فيينا - أ ف ب
خيم الغموض على فرص التوصل الى اتفاق للحد من إنتاج النفط في إطار منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" التي تعقد اجتماعاتها في فيينا رغم الرغبة المعلنة في تجاوز الخلافات القائمة بين السعودية وإيران والعراق.
وزير الطاقة السعودي خالد الفالح قال قبل بدء المباحثات "لا نعرف إن كنا سنتوصل إلى اتفاق.. سنعرف خلال الاجتماع. اعتقد أن الشعور العام يتسم بالتفاؤل والايجابية".
وفي خطوة توافقية أخيرة التقى الوزراء حول فطور غير رسمي لتقريب وجهات النظر لتحديد حصص الدول بهدف تحسين اسعار النفط التي انخفضت منذ صيف 2014 بسبب الزيادة الكبيرة في الانتاج.
وأعلن وزير الطاقة الاماراتي سهيل محمد المزروعي بعد هذه المباحثات الاولى "يعمل الجميع بكد ونتوقع اجتماعا ايجابيا فعلا ونامل في اعلان انباء سارة لدى انتهاء اللقاءات". وأكد نظيره العراقي جبار علي اللعيبي أن "هناك أملا كبيراً" كما أعرب وزير النفط الايراني بيجان زنقنة أيضاً عن "تفاؤله".
وفي ضوء هذه الأمال، تحسن سعر برميل برنت تسليم يناير بشكل ملحوظ الاربعاء في المبادلات الاوروبية وارتفع ب2,41 دولارا مقارنة مع جلسة الاغلاق الثلاثاء الى 48,79 دولارا ونفط تكساس المرجعي للفترة نفسها ب2,17 دولارا الى 47,40 دولارا اي بزيادة قدرها 5,20% و4,80% على التوالي.
وتطالب الدول التي تعتمد اكثر على ايرادات النفط مثل نيجيريا او فنزويلا بالتوصل الى اتفاق لخفض الانتاج لكنه يتعثر حول الخلافات القائمة بين ايران والسعودية والاوضاع غير المستقرة لبعض الدول المنتجة للنفط التي تشهد حالة حرب كالعراق وليبيا. وكان وزراء دول اوبك حددوا قبل شهرين في الجزائر هدف خفض الانتاج الى ما بين 32,5 و33 مليون برميل يوميا والتوصل الى اتفاق مع دول كبرى اخرى منتجة في مقدمتها روسيا التي اعربت عن تأييدها من حيث المبدأ. لكن موسكو التي قبلت بالحد من انتاجها وليس خفضه اكدت الثلاثاء انه يجب اولا ان تتوصل اوبك الى توافق بين اعضائها قبل ان تتقدم في مفاوضاتها مع الكارتل.
وتوجه وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة ونظيره الفنزويلي يولوخيو ديل بينو الاثنين الى موسكو لاقناع روسيا بخفض انتاجها ب600 الف برميل يوميا اي اكثر من خفض ال500 الف برميل يوميا الذي اقترحه عليها الكارتل. لكن في حين كانت السعودية تعتبر حتى الان ان التوصل الى توافق لتطبيق اتفاق الجزائر "امر ملح"، اعلنت في نهاية الاسبوع الماضي ان خفض العرض ليس الزاميا وان اسعار النفط ستستقر حتى من دون تدخل الكارتل.
وفي أصداء للموقف السعودي رأى وزير الطاقة الاماراتي ان السوق في جميع الاحوال في طريقها الى استعادة توازنها وان اتفاقا يبقى ضروريا "لمساعدة السوق على التحسن بدلا من الانتظار ستة اشهر". وسعيا لزيادة الضغوط على طهران وبغداد، اكد السعوديون الثلاثاء استعدادهم لرفض اي اتفاق لا توافق عليه ايران والعراق حسب ما نقلت وكالة بلومبرغ نيوز عن مصدر قريب من الرياض. وقال بيارني شيلدروب الخبير لدى "اس اي بي ماركيتس" ان "تغيير موعد بدء الاجتماع الرسمي لاوبك الى الساعة 11,00 ت غ بدلا من الساعة 10,00 يوحي بان المباحثات مستمرة وانه لا يزال هناك فرصة لخفض الانتاج". واعتبر محللون اخرون الثلاثاء ان فرص خفض الانتاج "ضعيفة جدا" وان الكارتل سيؤجل اتخاذ قرار في هذا الخصوص الى اجتماعه المقبل بعد ستة اشهر.