باحثان عمانيان يقدمان ورقة عمل بمؤتمر دولي بماليزيا

بلادنا الأحد ٢٧/نوفمبر/٢٠١٦ ١٦:٥٩ م

كوالالمبور ـ محمد الدرمكي

شارك الباحثان العمانيان عبدالله بن حمد المعشري وعلي بن محمد الدرمكي في المؤتمر الدولي حول الأعمال التجارية العالمية والمشاريع الاجتماعية, وذلك بولاية صباح بالجمهورية الماليزية ، وقدم الباحثان ورقة عمل حول إدارة الجودة من منظور إسلامي, حيث بدأت الورقة بمقدمة عن أساس الجودة في الإسلام ودورها في تحديد العلاقة بين الانسان وربه وأهميتها في تطوير الأداء المؤسسي في مجتمعاتنا الإسلامية.

تطرق الباحثان بعدها إلى تعريف مفهوم الجودة بحسب أنظمة الجودة العالمية المعاصرة، ثم إلى مفهوم الجودة من منظور الدين الإسلامي حيث وجد الباحثان ان هناك العديد من الآيات التي تناولت الجودة منها قوله تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) سورة النحل الآية (97)، وكذلك قوله تعالى (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ), سورة الملك, الآية (2)،وعليه فقد ذكر الباحثان إن مفهوم الجودة من منظور الدين الاسلاميهي مجموعة من الصفات والخصائص التي تتضمنها سلعة ما او خدمة ما؛ والتي من خلالها يتحقق رضا الله عز وجل اولا ورضا المستفيدين منها ثانيا.

بعد ذلك تناول الباحثان مبادئ الجودة والتيانقسمت إلى نوعين من المبادئ من وجهة نظرهما؛ فالنوع الاول تحدث عن المبادئ التي وردت بالدين الاسلامي ووردت كذلك في أنظمة الجودة المعاصرة ومنها، التركيز على المستفيد، والقيادة، والتحسين المستمر، وخفض النفقات، و اتخاذ القرارات بناء على حقائق ودراسات واقعية، وتحقيق النتائج، ومبدأ الشورى (مشاركة العاملين)، وقد أستشهد الباحثان بمجموعة من الآيات والاحاديث النبوية التي تتوافق مع هذه المبادئللاستدلال على وجودها في الدين الاسلامي منذ مئات السنين.

أما النوع الثاني من المبادئ فهو المبادئ التي تميزت بها الدين الاسلامي عن غيرها من انظمة الجودة المعاصرة، حيث طرح الباحثان أثنين من المبادئ وهماالرقابة الذاتية: وهو بان يحاسب الموظف نفسه بنفسه؛ وان يكون رقيب على ذاته قبل الرقابة الإدارية مصداقا لقوله تعالى {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ }القيامة (2) ، حيث عظم الله النفس التي تراقب أعمالها وتحاسب ذاتها،وأكد الباحثان إن تطبيق هذا المبدأ لدى الافراد سوف يحقق لهم رضا الله أولا، ومن ثم تحسين أدائهم والذي سينعكس بصورة مباشرة على مؤسستهم، أما المبدأ الثاني فهو الاحتساب و يقصد به عند قيام الموظف بأي عمل إضافي فعليه أن يحتسبه أجره عند الله دون انتظار المقابل المادي.

وأخيرا تناول الباحثان مستويات الجودة من المنظور الإسلامي فالمستوى الأول هو مستوى الإيفاء في الأداء وهو تحقيق الموظف للمتطلبات الخاصة بالعمل دون زيادة أو نفصان كما ورد في قوله تعالى {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }الاسراء (35), وكذلك قولة تعالى { بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ } آل عمران (76)، أما المستوي الثاني فهو مستوى الإتقان في الأداء وهو أعلى مرتبة من المستوى الأول وفيه يتم تحقيق المتطلبات الخاصة بالعمل بدقة متناهية وإتقان حيث تناولت العديد من الآيات الاتقان ومنها قوله تعالى { صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} النمل (88)، وهنا تكون نتيجةالأداء جودة أعلى بالعمل المؤسسي، أما أعلى مستويات الجودة فيرى الباحثان انه مستوى الإحسان في الأداء وهذا المستوى يقدم الموظف عملا أكثر من المطلوب منه؛حيث يقول الله تعالى { وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ } القصص (77).