من ميكانيكي إلى أحسن حارس شاب أفريقي حامي عرين الجزائر صالحي: لن نذهب إلى ريو من أجل السياحة

الجماهير الاثنين ٠١/فبراير/٢٠١٦ ٠١:١٩ ص
من ميكانيكي إلى أحسن حارس شاب أفريقي

حامي عرين الجزائر صالحي: لن نذهب إلى ريو من أجل السياحة

مرت على عبد القادر صالحي أوقات عصيبة هيأته ليصبح أحسن حارس في الجزائر وأفريقيا

سينتقل الآلاف من الجزائريين إلى البرازيل من جديد لتقديم الدعم للمنتخب الجزائري بهدف أن يكرر «الخُضر» السيناريو التاريخي

الذي كتبه منتخب الكبار في كأس العالم في البرازيل 2014

وكالات -
لم يخطئ الحاج الشريف الاختيار وهو ينتقي من الأسماء عبد القادر اسماً لابنه تيمّنا بالأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة والذي يحتل مكانة كبيرة في قلوب الشعب الجزائري، فالابن عبد القادر صالحي، نجح في قيادة المنتخب الجزائري إلى الألعاب الأوليمبية ريو 2016 بعد 35 سنة من الانتظار.

بلغت الجزائر الألعاب الأولمبية ريو 2016 ببلوغها نهائي كأس أمم أفريقيا تحت 23 سنة 2015 بالسنغال أمام نيجيريا وعن هذه البطولة القارية قال عبد القادر صالحي: «لم يكن من السهل حجز تذكرة الوصول إلى ريو 2016 ، كنا في مجموعة صعبة تضم منتخبات قوية كمصر ومالي ونيجيريا، لكننا تفوقنا عليهم بروح المجموعة التي ميزتنا عن باقي الخصوم.»

وأضاف: «صحيح أننا لم نفز بكأس أمم أفريقيا تحت 23 سنة السنغال 2015، لكننا فخورون جداً بما حققناه هناك. ركزنا على ما أردنا الوصول إليه وهو التأهل إلى ريو 2016، كان لدينا إيمان بذلك طوال مباريات البطولة.»
كانت مباراة جنوب إفريقيا برسم نصف النهائي محطة العبور نحو ريو بعدما أنهاها الجزائريون لصالحهم بهدفين دون رد، وفي هذا السياق تذكر صالحي تلك المباراة في ملعب ليبود سيدار سانجور قائلا:»كانت المباراة الأصعب أمامنا، فكل لاعب يحلم بالتأهل إلى الأولمبياد، إنه أفضل فوز للجزائر خلال البطولة، لقد كانت ليلة مثالية بالنسبة لنا في دكار. كل شيء سار بشكل جيد، وقدّم الجميع أداءً رائعاً. تحلينا بالتركيز وكانت خطة المدرب (شورمان) مذهلة. كنا نستحق التأهل حقاً.»

من ميكانيكي إلى أحسن

حارس شاب أفريقي

مرت على عبد القادر صالحي أوقات عصيبة هيأته ليصبح أحسن حارس في الجزائر وأفريقيا، فقبل أن يصبح الحارس الأول لفريق أولمبي الشلف، كان صالحي يعمل في مهنة الميكانيكي لإصلاح السيارات، وعن هذه البداية قال صالحي:»لم أكن ممن ولدوا وفي فمهم ملعقة من ذهب، كان من اللازم بعد التوقف عن الدراسة أن أساعد عائلتي ماديا ...كنت أعمل كميكانيكي وفي الوقت ذاته أمارس كرة قدم، قبل أن يأتي اليوم الذي ودعت فيه ورش إصلاح السيارات بشكل نهائي لأتفرغ للدفاع عن مرمى شلف، بعدما وضع مدربو الأخير ثقتهم بي.»
وأضاف:»التوقيع لفريق عريق كأولمبي شلف والتدرّب تحت إمرة خيرة مدربي الفئات العمرية ليس من الأمور المتاحة، لذا لم أتردد ولو لثانية في قبول العرض، كان للدعم العائلي دور كبير في نجاحي، فأبي رحب بالعرض، لأنه كان يعلم أن سعادتي هي مع كرة القدم وبارتداء قفازتي حارس المرمى.»

لم يخب ظن العائلة فصالحي تخطى المراحل بنجاح، ليصل بالجزائر إلى ريو 2016 ويتم اختياره كأفضل حارس مرمى في البطولة بعدما تلقى مرماه ثلاثة أهداف، وعن السبب في هذا التألق اللافت قال:» كنت محظوظا لأنني استفدت من برنامج تدريبي خاص أنا والمجموعة، كنا نلتقي كل أسبوع في تجمع تدريبي، ونبرمج في كل شهر مباراة ودية، لقد ساهم هذا المستوى العالي في بلوغنا أولمبياد ريو 2016.»

مشاركتنا ليست للسياحة

في هذا الصيف، سينتقل الآلاف من الجزائريين إلى البرازيل من جديد لتقديم الدعم للمنتخب الجزائري بهدف أن يكرر «الخُضر» السيناريو التاريخي الذي كتبه منتخب الكبار في كأس العالم البرازيل 2014 ، وقد علّق صالحي عن ذلك قائلاً «سأكون صريحا لن نذهب إلى الأوليمبياد من أجل السياحة والاستجمام، بل للبحث عن تحقيق نتيجة مشرفة للجزائريين والعرب والأفارقة بصفة عامة.» واسترسل قائلا:» إذا ألقينا نظرة سريعة على كرة القدم الجزائرية في الوقت الراهن، واللاعبين الذين ينتمون للمنتخب الأولمبي، أعتقد أنه بإمكاننا الذهاب بعيدا في المسابقة.»

سيكون صالحي جزءاً من مجموعة لاعبين ستحظى بمتابعة خاصة سواء من مدرب منتخب الجزائري الأول أو من قبل موفدي أندية أجنبية تسعى إلى انتداب أحسن حارس أولمبي في أفريقيا. فصالحي يمتاز بقامة طويلة ويجيد الصراعات الفردية ويتقن قراءة اللعب والتحكم في الكرات العالية كما يجيد اللعب بالقدمين ومتميز في صد الركلات الترجيحية، وعن هذا الأمر علق قائلاً:»الحمد لله الأمور تسير وفق ما خططت له، يبقى هدفي الأول بلوغ الاحتراف وحراسة مرمى فريق أوروبي والمنتخب الجزائري الأول، والمشاركة في أولمبياد ريو فرصة لا تعوّض.» مضيفا:»لكن ذلك يأتي بالعمل الجاد والمثابرة فما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.»

بالنظر إلى أن المنتخب الجزائري الأول بلغ ثمن نهائي كأس العالم البرازيل 2014، فلا شك أن صالحي ورفقاءه واثقون بأنهم سينقلون إنجاز المنتخب الأول إلى المنتخب الأولمبي لكي يكون أولمبياد ريو 2016 لا ينسى.