«حفظ البيئة» يستعرض جهود حماية النمر العربي

بلادنا الثلاثاء ٢٩/نوفمبر/٢٠١٦ ٠٤:١٠ ص
«حفظ البيئة» يستعرض جهود حماية النمر العربي

مسقط- - تصوير - طالب الوهيبي

ينفذ معهد تطوير الكفاءات مع مكتب حفظ البيئة التابعين لديوان البلاط السلطاني محاضرة بعنوان (الدراسات الميدانية للنمر العربي وجهود السلطنة لحمايته من الانقراض) بحضور عدد من المسؤولين من ديوان البلاط السلطاني وعدد من المهتمين والباحثين في مجال البيئة، وذلك بنادي الواحات.

قدم المحاضرة هادي بن مسلم الحكماني أخصائي حياة برية بمكتب حفظ البيئة وهو من أوائل المشاركين من مكتب حفظ البيئة في مشروع مسح النمر العربي في سلسلة جبال ظفار، حيث ألقى الضوء في ورقته على عدة محاور أبرزها جهود السلطنة في حماية النمر العربي منذ عام 1986م وحتى اليوم ولمدة ثلاثة عقود من الجهد المخلص الدؤوب بعد أن وجه مولانا جلالة السلطان أبقاه الله بأسر عدد (4) نمور عربية من جبل سمحان بمحافظة ظفار لتشكل المجموعة الأولى من هذا النوع التي يتم أسرها وشكلت بذلك النواة الأولى لبرنامج الإكثار تحت الأسر لهذا النوع النادر والمهدد بخطر الانقراض حسب تصنيف القائمة الحمراء التي يصدرها الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN).
وتطرق الحكماني في ورقته إلى الوضع الراهن للنمر العربي في السلطنة بحسب ما دلت عليه آخر الإحصائيات والدراسات الميدانية المنصبة حول وضعه، مشيرا إلى الأسباب التي أدت إلى هجرته من أماكن انتشاره كالصيد غير المشروع للنمر العربي وفرائسه الطبيعية، واستنزاف الموارد الرعوية وشق الطرق في بيئته وإقامة الكسارات والمحاجر التي تؤثر سلبا على استقرار النمر العربي والحيوانات البرية الأخرى التي تعيش معه ويتغذى عليها كالوعل النوبي والغزال العربي.
كما عرض هادي في ورقته نتائج الدراسات والأعمال الميدانية التي قام بها مكتب حفظ البيئة خلال الفترة الفائتة والتي تشمل الكاميرات الفخية ودراسة الجينات الوراثية للنمر والنظام الغذائي للنمر والتي أوضحت وجود ما يقارب 35 نمرا في جبال محافظة ظفار.
ثم تطرق إلى التدابير الأولية التي اتخذتها السلطنة لحماية النمر العربي من الانقراض والتي ذكر من أهمها إصدار تشريعات بمنع صيد النمور منذ عام 1976م، وإنشاء مركز لإكثارها في الأسر وتدشين مشروع معني بحمايتها في الطبيعة وإنشاء محمية جبل سمحان التابعة لإدارة وزارة البيئة والشؤون المناخية.
وفي نهاية المحاضرة تحدث هادي الحكماني عن النظرة المستقبلية لوجود النمر العربي في السلطنة ودور المجتمع المحلي في حمايته في المناطق التي لا زال النمـــر يعيــش ويتكاثر فيها في سـلسـلة جبــال ظـفار.
هذا وقد رافق المحاضرة مجموعة صور وفيديوهات حديثة وحصرية رصدتها الكاميرات الفخية التي وضعها المكتب في الأماكن التي دلت المسوحات الميدانية على وجوده فيها، وعلى هامش المحاضرة تم عرض مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي التقطت كذلك بواسطة الكاميرات الفخية الرقمية للنمر العربي وفرائسه كصور فريدة للوعل العربي والغزال العربي وبعض آخر من الحيوانات البرية الأخرى التي يقوم مكتب حفظ البيئة بجهود لحمايتها من خطر التهديد بالانقراض.
نتائج مشروع المسوحات الميدانية للمحمية أوضحت أن النمر العربي شكل وجودا أسفل المنحدر الجبلي وقريبا من التجمعات السكانية ولعل ذلك ما يفسر زيادة بلاغات المواطنين عن حالات افتراس لمواشيهم في هذه المنطقة من قبل النمر العربي.