اســــتثمار!

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٣٠/نوفمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
اســــتثمار!

محمد بن سيف الرحبي
www.facebook.com/msrahby
alrahby@gmail.com

في أندونيسيا:

اقترح علينا السائق أن نزور منطقة بركانية، وهكذا شرعنا بالمسير إليها، إلا أن بوابة أوقفتنا وقال لي صاحب السيارة ادفع، تذاكر دخول المنطقة، بدون أدنى اعتراض دفعت ثمن بضعة تذاكر كون الرحلة عائلية، المكان محسوب على الطبيعة التي لم تتدخل في تضاريسها يد إنسان. وحيثما يقف السائق بسيارته تجد الباعة من أبناء البلاد يقدمون للسائح ما يغريه من أفكار بسيطة شاهدة على هوية المكان.

في سريلانكا:

أخذنا السائق ونحن سائرون بين مدينة وأخرى إلى نهر تستحم فيه الفيلة في مشهد رائع يجمع بين الفرجة والترفيه، لكنه أصر أن ندخل حديقة تجتمع إليها هذه الفيلة بعد استحمامها، وبالطبع دفعنا تذاكر، ولم نر ما يستحق مقارنة بذلك المشهد النهري وهذه الحيوانات العملاقة التي تتصرف كأنها عائلة تقضي فترة راحة في ذلك «الوادي» ومياهه الصافية.

فــي ماليزيا:

رأيت ضمن الأماكن السياحية عناوين جاذبة للتنزه، كحدائق الفراولة ومناحل العسل، ضمن مجموعة أخرى في بقعة محسوبة على المرتفعات الجبلية الجميلة..

توقفنا أمام مشتل، حيث يمكن للزائر أن يقوم بعملية قطاف الفراولة بيده، مع تشكيلات أخرى من منتجاته كالحلويات والعصائر، وصور جاذبة، ومن يدخل إليه يدفع تذكرة دخول، كما هو شأن منحل العسل، عدا تلك الأفكار الجميلة لما يمكن أن يقوم به العسل في حياتنا، من وصفات طبية.. ووصولا إلى الصابون بنكهة الشهد!

في عُمان:

ذهبت إلى قرية مسفاة العبريين، وجدت السياح يدخلون مجانا، دون أن تكون هناك تذاكر، ولو بمبالغ رمزية، يعود ريعها للمجتمع المحلي ليستفيد من تلك المجموعات السياحية التي تربك حياة الناس فيه، ولم أجد حتى «بائع مياه» متجول إن لم يكن في «دكان»، حيث يحتاج السائح في ذلك القيظ إلى ما يروي ظمأه، ولا حتى بائع حلويات بسيطة يستفيد من مجموعات الأطفال القادمين مع أسرهم.

وتسير على شاطئ القرم (كمثال) لا تجد ما يسمى بـ«الأكشاك» التي تبيع ما يحتاجه السائر والمتنزّه، زجاجة ماء، صحيفة أو مجلة، حلويات، محارم ورقية، كما يحدث في شواطئ العالم وأماكنه السياحية.

هل ننتظر عاملا آسيويا أن يقوم بهذه الأدوار؟!

ربما، لأننا أمام جميع المساجد والجوامع نجد سوقا للخضراوات والفواكه الموسمية يكسب منه «الغرباء» بينما أبناء البلاد، يتفرجون إن لم يشتروا!

.. وهذا كما يقال: على سبيل المثال لا الحصر.