بنغازي – – وكالات
أُطلق سراح النائب في البرلمان الليبي المعترف به دوليا محمد الرعيض بعد أربعة أيام على اختطافه على يد رجل طالب بنقل نجليه المحتجزين في سجن في غرب ليبيا إلى أحد السجون في المنطقة الشرقية، بحسب مصدر برلماني. وقال المصدر لوكالة فرانس برس يوم أمس الأحد «أطلق سراح النائب محمد الرعيض السبت بفضل جهود المشايخ والأعيان والعقلاء في مدينة طبرق (شرق) وكذلك جهود الجهات الأمنية»، مضيفا أن الرعيض «كان في صحة جيدة لدى إطلاق سراحه».
وتعرض الرعيض للاختطاف الأربعاء الفائت خلال توجهه إلى مطار مدينة طبرق حيث مقر البرلمان المعترف به بعدما شارك في جلستين خصصتا للتصويت على تشكيلة حكومة وفاق وطني ومناقشة اتفاق السلام ترعاه الأمم المتحدة.
وأوضح مسؤول أمني أن الرعيض، وهو نائب عن مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، اختطف على يد مواطن «يطالب بنقل نجليه المحتجزين في سجن في مصراتة على خلفية قضية مخدرات إلى أحد السجون في شرق ليبيا كشرط للإفراج عن الرعيض».
والرعيض هو أحد النواب الذين كانوا يقاطعون جلسات البرلمان المعترف به دوليا على اعتبار أنها تعقد في طبرق وليس في طرابلس، قبل أن يقرر حضور جلستي الاثنين والثلاثاء.
وتشهد ليبيا فوضى أمنية ونزاعا على الحكم منذ أكثر من عام ونصف بين سلطتين، حكومة وبرلمان يعترف بهما المجتمع الدولي في شرق البلاد، وحكومة وبرلمان يديران العاصمة طرابلس ومعظم مناطق الغرب وبينها مصراتة، ولا يحظيان بالاعتراف.
وتسعى الأمم المتحدة إلى توحيد السلطتين في حكومة وفاق وطني تعمل على إنهاء الفوضى الأمنية الناتجة عن احتفاظ معظم الجماعات المسلحة التي قاتلت نظام معمر القذافي بأسلحتها عقب سقوط النظام السابق في 2011.
وعلى صعيد آخر؛ زار رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج قائد القوات العسكرية في شرق البلاد خليفة حفتر، في خطوة مفاجئة جاءت قبل أيام قليلة من المهلة الممنوحة للسراج من قبل البرلمان لتقديم تشكيلة جديدة لحكومة الوفاق الوطني.
وقال المكتب الإعلامي للسراج في بيان نشره على صفحته في موقع فيسبوك أمس الأحد إن رئيس الحكومة المكلف التقى السبت في مدينة المرج في شرق ليبيا الفريق أول ركن خليفة حفتر «حيث تمت مناقشة العديد من القضايا».
وأوضح البيان أن القضايا التي جرى مناقشتها شملت مسألة «إيجاد حل عملي للحرب الدائرة في بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس) لمدة سنة ونصف» وتخوضها قوات حفتر في مواجهة مجموعات مسلحة بينها جماعات متشددة ومتطرفة.
وأضاف البيان أن هذه الزيارة المفاجئة تأتي ضمن سلسلة زيارات يستمع فيها السراج «لرؤى ومخاوف وهواجس كافة الأطراف المؤثرة في الأزمة» القائمة على نزاع متواصل على حكم بين سلطتين منذ أكثر من عام ونصف.
وتابع البيان أن السراج يعمل «على إعداد مقترح واقعي يقدم للمجلس الرئاسي لاستصدار ما يتم الاتفاق عليه من قرارات مستندة على الواقع المعاش، وهو ما تقتضيه ضرورات التوافق الذي بنيت على أساسه فكرة تشكيل هذه الحكومة».
ووقع أعضاء من البرلمان المعترف به دوليا في الشرق والبرلمان الموازي غير المعترف به في طرابلس اتفاقا بإشراف الأمم المتحدة في منتصف ديسمبر نص على تشكيل حكومة وفاق وطني بهدف توحيد البلاد وإخراجها من الفوضى الغارقة فيها منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011.
ويحظى الاتفاق بدعم المجتمع الدولي، لكنه يلقى معارضة رئيسي البرلمان في طبرق والبرلمان الموازي في طرابلس. كما أن حفتر، الشخصية العسكرية النافذة، من أبرز المطالبين بإدخال تعديلات عليه. وتشكل بموجب الاتفاق مجلس رئاسي عمل على تشكيل الحكومة برئاسة فايز السراج لتقود البلاد في إطار مرحلة انتقالية، تمتد لعامين وتنتهي بانتخابات تشريعية.
وقدم السراج تشكيلة حكومية تضم 32 حقيبة وزارية إلى البرلمان المعترف به، لكنها فشلت في الحصول على ثقة المجلس النيابي الذي أمهل السراج فترة عشرة أيام تنتهي الخميس المقبل لتقديم تشكيلة حكومية أصغر.
في موازاة ذلك، صوت البرلمان لصالح رفض مادة في اتفاق الأمم المتحدة تنص على شغور المناصب الأمنية والعسكرية القيادية بمجرد حصول حكومة الوفاق على الثقة، ما يعني احتمال خسارة حفتر الذي يحظى بدعم عدد كبير من النواب، منصبه.