الجزائر تتساءل ... لماذا لم ينصف الرجال المراة رغم أن القانون أنصفها ؟

الحدث الثلاثاء ٢٩/نوفمبر/٢٠١٦ ٢٢:٥٠ م
الجزائر تتساءل ... لماذا لم ينصف الرجال المراة رغم أن القانون أنصفها ؟

مسقط – ش

تحظى المرأة الجزائرية بمكانة فريدة في العقل الجمعي العربي ، فحينما نتحدث عنها نتذكر المناضلة جميلة بوحريد ودورها في الثورة الجزائرية .
الدور التاريخي والوطني الذي جسدته بوحريد كواحدة ضمن المئات اللائي ساهمن في صنع التاريخ الجزائري أهل المراة الجزائرية لتلك المكانة واحاطها بهالة من التقدير قلما تحظى بها غيرها ...

تلك المراة تواجه اليوم عنفا مجتمعيا لم ينته باقرار قانون سعى لانصافها والدفاع عنها ..
من هنا كانت الصدمة التي احدثتها اخر احصاءات تناولت حجم ظاهرة العنف ضد المراة في الجزائر خاصة بعد ان اعلنت الدولة انحيازها لحقوق المراة وأقرت تشريعات غير مسبوقة تجرم الظاهرة وتسعى لردعها حفاظا على كرامتها ..

بالرغم من تطبيق قانون العقوبات لحماية المرأة من العنف والتحرش منذ بداية السنة الجارية 2016 بعد المصادقة عليه في شهر ديسمبر 2015، والذي أقرته الحكومة في 2014 لمحاربة العنف الزوجي وتحسين التشريع الخاص بمكافحة التحرش الجنسي، إلا أن أرقام المديرية العامة للأمن الوطني في الجزائر خلال 10 أشهر لسنة 2016 جاءت مخيبة للآمال، حيث كشفت عن ارتفاع حالات الاعتداء على المرأة بنحو 310 حالة من العام الماضي، حيث تم تسجيل 8461 امرأة ضحية مختلف الاعتداءات، مقارنة بسنة 2015 التي سجلت 8151 امرأة ضحية مختلف الاعتداءات.

ايضا وفي مايو الفائت قال مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الصحة داينيوس بوراس إن هناك "غضا للنظر" بشكل واسع، عن العنف المرتكب بحق النساء والأطفال في الجزائر.
وأضاف بوراس الذي قضى أسبوعين في الجزائر أن "هناك إرثا من التسامح الاجتماعي إزاء بعض أشكال العنف في بعض الظروف ضد بعض المجموعات والقطاعات من السكان".

وأوضح بوراس خلال مؤتمر صحافي أن العنف الذي شهدته الجزائر خلال الحرب الأهلية في تسعينيات القرن الماضي، وأوقع 200 ألف قتيل تسبب في "صدمة عميقة لم تتم معالجتها بعد بالطريقة المناسبة".
وأكد بوراس أن العقاب الجسدي "مازال مقبولا في الأسرة "، مشيرا إلى أن الضحايا يستحقون الحماية وليس العقاب.
وبحسب إحصائيات رسمية فإن 9000 آلاف شكوى تقدمت بها نساء تعرضن للعنف في 2015، بينما يؤكد مختصون أن هذا الرقم لا يمثل الواقع بما أن الكثير من النساء لا يتقدمن بالشكوى خشية النظرة المجتمعية السلبية.

هذا الواقع الصادم يدفع للتساؤل حول اسباب عدم انخفاض حجم الظاهرة بالرغم من دخول القانون حيز التنفيذ ؟

وهل هو مدعاة للياس من انتهاء الظاهرة أوعدم توقفها خلال السنوات القادمة ؟

من هو المسؤول الاول عن الظاهرة ؟ وما دور الرجل والمرأة معا للحد من تفاقمها ؟

وماهو الحل حفاظا على حرائر الجزائر وحفيدات جميلة بوحريد من العنف الاسري والاجتماعي ؟

اسئلة شائكة الرجال في بلد المليون شهيد هم أكثر من يملك الاجابات عليها .