بدورته السابعة، التي تمتد 4 أعوام مقبلة، وفق الأمر الملكي الصادر في هذا الشأن.
كوثر خريجة قسم إدارة الأعمال في جامعة الملك فيصل وفنانة تشكيلية وعضوة في مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون، وسبق أن صدر لها ديوان شعري بعنوان "دخلت بلادكم بأسمائكم"، وتم تكريمها في فبراير/شباط الماضي بجائزة المفتاحة في أبها، وهي مستشارة إعلامية في شركة إنتاج، ومهتمة بالشأن الاجتماعي، وتشدد في أطروحاتها على أن هوية الوطن هي الأكبر والأعم من هوية الطائفة.
جاءها خبر تعيينها في مجلس الشورى، وهي في أمريكا ضمن برنامج "الزائر الأجنبي" الذي تنظمه وزارة الخارجية الأمريكية، وهو برنامج دولي يقام سنوياً ويدعى له 4 آلاف زائر من مختلف دول العالم للحوار والتفاهم المعرفي والثقافي بين الشعوب. وعندما تلقت الخبر كانت قد أنهت للتو جلسة ألقت فيها ورقة عمل عن الديمقراطية في الشرق الأوسط. وقالت في مداخلتها إن المملكة لها جهود كبيرة في محاربة الإرهاب، ولم يتوقف دورها على ذلك، بل أسست برنامج الأمير محمد بن نايف للمناصحة لإعادة تأهيل المتطرفين فكرياً ودمجهم في المجتمع، مشيرة إلى أن السعودية من أكثر الدول تضرراً من الإرهاب.
التطرف.. عدوها الأول
كوثر الأربش تعرف عليها السعوديون عن قرب بعد فقدانها لابنها "محمد" وابني شقيقتها بتفجير مسجد العنود في الدمام (شرق السعودية) بتاريخ 29 أيار/مايو 2015 وظهرت صبورة متماسكة وفي عز أحزانها. كان طرحها الوطني وفكرها النير محل احتفاء وتقدير الشارع السعودي.
الأربش التي تعتبر التطرف هو عدوها الأول، ونستشف جزءاً من النمط والتوجه الذي سارت عليه ورفضها للاحتقان والتجييش الطائفي من خلال بيانها الذي أصدرته بعد الحادث الآثم حين صرخت: "نعم أنا أم الشهيد محمد العيسى، وخالة الشهيدين عبدالجليل ومحمد الأربش، كنت دائما خصيمة عنيدة للطائفية، والتطرف والكراهية واختطاف العقول واستغفال البسطاء، ولو كان ذلك في بيتي. لم أدخر جهداً ولا وقتاً لمحاربة الضغائن والتحريض والإرهاب، سنياً كان أو شيعياً. كان ذلك قبل وبعد أن خسرت الكثير من علاقاتي، منهم من كان من عائلتي، ومنهم من كان من أقربائي وما زال ذلك يحدث لي حتى بعد أن فقدت ابني".
وأصبحت الأربش برلمانية في مجلس الشورى بعد 3 أعوام و11 شهراً من السماح للنساء بالانضمام إلى المجلس للمرة الأولى، حين أمر العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز في 11 يناير 2013 بتشكيل مجلس الشورى وتعيين 30 امرأة بالمجلس لأول مرة في تاريخ المملكة، ونص حينها الأمر الملكي الأول على تخصيص 20% من مقاعد المجلس للنساء، أن تكون إضافة تسهم في فاعلية الصوت النسائي داخل أروقة المجلس، وفق ما يكفله لها النظام.
المصدر: العربية نت