لما تزيد سلوفاكيا من خناقها على المسلمين؟

الحدث السبت ٠٣/ديسمبر/٢٠١٦ ٢٢:٠٣ م
لما تزيد سلوفاكيا من خناقها على المسلمين؟

على مدار عام 2016، أوضحت حكومة سلوفاكيا بما لا يدع مجالاً للشك، المكانة التي تمنحها للإسلام في بلادها.
في مارس/آذار الماضي، خرجت أحزاب اليمين المتطرف الشعبوية من الانتخابات البرلمانية منتصرة. وفاز حزب نازي جديد بمقاعد في البرلمان لأول مرة. كما حذّر رئيس الوزراء السلوفاكي، روبرت فيكو، من مخاطر المسلمين قُبيل الانتخابات.
في مايو/أيار، أجرى فيكو مقابلة وقال فيها "ما من مكانة للإسلام في سلوفاكيا.. لا تكمن المشكلة في وفود المهاجرين إلينا، بل في أنهم يغيرون وجه البلاد".
وفي يوليو/تموز، توّلت سلوفاكيا رئاسة المجلس الأوروبي، وهي الخطوة التي لم تلق حماساً لدى المسؤولين الأوروبيين الآخرين بوضوح بالنظر إلى أن أوروبا كانت (ومازالت) في خضم أزمة لاجئين وقد سعت سلوفاكيا لمحاربة مخطط توزيع اللاجئين، معبرةً عن عدم رغبتها في استضافة المزيد منهم.
وفي الشهر الماضي، تقدّمت سلوفاكيا بخطة للاتحاد الأوروبي –والذي، من جديد ترأسته في الوقت الحالي– للسماح للبلاد بإنفاق مزيد من الأموال أو اتخاذ إجراءات بديلة للتشديد على الحدود الخارجية أو ترحيل الأفراد، بدلاً من استقبال حصتها من المهاجرين.
كما دفعت سلوفاكيا بأنه على الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي الاتفاق على إجراءات طوارئ "على أساس طوعي" في استجابة لأعظم موجات اللجوء.

مناهضة اللاجئين
وقد رفضت سلوفاكيا، كما هو الحال مع دول فيسغراد الأربع الأخرى، استقبال اللاجئين والمهاجرين من إيطاليا واليونان رغم، أو ربما بسبب، وجود عدد قياسي من طالبي اللجوء بلغوا شواطئ إيطاليا عبر القوارب هذا العام.
والآن، وافقت حكومة سلوفاكيا على قانون سيمنع، حال نفاذه، الإسلام من أن يصبح ديناً رسمياً في البلاد. فقد نص التشريع على أنه يتحتم على أي دين أن يحظى بـ 50,000 من الأتباع لكي يتأهل للحصول على دعم الدولة. وفقاً للتعداد الأخير، هناك حوالي 2,000 مسلم في سلوفاكيا، وهو العدد الذي عملت سياسات الحكومة نفسها على الإبقاء عليه منخفضاً نسبياً.
مرّ القانون بأغلبية الثلثين في البرلمان. وقام باقتراحه الحزب الوطني السلوفاكي، الذي قال رئيسه "يجب علينا القيام بكل ما بوسعنا حتى لا يُبنى أي مسجد في المستقبل".
من غير المرجح أن تشهد السياسات الداخلية لسلوفاكيا تغيُراً في المستقبل القريب، حتى مع حلول الانتخابات الإقليمية لعام 2017. أما السياسات الأوروبية فربما تشهد ذلك: ستتولى مالطا رئاسة المجلس الأوروبي في يناير/كانون الثاني، وقد أشارت بالفعل أنها ستسعى لوضع "خطة نقل إلزامية" من أجل إعادة توطين اللاجئين والمهاجرين في كافة أنحاء أوروبا. بما في ذلك سلوفاكيا.

المصدر: هافينغتون بوست عربي