الكلاسيكو وفرانكو...جذور الكراهية وأصول العداء

الجماهير الخميس ٠١/ديسمبر/٢٠١٦ ٠١:١٠ ص
الكلاسيكو وفرانكو...جذور الكراهية وأصول العداء

وكالات - ش

لا حدود بين لقاءات ريال مدريد وبرشلونة في كلاسيكو الأرض الذي يقام السبت، فالصراع بين قطبي الكرة الأسبانية يتعدى كرة القدم فهو صداما تاريخيا بين اقليم كتالونيا والعاصمة الاسبانية مدريد.

سبب العداء الأزلي

مدينة برشلونة كانت تعتبر في ثلاثينات القرن الماضي رمزاً للهوية الكتالونية، قبل أن تنقلب الأمور رأساً على عقب في عام 1936 عندما قام الجنرال فرانسيسكو فرانكو بانقلاب عسكري ضد الجمهورية الإسبانية الثانية والتي كانت تحت حكم الديمقراطيين والاشتراكيين ، وهو ما أدى إلى نشوء الحرب الأهلية الإسبانية.

واندلعت الحرب الأهلية بين الجمهوريين المحسوبين على اقليم كاتالونيا والقوميين المحسوبين على العاصمة مدريد تحت قيادة الجنرال فرانكو الذي قام خلال تلك الفترة باعتقال جوسيب سونال عضو اليسار الجمهوري في اقليم كتالونيا ورئيس نادي برشلونة ، حيث جرى اعدامه دون محاكمة بسبب المناداة بالانفصال عن إسبانيا.

انتصار الجنرال فرانكو في تلك الحرب فرض عدم استخدام اللغة الكتالونية في وثائق النادي ، فضلاً عن منع رفع العلم الكتلوني في الملاعب الذي كانت تصل عقوبته إلى حدود الخيانة العظمى ، ولكن بعد وفاة الدكتاتور في عام 1975 فقد تنفس الكتلان الصعداء وعاد العلم الكتلوني يرفرف من جديد وسط مطالبات بالانفصال كما حدث مؤخراً.

هزيمة برشلونة 11/1 أمام ريال مدريد في عام 1943

مع استمرار حكم الديكتاتور فرانكو المحسوب لنادي ريال مدريد تواصلت الكراهية بين الهوية القشتالية والكتالونية، وقام بتأجيج الوضع بنسبة كبيرة جداً مع الإقليم الكتلوني من خلال استخدام لعبة كرة القدم من أجل اذلال برشلونة ، ولعل المباراة التي جمعت الفريقين في نصف نهائي كأس إسبانيا في عام 1943 خير دليل.

وتنامى الشعور العام في ذلك الوقت بأن ريال مدريد يحظى بدعم كبير جداً من الحكومة الإسبانية بقيادة الجنرال فرانكو الذي سميت كأس إسبانيا باسمه في ذلك الوقت "جنراليسمو" ، حتى أن البعض أكد بأن الحكام كانوا يخافون من خسارة الفريق الملكي خوفاً من عقاب محتمل ، وخصوصاً عند مواجهة فريق مقاطعة كاتالونيا.

وخلال عهد الدكتاتور فرانكو ، فقد تمكن برشلونة في عام 1943 في ذهاب الدور نصف النهائي من كأس فرانكو من الفوز 3/0 ، لكن مباراة الإياب شهدت أحداثاً مثيرة للجدل عندما خسر النادي الكتلوني 11/1 ، حيث اعتبر المشجعون أن التحكيم منحاز جداً ، فيما تم تصوير هؤلاء المشجعين كأعداء للدولة الإسبانية بسبب مواقفهم.

ويؤكد لاعبو برشلونة الذين شاركوا في تلك المباراة أن الخسارة جاءت تحت تهديد واضح من الجنرال فرانكو الذي أرسل جنوده إلى غرفة خلع الملابس قبل انطلاق المباراة حسبما أكد الكاتب جيمي بيرنز في كتابه وقال : "فرانكو أرسل رسالة تقول أنه لا يجب أن تنسوا بأنكم تلعبون بسبب سخاء النظام الذي غفر لكم نقصاً في الوطنية".

دي ستيفانو

فجرت صفقة انتقال ألفيردو دي ستيفانو أزمة جديدة بين برشلونة وريال مدريد في عام 1953 ، خصوصاً بعد الاتهامات الموجهة حتى الآن من جانب النادي الكتلوني إلى فريق العاصمة الإسبانية بسرقة الصفقة التي كان قريباً جداً من اتمامها ، وممارسة ضغوط كبيرة من جانب الجنرال فرانكو على البرسا من أجل انتقاله للفريق الملكي.

وقام دي ستيفانو في عام 1953 بالتوقيع على عقد مع برشلونة ولكن الفيفا رفض تسجيل اللاعب لأن ملكيته لا تعود لنادي ريفر بليت الأرجنتيني وإنما لنادي ديبورتيفو لوس ميلوناريوس الكولومبي ، فيما أقنعه رئيس ريال مدريد سانتياجو برنابيو بالانتقال إلى صفوفه بعد وصوله إلى إسبانيا من أجل التفاوض على انتقاله إلى برشلونة.

واستغل ريال مدريد الثغرة القانونية في توقيع نادي برشلونة مع ألفيردو دي ستيفانو ورفض الاتحاد الإسباني لكرة القدم تسجيل اللاعب في قوائمه ، ليقوم الرئيس سانتياجو برنابيو بالتوقيع معه رسمياً من ناديه ديبورتيفو لوس ميلوناريوس وهو ما فجر عاصفة من ردود الفعل الغاضبة التي وصلت إلى اتهام الريال بالسرقة وقلة الاحترام، وفي العصر الحديث حدثت كذلك العديد من القضايا التي زادت العداء بين الفريقين، ويرى المشجعيين البرشلونيين بالتحديد أن نار العداوة ستظل مشتعلة في صدروهم ولن تنطفئ إلا بنيل كتالونيا استقلالها عن اسبانيا