مسقط - عبدالوهاب بن علي المجيني
أكد مدير دائرة الامراض المعدية في وزارة الصحة د. ادريس بن صالح العبيداني أنه تم علاج الوافد من الجنسية البنجلاديشية المصاب بالكوليرا والذي تم اكتشاف إصابته بالمرض في السلطنة، وهو يتمتع حالياً بصحة جيدة، وكان مصدر إصابته بالمرض قد بدأ من بلده (بنجلاديش).
وأشار العبيداني في تصريحات خاصة لـ«الشبيبة» إلى أنه قد سبق أن تم تسجيل عدد من حالات الكوليرا على مدى السنوات الفائتة في السلطنة والتي يعود مصدر المرض فيها أيضا لبعض دول شرق آسيا التي يستوطن فيها المرض مثل الهند وبنجلاديش وباكستان.
وأوضح أن السلطنة لا تعتبر من البلدان المعرضة لمرض الكوليرا وذلك بسبب وجود البنية الأساسية الجيدة والتي تشمل نظافة مصادر المياه وارتفاع مستوى الوعي لدى المجتمع بما يختص بالنظافة العامة ونظافة وجودة الأغذية.
وأشار إلى أن المرضى المصابين بالكوليرا يتم علاجهم بالسلطنة عن طريق أكياس أملاح الإمهاء الفموي أو عن طريق المحاليل الوريدية حسب حالة المريض، وذلك لتعويض الجفاف الناتج من الإسهال الحاد الذي تسببه بكتيريا الكوليرا، وفي بعض الحالات يتم تقديم بعض أنواع المضادات الحيوية المناسبة، مشيرا إلى وجود لقاح فموي للكوليرا مجاز دولياً وبمخزونات محدودة والذي توفره منظمة الصحة العالمية في وقت تفشي الكوليرا، ولا يتوفر هذا اللقاح في السلطنة لعدم تفشي المرض فيها.
وحول مرض الكوليرا قال مدير دائرة الأمراض المعدية بوزارة الصحة: هي عدوى معوية حادة تنجم عن ابتلاع بكتيريا الكوليرا المنقولة بالمياه أو الأطعمة الملوثة بالبراز، وترتبط عدوى الكوليرا بشكل اساسي بقلة توافر المياه المأمونة والإصحاح الجيد، وقد يتفاقم أثرها في المناطق التي تعاني من خراب البنى البيئية الأساسية القائمة فيها ويشتد التعرض لتفشي الكوليرا في البلدان التي تمر بحالات طارئة صعبة.
وأضاف أن من عوامل انتشار المرض الأخرى نزوح أعداد كبيرة من المشردين داخلياً أو من اللاجئين إلى البيئات المكتظة بالسكان، ما يؤدي إلى صعوبة توفير المياه الصالحة للشرب والإصحاح.
ويمكن الوقاية من المرض عن طريق الاهتمام بنظافة وجودة المياه والأغذية، وضرورة غسل اليدين جيدا بالماء والصابون بعد استخدام دورة المياه، وقبل وبعد تحضير الطعام، وقبل وبعد الأكل، وبعد تبديل حفاظ الطفل، وعند اتساخ اليدين وكلما استدعت الحاجة لغسل اليدين، واتباع الممارسات السليمة في تحضير الأطعمة وحفظها، وتجنب شراء الأغذية والمشروبات من الباعة المتجولين وغير معروفة المصدر، وغسل الفواكه والخضار جيدا بمياه مأمونة قبل الأكل. بالإضافة الى ذلك فإن تعزيز الترصد والكشف المبكر عن الحالات يساهم بشكل كبير في الحد من انتشار الأوبئة ويساهم في اتخاذ تدابير المكافحة. تجدر الإشارة إلى أنه قد سبق لمصدر مسؤول في وزارة الصحة أن صرح عن تسجيل حالة كوليرا مؤكدة لوافد من الجنسية البنجلاديشية، والذي تلقى العلاج المناسب في السلطنة وهو بحالة صحية جيدة.
وأكد المصدر المسؤول، أن سبب الإصابة بالمرض بدأ من بلد الوافد (بنجلاديش) حيث بدأت الأعراض بالظهور على المريض قبل وصوله الى السلطنة، مشيرا إلى أنه لا توجد أي احتمالات لإصابات محلية في السلطنة حيث لم يتم تسجيل أي حالة محلية حتى الآن.
وكانت «الشبيبة» قد نشرت تصريحاً خاصاً من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية أكدت فيه أن الكوليرا تنتشر في اليمن الشقيق بصورة كبيرة جدا الأمر الذي يزيد الوضع الإنساني هناك سوءا، وأشار التقرير إلى أن الأزمة الحالية التي تواجه اليمن بسبب الحرب التي دمرت البنية الأساسية تسببت في نقص بالخدمات الطبية والصحية، كما عززت من انتشار الأمراض، وعودة الأوبئة المنقرضة، مثل وباء الكوليرا العائد حديثاً إلى اليمن، والذي بدأ اكتشافه في محافظة واحدة، لينتشر لاحقاً في 11 محافظة يمنية.
وأشار التقرير إلى أن اليمن ليس وحيداً في هذه المأساة، حيث سجّلت منظمة الصحة العالمية «العام الفائت 454172 حالة كوليرا عالمياً، و1304 حالات وفـــاة. 41%من الحالات كانت فــــي أفريقيـــا، و37%في آسيا، و21%فــــي الأمريكيتين»، ولا تزال الكوليرا تتسبب بوفيات بخاصة لدى المجتمعات التي ليست لديها مياه مأمونة للشرب، فهناك 663 مليون شخص من دون مياه نظيفة.