ناصر بن سلطان العموري
abusultan73@gmail.com
لا شك أن الشباب هم عماد الأوطان وعزته ومستقبله الزاهر وسِرُّ نهضته، ومَبعث حضارته، وهم الأساس إذا صلحوا صلح الوطن وإذا خابوا تقهقر واضمحل، طالعتنا مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا بمقاطع فيديو مخزية ومحزنه في آن واحد، المخزي في الأمر ما فعله ثلة من شبابنا خلال أيام العيد الوطني ظنا منهم أن الاحتفال بحب الوطن سيكون من خلال أفعال لا تمت للعادات والتقاليد العمانية بصلة بل وتبرأ منها، فشتان بين ما فعلوه وبين الأهازيج والرزحات الحماسية التي تشتهر بها كافة بقاع السلطنة وعرف بها العمانيون.. والمحزن هو ما وصل إليه حال هؤلاء الشباب للأسف، فأين هي التربية والرقابة من الأسرة بالله عليكم، فهؤلاء الأبناء هم أمانة ونصيحتهم بل زجرهم واجب أخلاقي وديني حث عليه ديننا الحنيف، قبل أن يكون واجبا تربويا أبويا.. وما يفعله مجموعة من الشباب لا يجب أن نعممه على الجميع، فهناك من شباب عمان معروفون بحسن الخلق وطيب الشمائل والتميز والإبداع.
ما دعاني لكتابة هذا المقال على الرغم من جدليته واختلاف الآراء فيه غيرتي الوطنية وعدم تقبلي لهكذا تصرفات، والغريب أن هناك من يرى أنها أفعال عادية لارتباطها بجيل الشباب الصعب توقع تصرفاته ونوعية احتفاله وتعبيره عن الفرح... وهناك من يرى أنها أفعال مشينة ولا يجب أن تظهر من قبل شباب يمثلون بلدا له تاريخ عريق وماض تليد وسمعة حسنة بلغت الآفاق.
إن التعبير عن حب الوطن وفي يوم عيده يكون بالشكل الأمثل، والذي ينعكس بدوره على وعي أبنائه وحبهم وإخلاصهم له، ويقدم صورة مشرقة نيرة على شباب هذا الوطن المعطاء، فتحية ممزوجة بالشهد نوجهها من هذا المنبر منبر نبض قلم لأولئك الشباب المبدعين من الجنسين وفي كافة المجالات الذي أبدعوا ونثروا الإبداع في سبيل حب الوطن، وفي يوم ميلاده، وسخروا طاقاتهم في سبيل وطنهم وهذا بلا شك أقل ما يقدمونه لهذا الوطن الغالي، والتحية بدروها نوجهها لشرطة عمان السلطانية على الوقوف بالمرصاد لكل من تسول نفسه تشويه صورة هذا البلد الجميل المعروف بسمو حاكمه وطيبة ورقي شعبه.
(عزيزي القارئ)... للعلم ومن باب الأمانة الصحفية أن هذا المقال قديم متجدد، ومثل هكذا أمور تحصل بل و تتكرر في كل احتفالية للعيد الوطني وسط غياب التوعية من قبل الجهات المعنية والتوصية من قبل أولياء الأمور لأبنائهم بأن الاحتفال بالعيد الوطني هو تكريم للوطن نفسه والتعبير عن حب الوطن يجب أن يكون بالصورة التي تليق به.