الناخبون.. وصناعة التغيير

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢٧/نوفمبر/٢٠١٦ ٠٤:١٠ ص
الناخبون.. وصناعة التغيير

يوسف بن محمد البلوشي

"نحن من يصنع التغيير" بهذه الجملة البسيطة في عدد كلماتها الغزيرة بمعاني تحمل المسؤولية الفردية والمجتمعية يجب أن ننطلق في أداء أدوارنا المناطة بنا تجاه أنفسنا وأسرنا ومجتمعاتنا وأوطاننا حتى نحصد ما نطمح إليه من مجتمع واع ومتعلم وخدمات متقدمة وراقية تتناسب مع ما وصلت إليه الحضارة البشرية.
والآن ونحن على مشارف انتخابات المجالس البلدية للفترة الثانية علينا أن نستحضر تلك المعاني السامية التي دعا إليها الدين القويم والحكم الإنسانية في مفهوم التغيير ومتطلباته ونحدد اختياراتنا للمرشحين بناء عليها ونحمل أنفسنا المسؤولية باختيار من يوصل صوتنا بكفاءة وأمانة قبل أن نحملها لاحقا للأعضاء الفائزين والحكومة من بعدهم والذين هم بلا شك شركاء معنا في تحمل المسؤولية ويقع عليهم الدور الأكبر في نهضة المجتمع واكتمال بنيانه في المجالات المختلفة.
إن الناخب اليوم عليه أن يسأل نفسه سؤالا واحدا ليس غيره، وهو ماذا يريد من المجالس البلدية؟ وما هي المواصفات المطلوبة في العضو الذي عليه إيصال وتحقيق ما يرتجيه من هذه المجالس؟ وبناء عليه يقرر من سينتخب عن قناعة ورضا في قراره والذي منه ينطلق التغيير.
ومع تطور أساليب الدعاية الانتخابية والتي سوف تبدأ في انتخابات المجالس البلدية مع إعلان قوائم المرشحين النهائية وستنتهي قبل التصويت بيوم واحد فقط أصبح من السهل جدا على الناخبين التعرف على مرشحيهم بسهولة ويسر والتفضيل بينهم وفقا لمعايير العلم والكفاءة والإخلاص والأمانة وتحمل المسؤولية، والناخب هنا هو من يضع معاييره واشتراطاته بعيدا عن المعايير التي وضعتها الحكومة للمرشحين دعما لمسيرة التنمية التي تشهدها البلاد في ظل القيادة الرشيدة لمولانا جلالة السلطان قابوس بن سعيد- حفظه الله ورعاه- والذي أسس بنيان العلم مع أول يوم من تأسيس الدولة الحديثة ليقينه أن لا دولة حديثة بدون علم.
كما أن الخدمة المجتمعية والعمل التطوعي ينبغي أن يكون حاضرا في اختيار المرشحين لأعضاء المجالس البلدية لأن صميم اختصاصها هو توصية الخدمات وإقرارها، ومن مارس هذه الأعمال لديه تلمس وإن كان بسيطا لاحتياجات المحافظات والولايات الخدمية، وقبل ذلك لديه الرغبة الصادقة في خدمة المجتمع وأفراده.
واليوم ونحن نقترب أكثر من موعد الانتخابات لزاما علينا أن نلتفت ولو قليلا إلى الحكومة لنقول لها بصوت ينشد التطوير وسعوا من صلاحيات المجالس البلدية وأقروا ما خرجتم به من توصيات في ندوة المجالس البلدية واجعلوا من المجلس البلدي أداة لتوسيع الإدارة اللامركزية وتنمية المحافظات التي ننشدها جميعا ونعرف أن الحكومة تسعى لها.
إن بناء الدولة المتقدمة ليس بالأمر السهل ولكنه أيضا ليس بالمستحيل وعلينا التمسك بالأركان إذا ما أردنا لعماننا العريقة أن تكون في مصاف الحضارة والتقدم، ولا أظنني مخطئا إن قلت إن الواجبات تأتي قبل الحقوق في تلك الأركان، فعلينا جميعا أن نؤدي واجباتنا الوطنية وحينها سننعم بحقوقنا كاملة وأولها حق العيش الكريم والخدمات المجيدة.