شابٌّ سوري تمنَّى ساعة هدنة في حلب ليشاهد الكلاسيكو فمات بقذيفة

الحدث الأحد ٠٤/ديسمبر/٢٠١٦ ١٥:٤٦ م
شابٌّ سوري تمنَّى ساعة هدنة في حلب ليشاهد الكلاسيكو فمات بقذيفة

أمنيتان سجلهما عارف شهابي الشاب الحلبي خلال لقائه مع هافينغتون بوست عربي قبل يوم من مباراة الكلاسيكو التي جمعت ناديي برشلونة وريال مدريد عصر السبت 3 كانون الأول/ديسمبر، والثانية أن يتوقف القتال خلال متابعة المبارة "لكي نحظى بساعات قليلة من الهدوء" على حد قوله.
لكن الشاب الحلبي الذي لم يتجاوز الثالثة والعشرين من عمره لم يكن يعرف أن القدر لن يكتب له مشاهدة هذه المباراة ليموت صباح عرض المباراة إثر إصابته بقذيفة استهدفت حي طريق الباب في حلب المحاصرة.
هافينغتون بوست عربي كانت قد التقى الشاب قبل يوم من المباراة ولم يخف حينها حماسته لمتابعة مجريات هذه المباراة على الرغم مما تمر به حلب في قسمها القابع تحت سيطرة المعارضة السورية من ظروف صعبة وحصار وقصف.
غريبة هي الكلمات التي استخدمها عارف خلال لقائه لعله كان يشعر أنه لن يشاهدها فعند سؤالنا عن الوضع خلال المباراة أجاب "لا أعرف بالضبط كيف ستكون الظروف في موعد المباراة لكني سأحاول أن أتابع أخبارها إن استطعت، بالتأكيد لا يوجد لدينا إنترنت قادر على عرض اللعبة بشكل مباشر فجهاز الإنترنت الفضائي الذي نملكه في الحي بالكاد يؤمن اتصالنا بالعالم الخارجي".
حبه لحلب منعه من مغادرتها رغم قساوة الظروف التي مرت عليها السنوات الخمس الماضية، فالحياة فيها كان قد اختصرها بهذه الكلمات "نعم نحن نعيش الحرب بكامل تفاصيلها، نعرف عدد القذائف وأين سقطت، نحصي الغارات الجوية وفاعلها ندون أسماء القتلى وأعداد المفقودين لكننا الآن أكثر ما نكون في حاجة إلى الهروب من واقعنا".
مضيفاً "عندما يتاح لي اتصال بالإنترنت لا أدخل إلى مواقع وصفحات الأخبار، ولا أنخرط في أحاديث الثورة والحرب، أبحث عن أصدقائي القدامى لأحادثهم، أدخل بعض المجموعات المسلية على فيسبوك وأتابع أخبار نجوم أحببتهم قبل الحرب، هي طريقتي الوحيدة للهروب من تفاصيل القهر والموت التي تلازمني منذ شهر".
"بالتأكيد الحياة خارج حلب لن تتوقف إكراماً لمعاناتنا ونحن لا نختلف عمن يعيش خارج الحصار، رغم القصف والمعارك فنحن لدينا هواياتنا أغانينا ألعابنا المفضلة نجومنا وحتى نوادينا التي نحب" بهذه الكلمات ختم عارف حديثه قبل ليلة من وفاته جراء القصف!

المصدر: هافينغتون بوست عربي