
سمائل - صالح بن فايز الرواحي
يعتبر قطاع الصحة من أهم القطاعات التي حرصت حكومة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – على الاهتمام به على مدى عمر النهضة المباركة، فانتشرت المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة مزوَّدة بأحدث الأجهزة والكفاءات الطبية. لقد عانت ولاية سمائل قبيل عصر النهضة الكثير من الأوضاع الصحية حيث لا يوجد في سمائل قبل العام 1970م إلا عيادة صحية تقع في حلة (المرية) بسفالة سمائل يتم من خلالها علاج المواطنين من الأمراض الخفيفة والأمراض المنتشرة في ذلك الوقت مثل الكوليرا والحمى وغيرها من الأمراض الخفيفة والتي لا تتطلب عملية جراحية، ثم تطور الحال في العام 1970 عندما تولى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس الحكم في عُمان، حيث انتقلت العيادة إلى حلة (العجم) بسفالة سمائل أُطلق عليها مجمع الصحة العامة، ليقوم بتقديم خدماته الصحية للمواطنين في الولاية، واستمر هذا الوضع حتى العام 1973م ليشهد أهالي الولاية افتتاح مستشفى سمائل يضم خمس عيادات تخصصية وعيادة للأسنان، وقد شهد المستشفى توسعة شاملة من خلال إضافة بعض العيادات والأقسام الطبية، وصيانة البعض الآخر حتى يواكب التطور الطبي الذي يشهده العالم، وألحق بالمستشفى في العام 2005م مجمع صحي جديد ليخفف العبء عن المستشفى ويشارك في تقديم خدماته الصحية لجميع القرى بحكم موقعه في مركز الولاية، كما أن «هناك أربعة مراكز صحية أخرى هي: مركز صحي لزغ وتم افتتاحه العام 2004، ومركز صحي وادي بني رواحة افتتح العام 1976 وأنشأ مبنى جديد العام 2001، ومركز صحي وادي محرم افتتح العام 1981م وأنشأ مبنى جديد العام 2010م ومركز صحي صومرة افتتح العام 2011م.
ويعتبر مركز صحي وادي محرم أحد معالم النهضة المباركة والتي يقودها سيد عُمان مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه، وقد افتُتح المبنى القديم للمركز منذ مطلع الثمانينيات من القرن الفائت، وفي العام 2010م افتتح المبنى الجديد ويضم قسماً للحوامل وتحصين الأطفال وعيادة للأسنان إضافة إلى طبيبيِّن و6 ممرضين، وفي بعض الأحيان يتواجد الطبيب المختص بمرض السكري ويبلغ عدد الكادر الطبي والهيئة التمريضية والموظفين 26 موظفاً ويتردد على المركز الصحي ما يقارب 70 مريضاً.
تطور في الخدمات الصحية
وقد أوضح رئيـــس قســم مستشفى سمائـــل د.يعقوب بن ناصر بن عبدالله الندابي أن الخدمات الصحية في ولاية سمائل شهدت تطورا ملحوظا منذ بداية عهد النهضة وحتى الآن وذلك على مراحل مختلفة ومتدرِّجة، فقبل العام 1970م لم تكن توجد خدمات صحية بالولاية، ومن العام 1970م بدأ تقديم الخدمات الصحية بالولاية وبدأت تتدرَّج في المستوى، حيث تم إنشاء مستشفى سمائل على الطراز القديم للمستشفيات بالسلطنة وكان يقدم خدمات صحية في ذلك الوقت ولكن لم تكن توجد به إلا تخصصات محدودة، ثم بدأ التوسع في الخدمات الصحية تدريجياً بالولاية وتمت زيادة التخصصات الطبية بالمستشفى ومنها تخصص طب العيون والأمراض الجلدية، كما تم افتتاح عدد من المراكز الصحية في وادي محرم ووادي بني رواحة ولزغ وصومرة، وإعادة بناء القائم منها سابقاً على الطراز الجديد، كما تم إنشاء جناح الأطفال بالقسم الداخلي بالمستشفى وذلك في بداية التسعينيات مما أدى إلى نقص معدل الوفيات بين الأطفال بشكل ملحوظ، وفي العام 2008م تم بناء جناح جديد بالقسم الداخلي لقسم النساء وصالة الولادة وغرفة عمليات بقسم النساء والولادة، حيث يزداد معدل المواليد بصورة ملحوظة شهرياً.
وأضاف د.يعقوب الندابي قائلا: لقد تم إنشاء قسم طب الكلى والغسيل الكلوي كمبنى مستقل، وفي العام 2004م تم افتتاح مركز لزغ الصحي، وفي العام 2005م تم افتتاح مجمع سمائل الصحي، وفي العام 2009م تمت إعادة تأهيل قسم الرجال بالمبنى القديم بالمستشفى، وفي العام 2011م تمت إضافة بعض التخصصات الطبية مثل طب العظام، وفي العام 2011م تم افتتاح مركز صومرة الصحي، وفي العام 2012م تم توفير طبيب بقسم الأشعة بالمستشفى، وحاليا توجد في ولاية سمائل معظم التخصصات مما جنّب المراجعين الذهاب لمسافات طويلة لتلقي العلاج، وأهم هذه الأقسام هي: عيادة السكري وعيادة الأطفال وتخصص العظام وقسم الطوارئ والحوادث وتخصص التخدير وعيادة الأسنان وتخصص الجراحة وعيادة الباطنية والنساء والولادة وعيادة العيون والأمراض النفسية والأمراض الجلدية والأذن والأنف والحنجرة.
وأشار الندابي إلى أن عدد الكوادر الطبية في جميع المؤسسات الصحية بالولاية بلغ حسب إحصائية العام 2015م (308) منهم 87 طبيباً و221 ممرضاً واختصاصيين وغيرهم من الكوادر الطبية الأخرى بمجموع (500) موظف يعملون لخدمة أهالي الولاية، مشيراً إلى أن إجمالي أعداد المراجعين لمستشفى سمائل حتى نهاية العام 2015م بلغ (246323) مواطناً ومقيماً، وفي مركز صحي لزغ بلغ (56949 ) مراجعاً، وفي مركز صحي وادي بنى رواحة بلغ عددهم (26148) مراجعاً، وفي مركز صحي وادي محرم بلغ عدد المراجعين (12292) مراجعاً، وفي مركز صحي صومرة بلغ عددهم (6018) مراجعاً، مؤكداً أن الخدمات الصحية تسعى دائما لمواكبة كل ما هو جديد في المجال الطبي من خلال البرامج التدريبية والدورات التي يشارك فيها جميع الطاقم الطبي والإداري بالمؤسسات الصحية.
العلاج الشعبي قبيل عصر النهضة
محمود بن عبدالله الرواحي قال: مما لا شك فيه أن الوضع الصحي في وادي محرم كغيره من ولايات السلطنة قبل عصر النهضة كان صعباً جداً، فكان الاعتماد على العلاج الشعبي في ظل عدم وجود مراكز صحية أو خدمات صحية.
ومع مطلع الثمانينيات من القرن الفائت تمت إقامة مركز صحي بإمكانيات متواضعة، لكنه كان يقدم خدمات صحية مهمة للأهالي، حيث لا توجد به غرف كافية ولا مختبرات ولا كوادر طبية كافية، إضافة إلى نقص في سائقي سيارات الإسعاف. ومع مرور السنوات أصبحت الحاجة ملحة لوجود مركز صحي متكامل وبمواصفات أفضل تواكب العصر، فقد أنشأ مركز صحي جديد يضم أقساما متعددة ليوفر على الأهالي مشقة وعناء الانتقال من وادي محرم إلى مستشفى سمائل.
فرق شاسع بين الصحة قديماً وحديثاً
يوسف بن قسور العامري قال: فرق شاسع في جميع الخدمات الصحية بين الأمس واليوم، وفيما يختص بالخدمات الصحية في وادي محرم فقد كانت لا تُذكر قبل 1970م سواء في قرية وادي محرم أو في غيرها من قرى الولاية والسلطنة بشكل عام.
فهناك العديد من القصص من واقع الحياة التي عاشها الآباء والأجداد قبيل عصر النهضة، راح ضحيتها الكثير من المواطنين بسبب قلة الأدوية والإشراف والكوادر الطبية، حيث كانت الأمراض منتشرة بخاصة في قرى الوادي.
أما اليوم وبعد افتتاح المركز الصحي بقرية وادي محرم أصبح كل مواطن يعيش في كافة القرى التابعة لوادي محرم ينعم بهذه الخدمة الصحية المجانية. الفرق شاسع بين الأمس واليوم. أصبح المواطن في كل ربوع عُمان ينعم بالخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية وذلك بفضل الجهود التي تقوم بها الحكومة الرشيدة بقيادة باني نهضة عُمان مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه.