زيارات مفاجئة تحت أعين الصحافة

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢٩/نوفمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
زيارات مفاجئة تحت أعين الصحافة

محمد بن أحمد الشيزاوي
shfafiah@yahoo.com

1هل يمكن أن تتبنى الهيئة العامة لحماية المستهلك أو البلديات المختصة حملة تفتيش موسعة على المطاعم والمقاهي بحضور صحفيين يرصدون ما يرون من مشاهد مفرحة أو مؤسفة للمطاعم والمقاهي المحلية والعالمية، فيقدمون للقارئ خلاصة جولتهم بأسلوب قصصي يرصد ما يدور خلف الأبواب المغلقة التي يكتب عليها «ممنوع الدخول لغير العاملين»؟.

2قد تكون الفكرة مزعجة لكثير من أصحاب المطاعم والمقاهي والعلامات التجارية العالمية الذين يخشون أن تكشف هذه الجولات الصحفية ما لا يرغبون أن يراه زبائنهم، إلا أن ما نشاهده من حين لآخر من عدم اكتراث بعض المطاعم والمقاهي بأبسط معايير الجودة فيما يقدمونه من أطعمة أو عصائر أو مشروبات ساخنة لزبائنهم يدعونا لتوجيه هذه الرسالة للمختصين لتنفيذ حملات تفتيش موسعة تشمل كل شيء: الأوانيَ التي يتم تحضير الأطعمة فيها، والزيوتَ المستخدمة، واللحومَ والأسماك والدواجن والفواكه والخضروات والمواد الأخرى، وكيف يحصلون عليها وكيف يتم تخزينها وأين، وما هو مستوى نظافة العاملين ومستوى نظافة المواقع التي يتم إعداد الطعام فيها.

3حضور الصحافة لمثل هذه الحملات التفتيشية سيزيد قلق أصحاب الشركات، لأن القلم الحر والنزيه يكشف الكثير من أسباب الخلل ويساهم في تصويب كثير من الأخطاء، وبالتالي سيؤدي هذا القلق إلى مزيد من الحرص على الجودة، لأن أي خلل سيظهر للقراء وبالتالي سيبتعد الناس عن المطاعم التي تفتقد للجودة، ويوماً بعد آخر ستفقد زبائنها وتغادر الحياة الاقتصادية دون أن يأسف لرحيلها أحد.

4القصص الإخبارية في اجتذاب الناس لمطاعم معينة تعمل في هدوء وربما في مواقع بعيدة عن المدن الكبرى، ولكنها تحرص على تقديم أفضل ما لديها لزبائنها؛ تحرص على النظافة، وعلى تخزين الطعام في برادات مجهزة لذلك، لا تغش ولا تخادع وتعمل بمسؤولية وضمير صاحٍ.

5ولكن مثل هذه الإجراءات قد تتطلب غطاء قانونياً وحماية قانونية للصحفيين الذين سيعملون في هذا المجال، فليس من السهل أن يتقبل أصحاب المطاعم والمقاهي الزيارات التفتيشية المكثفة، فكيف هو الحال إذا تمت هذه الزيارات تحت أعين الصحافة وأُتيحت للصحفي فرصة سانحة لأن يرى ما يدور خلف الأبواب المغلقة، وأن يشاهد أوانيَ قذرة وأطعمة منتهية الصلاحية وزيوتاً تستخدم عشرات المرات دون تغيير، ويكتب بعد ذلك ما يمليه عليه ضميره.

6تضــعها البلديات المختصــة للمطاعم والمقاهي قبل منحها الترخيــص النــهائي، ولكن بعــد الحصول على الترخيص تكون المراقبة ضعيفة، وفي كثير من الأحيان لا يتم كشف المخالفات إلا بمحض الصدفة عندما يقوم أحد الأشخاص بالتبليغ عن مخالفة ما وجدها في أحد المواقع ولكن في بعض الأحيان لا يهتم الزبائن بالتبليغ عما يشاهدونه من مخالفات وهو ما يؤخر اكتشافها لعدة سنوات، ولعل هذا هو ما يفسر تمادي بعض المطاعم في مخالفاتهم حتى نجد أنفسنا أمام واقع محزن للغاية.

7 وفي ظل عدم وجود رقابة ذاتية رادعة لدى بعض العاملين في المطاعم والمقاهي فإن تكثيف الحملات التفتيشية وبرفقة مجموعة من الصحفيين أصبح أمراً ضرورياً -من وجهة نظرنا- للحدّ من المخالفات العديدة للاشتراطات الصحية التي تقع فيها هذه المحلات، وبالتالي يمكننا بعد ذلك تناول طعام الإفطار أو الغداء والعشاء في أي مطعم كان بثقة واطمئنان.