خاص - ش
تعتبر اللغة أو اللهجة الكمزارية التي يتحدث بها أهالي قرية كمزار بولاية خصب في محافظة مسندم لغة أو لهجة شفوية هجينة مؤلفة من لغات عدّة، أبرزها الإنجليزية والعربية والفارسية والفرنسية والبرتغالية والهندية والتركية، لكن أساسها اللغتان العربية والفارسية اللتان تعتبران في علم اللغة من «عائلة اللغات». ويبلغ عدد سكان كمزار 4 آلاف نسمة، يعمل معظمهم في البحر. ونشـــــــأت هذه اللغة، التي لا يتحدث بها غير أهلها تقريباً، بفضل كون القرية محطة لتجار العالم يعبرون من خــــلالها إلى دول الخليج الأخرى، كما كانت عرضــــة للاحتلال على مدى العصور التاريخية.
تقول الباحثة مكية الكمزارية، وهي من سكان القرية، إن اللغة أو اللهجة الكمزارية كانت تعبّر عن شكل من أشكال التواصل بين السكان القاطنين في كمزار وجزء من إيران. من هنا اتخذت اللغة الكمزارية طابعاً أكثر قرباً إلى العربية في جوهرها، كما اتخذت نظيرتها الإيرانية شكلاً أقرب إلى الفارسية. والدليل أن مفردات اللغة الكمزارية التي ترجع أصولها للعربية باتت أكثر، أمّا على مستوى الفارسية، فهي معروفة باختلاف لغة الشمال عن لغة الجنوب التي تقترب وبشكل كبير من الكمزارية، التي كوّنت شكلاً فريداً يعتمده أبناء هذه المنطقة الاستثنائية المميزة بتاريخها التليد وحضارتها العظيمة.
وتستطرد مكية شارحة أن اللغة الكمزارية الحديثة تحتوي على كم كبير من الكلمات العربية الأصلية، خصوصاً مفردات التقانة كالكمبيوتر والتلفزيون والتلفون والإنترنت والسيارة والطائرة، مع الحفاظ على اللكنة الكمزارية فأصبحت تلفظ «تلفزيونو» و»طياريو» و»كمبيوترو» و»ساعتو».
أخيراً، يبقى السؤال هل تصمد اللغة الكــــمزارية في ظل انفتاح أبنائها على العــــــــالم، وعدم إدراج هذه اللغة ضمن لغات التعليم؟