مسقط –
مع تضاؤل احتمال الحل السلمي للأزمة السورية في المدى المنظور، أخذت مساحة عسكرة النزاع تتسع، لتخرج من نطاقها المحلي، إلى الإقليمي، ومن ثم تدويل الصراع، وتغذيتهِ بالسلاح، والجماعات، والأفراد، الأمر الذي قاد إلى خلط الأوراق، وعقد من مسألة التنبؤ بمستقبل سوريا.
مدير الأبحاث في «جامعة ليون 2» فابريس بالونش، أكد في بحثٍ نشرهُ «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، أن التنبؤ «بديناميات التمرد» أصبح أكثر صعوبة «مع استمرار عدد التنظيمات في التزايد وتغير التحالفات التي تجمعها من حيث التركيبات والتسميات». ومع ذلك، يرى بالونش، في بحثه المنشور نهاية نوفمبر الجاري، أن ساحة الصراع في سوريا، بعد خمس سنوات، تظهر تشرذماً متزايدا للمعارضة المسلحة.
90 ألف مقاتل
ويستند بالونش إلى إحصائية «معهد دراسات الحرب» التي تحدد عدد أفراد الجماعات المسلحة المحسوبة على المعارضة في سوريا بـ90 ألفاً، في حين صنف «معهد دراسات الحرب» هذه الجماعات ضمن «ثلاثةٍ وعشرين جماعة من مئات الجماعات المتمردة في سوريا ضمن فئتَي (أصحاب النفوذ) الرئيسيين و(أصحاب النفوذ المحتملين) في المعارضة».
ويكمل الباحث الزائر في «معهد واشنطن» استنادهُ على تقرير «دراسات الحرب»، أن «هنالك فئة ثالثة من التنظيمات، يضم كلٌّ منها بضع مئات من المقاتلين. في حين أن غالبية الفصائل الستة والعشرين في هذه الفئة لا تفصح عن أي إيديولوجية، إلا أن العديد منها يرتبط بتنظيم «القاعدة»».
التنظيمات الأصغر
ويذكر التقرير أيضاً «فئة رابعة تتألف من مئات التنظيمات الأصغر حجماً التي يضم كلٌّ منها بضع عشرات من المقاتلين. وهذه الفصائل مرتبطة بالعشائر المحلية ويتمثل هدفها الرئيسي بحماية أحيائها أو قراها، فهي عاجزة عن شنّ عمليات هجومية».
وعلى الطرف المقابل، يذكر بالونش أن هنالك جماعات موالية للحكومة السورية، ويقدرها بـ150 ألف مقاتل، يشكل السكان الأصليون النسبة الكبرى منها، مشيراً إلى أن هذه الجماعات مكرسة للدفاع عن الأراضي وخطوط الاتصالات، وحوالي ربعها فقط قادر على شن هجمات.
تقديرات
وفيما يتعلق بـ«قوات سوريا الديمقراطية» فيذكر أن عدد قواتها يبلغ نحو ثلاثين ألف مقاتل. وفي ما يخص تنظيم «داعش»، تعتقد «وكالة الاستخبارات المركزية» الأمريكية أن التنظيم يعدّ في صفوفه ما لا يقل عن ثلاثين ألف مقاتل في سوريا والعراق. غير أن باتريك كوكبورن من صحيفة «إندبندنت» يجادل بأن هذا الرقم يخفق إخفاقاً هائلاً في تقدير العدد الصحيح لأن التنظيم جنّد آلاف المقاتلين المحليين بعد استحواذه على مساحات واسعة من الأراضي في عام 2014.