المعاناة تحاصر بدو ســـيناء

الحدث الثلاثاء ٢٩/نوفمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
المعاناة تحاصر

بدو ســـيناء

القاهرة - خالد البحيري

فتحت العملية الإرهابية التي استهدفت أحد الأمكنة العسكرية في شمال سيناء بمصر نهاية الأسبوع الفائت، وراح ضحيتها ثمانية من العسكريين، يعود الحديث مجدداً عن دور السكان الأصليين «البدو» في مساعدة قوات الجيش في التصدي للإرهابيين، ومدى تورطهم في إيواء بعض العناصر المارقة في منطقتهم، أو حتى غض الطرف عنهم.

وبرغم قسوة الحياة التي يعيشها أبناء القبائل والعشائر نتيجة القصف المستمر لمعاقل الإرهاب، ورائحة الدم والبارود التي تزكم الأنوف في هذه البقعة إلا أن الإعلام المصري يلقي باللائمة على البدو، فهم بنظره إما مشاركون في الإرهاب بطريقة وأخرى، أو مساهمون في زعزعة أمن الوطن بتسهيل عمليات تجارة وزراعة المخدرات وتهريب البشر عبر الجبال والأودية التي لا يعرف مسالكها غيرهم، ولم تسلم من هذه الاتهامات والنظرة السلبية سوى قلة قليلة من المجتمع السيناوي.

تقول الناشطة السيناوية منى برهومة، البعض يلقي باللوم على البدو في احتضان هذه الجماعات.. ولكن الحقيقة أن سيناء بها مساحات شاسعة ومترامية الأطراف وخاصة في القرى الواقعة على حدودنا مع إسرائيل مما يساعد هؤلاء الخفافيش على الاختباء ربما في خنادق تحت الأرض وما زالوا يختفون بها رغم أن الجيش المصري أوقع خسائر كبيرة في صفوفهم ونتمنى القضاء عليهم نهائيا لأنهم حولوا حياتنا إلى جحيم.

تضيف «كما أن حدودنا مع إسرائيل 225 كيلو من منطقة كرم أبو سالم حتى طابا هشة للغاية، ففي الوقت الذي تتخذ فيه إسرائيل جميع التدابير لتأمين نفسها، نجد أن من يحمي الجانب المصري هم جنود الأمن المركزي بإمكانيات بسيطة وهذا يستدعي تعديل اتفاقية السلام مع إسرائيل (كامب ديفيد) في أسرع وقت وخاصة الفقرة الأمنية الخاصة بالمنطقة (ج) المتاخمة لإسرائيل، حتى لا تكون منطقة خلفية يتسلل منها الإرهابيون لضرب الأهداف الحيوية والأمنية في سيناء ثم يلوذون بالفرار إلى الداخل الإسرائيلي، فمن حق مصر جلب التكنولوجيا المتطورة لمراقبة الحدود وكذلك تسليح العناصر المكلفة بتأمين الحدود بأسلحة متطورة قادرة على الردع وصد العدوان.

وتتابع: ما يقدمه أهالي سيناء للجيش المصري من أجل التصدي للإرهاب كثير جداً ويكفي أن أقول إن بضع مئات من أبناء القبائل والعشائر تمت تصفيتهم على أيدي الجماعات المسلحة بحجة تعاونهم مع الأمن والجيش خلال العامين الفائتين أغلبهم من منطقة شرق العريش (رفح والشيخ زويد)، لكن للأسف الشديد طوال الوقت هناك هجوم واتهامات لأهالي سيناء بالخيانة والعمالة رغم أن التاريخ خير شاهد وخير دليل فلم يبع سيناوي واحد قطعة أرض لإسرائيلي طوال فترة احتلال دامت 15 عاما.

وتردف «كما أن أبناء سيناء كانوا بمثابة الأقمار الصناعية للمخابرات المصرية في الحروب التي جرت أعوام 1956 و1967 و1973 وهناك 750 مجاهداً سيناوياً حصلوا على نوط الامتياز من الرئيس الراحل أنور السادات وهناك واقعة على الهواء مباشرة تناقلتها وسائل الإعلام العالمية عندما رفض مشايخ ووجهاء وعقلاء سيناء في «مؤتمر الحسنة» المنعقد بتاريخ 31/‏10/‏1968 إعلان «تدويل سيناء» وقالوا للإسرائيليين «سيناء أرض مصرية ومن أراد التفاوض بشأنها فليذهب إلى جمال عبد الناصر».

ويؤكد عواد أبو شيخة أحد كبار شيوخ القبائل البدوية، أن أكثر من 80% من البدو متعاونين مع الجيش و»نوفر دائماً المعلومات اللازمة لهم عن البؤر الإجرامية أو وجود أماكن مزروع بها مخدرات»، فـ»بعد ثورة 25 يناير وتولي جماعة الإخوان الحكم وهروب السجناء واجهنا الكثير من المصاعب للتصدي للإرهاب الداخلي، ولم تخل المنطقة من الدخلاء الدواعش وغيرهم، ولم نسلم من إسرائيل وطمعها في سيناء وما دام على أعلامها الخطين الأزرقين يجب علينا الخوف منهم ونعلم جيداً معنى وجودهما (من النيل إلى الفرات) فالكيان الصهيوني يسعى إلى صنع ثغرات داخل سينا، والبدو يتصدون لهم باستمرار سواء بالاتفاق مع الجيش أم بمفردهم».
ويقترح إلحاق أبناء سيناء بالكليات العسكرية وتولي مناصب في الجيش بحيث يتحملون المسؤولية عن المناطق التي تربوا بها فهم على دراية كاملة بجميع البؤر الإجرامية كما أنهم سيكونون في حماية البدو.