حرائق اسرائيل ..... هل فعلتها تل ابيب ؟ وكيف إنساق العرب خلف سيناريو " مكشوف " ؟

الحدث الأحد ٢٧/نوفمبر/٢٠١٦ ٢١:١٤ م
حرائق اسرائيل ..... هل فعلتها تل ابيب ؟ وكيف إنساق العرب خلف سيناريو " مكشوف " ؟

مسقط – محمد البيباني

اسئلة كثيرة تفرض نفسها حول حرائق إسرائيل التي اشتعلت بلامقدمات واستمرت أياما متتالية حتى أعلن جهاز الاطفاء الاسرائيلي اخيرا أنه نجح في إخمادها ..

البعض منها يلقي بالشكوك المشروعة حول الفاعل الحقيقي .... والبعض الاخر يسعى لاستجلاء الحقائق وفهم ماحدث

من خلال تحديد المستفيد ... خاصة في ظل وجود قرائن ترجح ان إسرائيل هي من اشعل النيران ؟

لماذا استمرت النيران اياما ؟

وهل يعجز الجيش الاسرائيلي عن اخماد تلك الحرائق رغم إمتلاكه لمعدات وتقنيات متقدمة في هذا المجال ؟

ولماذا لم يبادر الى إطفائها فور اندلاعها ؟

وهذا يدفعنا للسؤال الاهم ... من أشعل النيران ؟

وكيف يمكن تفسير تدني نسبة الإصابات أو الوفيات رغم حجم وكم الحرائق ؟

وهل توقيت الحرائق بعد فوز ترامب بالرئاسة الامريكية مجرد مصادفة ؟

حسابات المكسب والخسارة تثير أسئلة من نوع اخر وتدفع باتجاه الإجابة عن السؤال المحوري حول الفاعل الحقيقي

هل توقعت اسرائيل أن يبعث العرب برسالة " الشماتة " كما ارادتها ؟

وهل كشفت الحرائق عن سذاجة العقلية العربية ؟

والسؤال الاخير الهام ... ماهي تداعيات الحريق ونتائجة وتصب في مصلحة من ؟

اسئلة كثيرة حائرة ... التقرير التالي يسعى للاجابة عليها ...

بداية يمتلك الجيش الصهيونى من المعدات والتقنيات ما تؤهلة من إخماد هذه الحرائق فى غضون ساعات قليلة، كما يقوم بين الحين والأخر منذ حرائق الغابات في " الكرمل " عام 2010 بمناورات عسكرية تتضمن قوات من الحماية المدنية لمواجهة الكوارث الطبيعية بما فيها الحرائق.

اذن يبدو أن إسرائيل تعمدت الإبطاء في الإطفاء وهذا يدفع للإعتقاد بأن ثمة مصلحة إسرائيلية في استمرارها وأنها وليس غيرها من أشعل شرارته الاولى .

لايمكن فهم هذه الفرضية دون الحديث عن الدوافع والأهداف التي تؤيدها ...

حملة التحريض ضد الفلسطينيين التي علت وتيرتها قد تكون أحد الأهداف فمع استمرار النيران بالاشتعال مضت السلطات الاسرائيلية في شن حملة اعتقالات في صفوف من تقول إنهم مشتبه بهم في الوقوف وراء إشعال الحرائق، حملةٌ استبقها تحريض رسمي سياسي وإعلامي من الجانب الاسرائيلي يُحمل الفلسطينيين مسؤولية ما أسماه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بإرهاب الحرائق.

الهدف الثاني قدمه العرب لتل ابيب على طبق من ذهب فمن المؤكد أن إسرائيل توقعت ردة الفعل الشعبية العربية وأرادت استغلالها لتظهر للعالم انه ضحية كراهية من يعيشون حولها حيث انتقدت صحف اسرائيل هاشتاج "اسرائيل تحترق" بموقع التواصل الاجتماعي والقت الضوء على مشاركة عدد كبير من الشخصيات العربية والفنانين واصفة الامر بأنه "شماتة فى شبكات التواصل الاجتماعى فى العالم العربى "

هدف اخر يراه البعض الذي ذهب - وفق دلائل - ان حرائق غابات القدس لم يكن اكثر من سيناريو يهدف لتوسيع المستوطنات ، خاصة ان الحرائق انحصرت فى المناطق التى خططوا لها لتصبح مستوطنات بحلول عام 2020
ما يؤكد هذا أن هذه الحرائق جاءت بعد فوز الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب الذى وعد بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وكذلك إطلاق يدها فيما يتعلق ببناء المستوطنات، بمعنى أن ما يتم هو سياسة " الأرض المحروقة".

والدليل على ذلك أن القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلى نشرت تقريرا أكدت فيه أن عددا من أعضاء الكنيست من اليمين المتطرف وكذلك عدد من وزراء الحكومة طالبوا رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بالسماح ببناء مستوطنات جديدة فى القدس وذلك بعد يومين من فوز " ترامب" فى الانتخابات الأمريكية .
يؤيد ذلك قرار السلطات الإسرائيلية بناء 500 وحدة استيطانية جديدة فى مدينة القدس المحتلة فى ثانى يوم من اندلاع الحرائق

وليس صدفة أن تستهدف الحرائق المناطق التى وضعها مجلس المستوطنات القومى التابع للحكومة الإسرائيلية الذى وضع خطة لبناء العشرات من المستوطنات حتى عام 2020، بهدف ضم المناطق الاستراتيجية التى تقع خارج البؤر الاستيطانية فى القدس المحتلة.

اخيرا وليس اخر يوجد داخل اسرائيل من يعتقد ان الحرائق اشعلتها تل ابيب وهو ما اشار اليه البروفيسور والمحاضر في الجامعة العبرية “عميرام غولدبلوم”، حينما قال في منشورٍ له على “فيسبوك”، إن نتنياهو يقف وراء الحرائق التي تجتاح “اسرائيل”؛ من أجل إخفاء قضية الغواصات الالمانية.