ناصر بن سلطان العموري
abusultan73@gmail.com
(لأجلك) شعار انتخابات المجالس البلدية للفترة الثانية والتي ستقام يوم الخامس والعشرين من ديسمبر المقبل وبعيدا عن الدعايات والإعلانات والمنشورات المنتشرة في كل مكان عن الانتخابات هل استقرأت الجهات المعنية مدى نجاح المجلس البلدي في كافة المحافظات وتكامله مع شقيقه الأكبر مجلس الشورى؟ وهل يوجد أصلاً تكامل بين المجلسين وبين كلا العضوين؟ أم الكل يلعب في ميدانه كيفما يشاء!
وكما يقال إذا أردت أن تضع شخصا ما في دوامة لا تنتهي فسلمه منصبا له علاقة بالجمهور ثم جرده من كافة الصلاحيات حينها فقط يمكنك أن تذهب إلى أقرب تلة وتشاهد المنظر من أعلى كيف سيكون!! نعم هو ذا الواقع الفعلي للمجلس البلدي وليعذرني على صراحتي من لا يحب ذكر الواقع ويستمتع بالمجاملة وهم كثر للأسف! ولو سألت أي مواطن عن مدى رضاه عن المجلس البلدي لأبدى عدم الرضا بدون أدنى تفكير وفي المقابل ولو سألت أحد أعضاء المجلس البلدي عن مدى رضاه عما قدموا لأبدى رضاه بدون أدنى تفكير والسبب طبعا أن هناك ضبابية وعشوائية في دور المجلس وفجوة واضحة بين العضو وبين المواطن.
وبما أننا على أبواب مرحلة انتخابية جديدة فيجب على الجهات المختصة وعلى رأسها الجهة المشرفة توضيح دور المجالس البلدية بنقاط محددة يعرفها كل مواطن والعمل بشكل مكثف على إيصال هذه المعلومات وفق القنوات الإعلامية المتاحة إلى كل مواطن قبل ذهابه إلى صناديق الانتخاب فليس مطلوبا من المجلس البلدي أن يتدخل في تفاصيل لا تعنيه كثيرا فالمواطن قد لا يعنيه موضوع معين دون آخر بقدر ما يعنيه إيصال مطالبه والسعي إلى تحقيقها وفق جدولة واضحة مبنية على مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص بين المحافظات والولايات لا أن تظفر كل محافظة أو ولاية بخدمات أو مشاريع تنموية دون أخرى.
وحقيقة هناك من الشباب الطموح الكثير والكثير ممن يمكن إعطاؤهم الفرصة من جانب المواطنين دون النظر لأية اعتبارات أخرى وكان لي تواصل مع أحد هؤلاء الشباب من إحدى ولايات محافظة مسقط وهو أحد الكفاءات الذين ترشحوا للمجلس البلدي مؤخرا وهو شاب طموح ومتجدد الأفكار بل واتخذ من برامج التواصل الاجتماعي وهي الطاغية هذه الأيام وسيلة للتواصل مع مؤيديه وشرح أفكاره وبرامجه وما يمكن أن يساهم في تقديمه وفق الصلاحيات الممنوحة له وعندما جلست واستمعت إليه وجدت أن لدية أفكارا جميلة وبراقة وعمل مبادرات خدمت المجتمع بشكل مباشر ومنها على سبيل المثال لا الحصر إقامة فرق الطوارئ بالأنواء المناخية، تكريم أوائل الثانوية بالسلطنة ودعم المدارس، إقامة ندوات تخدم المجتمع وتتلمس احتياجاته، دعم الفرق التطوعية من خلال دمجها مع المجتمع والمساهمة في دعمها مالياً من خلال الشراكة مع القطاع الخاص هي في اعتقادي أفكار جلها جميلة وقيمة لو جاز لها التطبيق واعتبره نموذجا للشباب العماني من أصحاب الطاقات والهمم العالية والمجلس بلا شك يحتاج لهكذا نوعية من الشباب للتطوير وتقديم الخدمات للمجتمع بالمقام الأول.
ويبقى الدور الأساسي في نجاح العملية الانتخابية كما أسلفنا يعتمد على المواطن فصوته أمانة يجب أن يعطيه لمن يستحق وما أعظمها من أمانة وهو بيده الخيار في أن ينجح أو يفشل مسار المجلس من خلال انتهاج النهج الصائب في اختيار المرشح الفاضل والأجدر والبعد عن المحاباة القبلية أو النظر لأية مصلحة دنيوية كانت فمصلحة الوطن يجب أن تكون فوق كل اعتبار وعلى الجهات المختصة بالمجالس البلدية كذلك تفعيل دور هذه المجالس ومنحها الصلاحيات التي يجب أن يستشعرها المواطن على أرض الواقع لا أن يكون دور المجلس أشبه بحبر على ورق.