التشكيك في فوزه ورفض رئاسته يحاصرانه قبل أن يبدأ ترامب هل يكمل ولايته الرئاسية؟

الحدث الأحد ٢٧/نوفمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص

مسقط – محمد البيباني

هل يستطيع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أن يطفئ نيرانا أشعلها من قبل؟ أم أنه حتما سيدفع ثمن إشعالها؟

الانقسام الأمريكي حول الرئيس هو المأزق غير المسبوق الذي يواجه ترامب حتى قبل تولي مهام منصبه رسميا..
هذا الانقسام الذي أثارته تصريحاته السابقة قد يحول دون رئاسة هادئة إذا لم يساهم في الإطاحة به بشكل أو بآخر.
الغضب الشديد الذي أظهرته الاحتجاجات في الشوارع عقب إعلان فوزه ورفع شعارات «ترامب ليس رئيسي» لم تكن تخيفه من قبل باعتبارها غريبة عن الثقافة السياسية الأمريكية ومرفوضة في العقل الجمعي الأمريكي، إلا أن التطور الأخير الخاص بتعالي نبرة التشكيك في نتائج الانتخابات في عدد من الولايات المهمة قد يغير من النظرة لتلك الاحتجاجات، ويعطيها زخما ومشروعية قد تساهم في اتساع رقعتها بشكل يصعب السيطرة عليه.

إعادة فرز أصوات

بعد قبول طلب التماس مرشحه الحزب الأخضر جيل شتاين إعادة فرز الأصوات في ولاية ويسكونسن من قبل مايكل هاس المسؤول عن إدارة الانتخابات الأمريكية بالولاية تستعد لجان الاقتراع لإعادة فرز الأصوات في تلك الولاية التي فاز دونالد ترامب بها بفارق بسيط بينه وبين مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون.
وقامت شتاين بتدشين حملة تبرعات جمعت فيها أكثر من 2 مليون دولار في أيام قليلة لتحمل نفقات إعادة الفرز لتشكيكها في نتيجة الأصوات، ومن المعروف أن هيلاري كلينتون خسرت أمام مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب في 4 ولايات مهمة وهي فلوريدا وويسكونسن وميتشيجن وبنسلفانيا.
وصرح رئيس تحرير برنامج النبض الأمريكي والباحث السياسي في مركز لندن للدراسات السياسية والاستراتيجية الإعلامي مايكل مورجان أن هذا التحرك لا يمثل خطرا كبيرا على نتيجة الانتخابات نظرا لأن إثبات عدم دقة الفرز الأول أمر غير متوقع في العملية الانتخابية في الولايات المتحدة الأمريكية.

اتهامات

على الجانب الآخر اتهم أنصار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، لجنة الانتخابات الرئاسية بالتآمر لإقصائه من البيت الأبيض، ومنح مقعد الرئاسة للمرشحة الديمقراطية الخاسرة في الانتخابات هيلاري كلينتون، بعد قرار إعادة فرز الأصوات في ولاية ويسكونسون، التي فاز بها ترامب بفارق ضئيل عن كلينتون.
وأدت تلك الخطوة إلى حالة من الاضطراب السياسي، في الولايات المتحدة الأمريكية مع عودة الآمال لأنصار المرشحة الديمقراطية كلينتون التي تملك ما يكفي من الأصوات في المجمع الانتخابي لتصبح الرئيس، خاصة أن إعادة فرز الأصوات في ولاية ويسكونسون، سوف يفتح الباب أمام التماسات أخرى بإعادة فرز الأصوات، في ثلاث ولايات كبرى فاز بها ترامب من بينها بنسلفانيا وميتشيجن.
ويقود حزب الخضر الأمريكي بزعامة شتاين وعدد كبير من نجوم هوليود، حملة ضخمة لإعادة فرز الأصوات قبل الثالث عشر من ديسمبر المقبل، وهو الموعد النهائي لاعتماد نتيجة الانتخابات رسميًا وإغلاق باب الطعون.

آمال كلينتون

زعمت تقارير حول نتائج أبحاث عدد من خبراء أنظمة الكمبيوتروجود أدلة على «تلاعب أو قرصنة» في نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية طال أصوات الناخبين بعدد من الولايات.
وكانت مجموعة تضم عددا من المتخصصين بعلوم الكمبيوتر قد وجهت بعد دراسة متأنية لنتائج الانتخابات الرئاسية النصيحة للمرشحة الديمقراطية الخاسرة، هيلاري كلينتون، دعوها فيها إلى طلب إعادة إحصاء أصوات الناخبين في ثلاث ولايات نتيجة العثور على قرائن تدل على تلاعب أو قرصنة لها.
ونقلت شبكة «سي.أن.أن» CNN الأمريكية عن المصدر، إن المتخصصين عثروا على أدلة تشير إلى «تلاعب أو قرصنة» في نتائج ولايات ويسكونسن وميشيجن وبنسلفانيا، وقد قدموا نتائج التحقيقات إلى كبار مساعدي كلينتون.
وقال المتخصصون، وعلى رأسهم ألكس هالدرمن، مدير «مركز جامعة ميتشيغن لعلوم أمن الكمبيوتر» إنهم عثروا على أدلة تشير إلى أن نتائج التصويت لكلينتون بشكل عام كانت في الولايات التي تعتمد التصويت الإلكتروني أدنى منها في الولايات التي تعتمد التصويت بالأوراق بنسب تصل إلى 7 في المائة، مرجحين أن يكون الأمر ناجم عن عملية قرصنة.
وتأتي دعوة حزب الخضر في وقت قد تستفيد كلينتون من إعادة الفرز، خاصة أن الأرقام تُظهر تقدمها على مستوى التصويت الشعبي بواقع مليوني صوت على ترامب حتى الآن، الأمر الذي زاد من ضغط الليبراليين باتجاه إعادة احتساب الأصوات ومعرفة ما حصل يوم الاقتراع. ولا يزيد الفارق في الأصوات بين كلينتون وترامب بولاية ويسكونسن مثلا عن 27 ألف صوت، في حين أن الفارق في بنسلفانيا يصل إلى 60 ألف صوت، بينما مازالت عمليات الإحصاء النهائية جارية في ميتشيجن.