بن فلاناغان،
ثمة ضجة مدوية حول الطائرات بدون طيار، فبإمكانك اليوم شراء لعبة مركبة جوية بدون طيار بثمن يقل عن 100 دولار، ولكن المستقبل قد يشهد انتشار الطائرات التجارية بدون طيار، لتوصيل الطلبات من أمازون وغير ذلك من مواقع التجارة الإلكترونية، أو الاستعانة بها لإصلاح خطوط أنابيب الغاز بالمناطق النائية.
ولكن الجو من فوقنا لم يشهد أزيزًا بعد. ويقول الخبراء إنه في سبيل بزوغ فجر العصر الجديد الجريء للطائرات بدون طيار، لا بد من إدخال تغيرات جذرية على اللوائح، والتكنولوجيا والرأي العام.
وهناك بعض الحالات البارزة التي تضمنت الاستخدام الترفيهي للطائرات بدون طيار، ففي يناير 2015، توقفت حركة الطيران بمطار دبي الدولي لمدة ساعة تقريبًا بسبب تحليق الطائرات بدون طيار في مدرج الطائرات.
ولكن التقدم التكنولوجي المتسارع يؤشر على أن فكرة زوال الطائرات بدون طيار ليست واردة في أي وقت قريب.
وكان مسؤولون في دبي أعلنوا خلال القمة العالمية للحكومات التي انعقدت منذ عامين في 2014 عن خطط طموحة لاستخدام طائرات بلا طيار في توصيل الوثائق الحكومية والأدوية للمواطنين.
كما أن البلاد تقيم مسابقة "جائزة الإمارات للطائرات بدون طيار لخدمة الإنسان"، التي تمنح جوائز عن التصميمات الابتكارية لتطبيقات الطائرات بدون طيار. وتبلغ قيمة الجوائز ملايين الدراهم، وهي الأعلى في فئتها عالميًا.
ويوضح المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لمتحف المستقبل والمنسق العام لجائزة الإمارات للطائرات بدون طيار سيف العليلي ما يجب فعله لإطلاق التكنولوجيا بالفعل.
يتمثل الحاجز الأكبر الذي يقف أمام إطلاق الطائرات بدون طيار في الافتقار العام إلى اللوائح الدولية التي تضمن استخدامها على نحو آمن، فمن الذي يحق له استخدام الطائرات بدون طيار، وأين يسمح لهم بالطيران، وما هي القيود المفروضة على الحجم والوزن؟ ويقول سيف العليلي إن العديد من الجهات الرسمية بالإمارات العربية المتحدة تتشاور حول هذه المسألة، بما في ذلك هيئات الطيران، والدفاع المدني، وشرطة دبي وتنظيم الاتصالات. ويقول "يشهد إطار العمل تطورًا كبيرًا من حيث التصميم والصياغة، فإن لم تكن هناك لائحة، سيكون من الصعوبة بمكان السماح لتلك الطائرات بدون طيار بالتحليق وإتمام الوظائف المنوطة بها." وأضاف قائلًا إن التعاون أمر أساسي في هذا الصدد، "أعتقد أنه سيكون تدريبًا جيدًا بالنسبة للبلدان ومختلف المدن على التكاتف معًا في ذلك الوقت."
لا ينبغي بالضرورة النظر إلى الطائرات بدون طيار بنفس أسلوب حركة الطيران الأخرى، كما يرى العليلي، فاللوائح الخاصة بالطائرات بدون طيار يجب أن تكون منفصلة عن الإطار الحالي للرقابة على حركة الطيران. وبحسب العليلي، فإنه "لا ينبغي أن نأخذ ما هو لدينا كأمر مسلم به. فالاستخدامات مختلفة، وكذلك الارتفاعات والأوزان والترددات، وأعتقد أننا ينبغي أن نبدأ بشيء متفرد بالنسبة لهذه التكنولوجيا".
تتناسب أحجام مختلفة من الطائرات بدون طيار مع مستخدمين مختلفين، بحسب العليلي الذي يشير إلى أنه تم تناول أربعة سيناريوهات مختلفة خلال المناقشات المحلية حول اللوائح: الهواة، ومستخدمي الطائرات بدون طيار لأغراض البحث والتطوير، والمستخدمين الحكوميين والمستخدمين التجاريين، وبالنسبة للفئة الأخيرة، -المستهلكون بوجه عام الذين قد يشترون لعبة طائرة بدون طيار من مركز تجاري– يتضح أن هناك مقاييس مختلفة من حيث حجم المركبات وأوزانها.
يقول العليلي إن قصص الطائرات بدون طيار التي يتسبب عنها إغلاق المطارات لا تحدث شيئًا بشأن تأييد الرأي العام لتلك التكنولوجيا، ويضيف "أعتقد أن الناس يكونون حذرين للغاية في غياب وجود لائحة"، ولكن يمكن معالجة ذلك من خلال توضيح جوانب محددة لاستخدامات الطائرات بدون طيار مثل المناطق التي يمكن أن تحلق تلك الطائرات فوقها، ووزن تلك الطائرت، وكيفية تسجيل الطيارين والطائرات الفردية بدون طيار. ووفقًا للعليلي "فإذا ما تم وضع تلك التدابير، أعتقد أن الجمهور سوف يشعر براحة أكبر تجاه الطائرات بدون طيار"، وبمجرد إعلان اللائحة، ستتحول أنظار العالم نحو الجانب المضيء للطائرات بدون طيار، وكيفية تيسيرها لشؤون حياتهم في الأساس".
بحسب العليلي، فإن التكنولوجيا متوافرة أساسًا بهدف إتاحة الكثير من الاستخدامات للطائرات بدون طيار – وهي بصدد النضج طوال الوقت. ويضيف العليلي أن "البطاريات تستمر لفترة أطول، والديناميكيات أكثر سلاسة، وأعتقد أنه خلال الأعوام القادمة سوف تصبح قدرات الطائرات بدون طيار موازية لنضج التكنولوجيا". ويضيف أنه على الرغم من ذلك، فإن هذه التكنولوجيا تؤخر إلى حد ما من الاستخدام الأوسع نطاقًا للطائرات بدون طيار. "وسيصبح الحال أفضل ما أن تنضج التكنولوجيا".
متخصص في شؤون التجارة والابتكار في الشرق الأوسط