جدل في مصر حول المصالحة

الحدث الأحد ٢٧/نوفمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٠ ص
جدل في مصر حول المصالحة

القاهرة - خالد البحيري

شهدت مصر خلال الفترة الفائتة أحداثاً مهمة، دفعت البعض إلى التساؤل: هل هذه الأحداث مرتبطة أم لا؟ وهل مصر مقبلة على مصالحة مجتمعية برعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي؟
"الشبيبة" رصدت موقف بعض المحللين حول هذه الأحداث، حيث رأى البعض أن تلك الأحداث مرتبطة ببعضها وأن مصر ستشهد مصالحة قريباً، بينما رأى آخرون أنها غير مرتبطة، وليس هناك ما يؤشر على أنها جرت بتخطيط مسبق وليست مقدمة للمصالحة.
ظهور وزير الدفاع الأسبق المشير محمد حسين طنطاوي في ميدان التحرير، بالتزامن مع "ثورة الغلابة"، حيث لاقى ترحيباً كبيراً من قِبل المواطنين، وحرصوا على مصافحته والدعاء له والدعاء للجيش المصري، وتأكيد أن "الجيش والشعب أيد واحدة" في مواجهة كل أشكال الحروب والمؤامرات في الخارج والداخل.
واستقبل طنطاوي، تعليقات المواطنين بمحبة وابتسامة، وهو جالس في المقعد الأمامي من سيارته إلى جوار السائق، وسط عبارات "الله أكبر" و"تحيا مصر". وعند سؤاله عن إعدام الإخوان، قال: "إن شاء الله ما فيش إعدام ولا حاجة".
من جانب آخر تم قبول تظلم الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء على قرار وضعه على قوائم ترقب الوصول. وبهذا الحكم الذي أصدرته الدائرة السادسة جنايات شمال القاهرة الابتدائية بالعباسية، بات من حق شفيق العودة لمصر في أي وقت، وهو ما عبّر عنه رئيس هيئة الدفاع المحامي يحيى قدري بقوله إنه يعتزم العودة إلى القاهرة، لكنه لم يحدد موعداً بعد.
كما أصدرت محكمة النقض الثلاثاء الفائت، حكماً بإلغاء إعدام الرئيس الأسبق محمد مرسي، وخمسة من قيادات جماعة الإخوان المسلمين بينهم المرشد العام محمد بديع. وكانت محكمة الجنايات قد أصدرت هذه الأحكام بالإعدام في يونيو 2015 في القضية المعروفة إعلامياً باسم "اقتحام السجون"، والتي واجه فيها مرسي وقيادات الجماعة اتهامات بالهروب من السجون إثر اقتحامها على أيدي أنصارهم في 28 يناير 2011، بعد ثلاثة أيام من اندلاع الثورة التي أدت إلى إسقاط حسني مبارك.
كما قضت محكمة النقض بإخلاء سبيل نجلي الرئيس المخلوع حسني مبارك. ورفضت المحكمة الطعن المقدم من النيابة العامة على قرار محكمة الجنايات الصادر في 12 أكتوبر 2015 بإخلاء سبيل علاء وجمال، على ذمة قضية القصور الرئاسية، وأيدت إخلاء سبيلهما.
من جانبه قرر الرئيس عبدالفتاح السيسي، العفو عن بعض الشباب المحبوسين على ذمة قضايا، ويضم القرار 82 شاباً، بينهم الإعلامي المثير للجدل إسلام بحيري، والأغلبية من طلبة الجامعات.
عضو الهيئة العليا بحزب "الوسط" المصري جيهان رجب، قالت إن "هذه الأحداث غير مرتبة ولكن الحدث الأهم فيها هو ظهور المشير طنطاوي مرة أخرى بعد اختفائه عن الساحة وهي تدل على رغبته في العودة، بالإضافة إلى علمه بإلغاء الحكم ضد محمد مرسي، والذي يشير إلى أن الساحة السياسية ستشهد تغييرات جديدة خلال المرحلة المقبلة".
وأضاف أنه "لا مجال لاستقرار الحياة السياسية في ظل الانتهاكات بحق المواطنين والارتفاع غير المسبوق في الأسعار والانهيار الاقتصادي الرهيب".
فيما قال العضو المؤسس بحزب "الدستور" د.خالد متولي إن الأحداث التي شهدتها مصر خلال الأيام الأخيرة تمس الأنظمة الثلاثة السابقة، "مبارك والمجلس العسكري ومرسي"، وهي رسائل قوية وواضحة بأن المصالحة مطلب الجميع. وأضاف: "كل حدث هو رسالة من النظام لهذه الأطراف والتي يؤكد من خلالها على مضيه قدماً نحو تحقيق مصالحة شاملة".
وكان للكاتب والمحلل السياسي أسامة الهتمي رأي آخر فقال: في اعتقادي أن التطورات الجارية في مصر الآن لا يمكن على الإطلاق اعتبارها جميعاً محض مصادفة بخاصة إذا تعلّقت بعض هذه التطورات بشخصيات لها وزنها وثقلها في الحياة السياسية المصرية بل وفاعلين أساسيين خلال مرحلة من أصعب المراحل التي مرت بها مصر في أعقاب ثورة 25 يناير.. ومن ثم فإن المرجح أن يكون لهذه التطورات دلالات سياسية ذات مغزى مهم لا يمكن تجاهلها خلال محاولة استشراف المستقبل السياسي القريب للبلاد.