اشتداد المواجهة مع داعش جعل حياتها «جحيما» المرأة العراقية تدفع فاتورة العنف

الحدث الثلاثاء ٠٢/فبراير/٢٠١٦ ٠٠:١٠ ص
اشتداد المواجهة مع داعش جعل حياتها «جحيما»

المرأة العراقية تدفع فاتورة العنف

بغداد – واشنطن – – وكالات

يبدأ الناشط الحقوقي العراقي «ينار محمد» حديثه إلى شبكة «بي سي نيوز» الأمريكية حول الأوضاع المتدهورة التي تعيشها النساء في العراق بالقول: «المرأة أصبحت ضحية مزدوجة، أولاً ضحية لداعش ثم للثقافة المحلية»، وازداد وضع المرأة العراقية سوءاً في ظل الحرب ضد تنظيم داعش واشتدادها، الأمر الذي نتج عنه نزوح جماعي للعائلات وعدم استقرار، ووفيات.

وبحسب تقرير الشبكة الأمريكية حول أوضاع نساء العراق في ظل الحرب والتطرف أنه بينما تبدو المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش من العراق أشبه بجحيم حقيقي للنساء، بسبب العنف والاستعباد وسوء المعاملة، في المقابل لا تمثل المناطق التي تسيطر عليها الحكومة جنة للنساء، ولكن يمكن ببساطة وصفها أنها «أفضل الأسوأ، حيث تعيش المرأة أوضاعًا سيئة بين تدهور مستوى المعيشة في ظل الحرب والثقافة المحلية التي لا توفر أي حماية للمرأة».

واستعرض التقرير 5 قصص لنساء عراقيات يعشن أوضاعًا متدهورة بعد أن سيطرت «داعش» على مدنهن، واضطررن للهرب إلى مناطق أخرى، حيث انتقلن مع أطفالهن إلى مخيمات مزدحمة في جنوب بغداد وتغيرت حياتهن للأبد، ولم يبق لهن إلا حلم واحد هو العودة إلى بيوتهن حتى لو تم تدميرها وأصبحت بدون جدران أو سقف، حسبما قالت «أمينة مصطفى» إحدى النساء العراقيات اللائي تحدثن لشبكة «بي سي نيوز».
تدهور الظروف المعيشية وانخفاض الدخل لدرجة العدم أحيانًا، بالإضافة إلى الاضطرار للعمل في وظائف متدنية مع غياب المساواة تجعل حياة النساء العراقيات في المخيمات جحيمًا حقيقيًا يعشن على أمل واحد هو استرداد حياتهن السابقة لأن حياتهن الآن حولتهن إلى «آلات» كما تقول «أم علي» «أتمنى أن أرى العراق مثلما كان في السبعينيات والثمانينيات.. كانت الحياة مختلفة، كنا نشعر أننا على قيد الحياة ولكن الآن .. نحن مجرد آلات».
أما «أم أحمد» فتختصر أحلامها «أدعو الله أن نحيا حياة أفضل» وتقول «أنا أبكي كل يوم.. زوجي يحاول تهدئتي ولكنني أم، أشعر بالخوف على ابني الوحيد وابنتي، ولست بتلك القوة كرجل، وأخشى أنني في يومٍ ما سأجد نفسي أعيش وحدي».
وعلى صعيد متصل بأزمات العراق؛ أطلقت الأمم المتحدة يوم أمس الأحد نداء لتوفير 861 مليون دولار لمساعدة العراق في سد عجز في تمويل تدابير التصدي لأزمة انسانية نجمت عن قتال تنظيم داعش.

وكان العراق -الذي تراجعت ايراداته بسبب تدني أسعار النفط العالمية- قال في وقت سابق إنه سيتمكن من توفير أقل من نصف مبلغ 1.56 بليون دولار وهي تكاليف خطة لمساعدة نحو عشرة ملايين شخص.

وقال جاسم محمد الجاف وزير الهجرة والمهجرين العراقي في بيان إنه مع تزايد الاحتياجات لن تكفي المخصصات المحددة في الميزانية الاتحادية مضيفا أن العراق يتوقع أن تسهم خطة الأمم المتحدة في تدبير التمويل اللازم لسد العجز في الاحتياجات الانسانية.

وأشار إلى أن مشاركة المجتمع الدولي ضرورية لسد هذا العجز.
وأدى الصراع إلى نزوح أكثر من 3.3 مليون شخص منذ 2014. وتابع التقرير أن الحكومة العراقية خصصت نحو 850 مليون دولار العام الفائت لجهود إيواء النازحين ومساعدتهم على العودة إلى المناطق التي تمت استعادتها لكنها في نهاية الأمر مولت أقل من 60 بالمئة من هذه الجهود.
واستولى تنظيم داعش على نحو ثلث أراضي العراق في الشمال والغرب عام 2014 لكن القوات العراقية ومقاتلين مدعومين من إيران ومقاتلي البشمركة الكردية تمكنوا بدعم من غارات جوية يشنها تحالف تقوده الولايات المتحدة من دفعه ببطء للتقهقر. وأغلب النازحين الذين يقيمون في مخيمات مؤقتة ومبان مهجورة في بغداد والمنطقة الكردية في شمال البلاد وغيرها من المناطق في البلاد.
ميدانيا؛ قال قائد عسكري محلي إن القوات العراقية حققت تقدما في مواقع تنظيم داعش في الرمادي امس الأول، وكانت وحدات مكافحة الإرهاب الخاصة العراقية قد تمكنت من إخراج مسلحي التنظيم من معظم أنحاء الرمادي الواقعة بسهل الفرات إلى الغرب من بغداد بعد حصار دام ستة أشهر.
وقال قائد لواء الرد السريع الثاني في الشرطة العراقية العميد مهدي عباس: «تقدم قطاعاتنا باتجاه العدو لضرب أوكار داعش الإرهابية وتم التقدم... لمستوى جيد... ودمرنا مواقع داعش الإرهابي».
والرمادي هي أكبر مدينة تستعيدها السلطات منذ اجتاح التنظيم المتشدد مساحات كبيرة من أراضي العراق وسوريا في منتصف العام 2014 ليعلن قيام دولة خلافة ويقتل ويأسر الألوف.