السعيدي: لا تخوف من فيروس "زيكا" ومستعدون لمواجهته

بلادنا الثلاثاء ٠٢/فبراير/٢٠١٦ ٠٠:٠٠ ص

مسقط - سعيد الهاشمي
تصوير - جون استرادا

أكد وزير الصحة معالي د. أحمد السعيدي عدم وجود مؤشرات تدعو إلى القلق من الإصابة بفيروس "زيكا" الذي يقتصر انتشاره حالياً في القارتين الأمريكيتين ولا ينتشر خارجهما، مؤكداً في الوقت نفسه استعداد السلطنة لمواجهة المرض في حال انتشاره خارج حدوده الحالية.
وأشار معاليه إلى أنه لا توجد إلى الآن أي تحذيرات أو إجراءات للحد من السفر من قبل منظمة الصحة العالمية، مطالباً النساء الحوامل أو المقبلات على الحمل بعدم زيارة دول أمريكا الجنوبية، حيث إن خطورة هذا الفيروس ليست على المصاب وإنما هناك تشوهات تظهر في الجنين.
واستدرك معاليه قائلا: أطمئن الجميع بعدم وجود أي حالات في منطقتنا. ولو انتشر المرض فنحن على أتم الاستعداد لتشخيصه، ولا يوجد شيء مقلق.
جاء حديث معاليه في مؤتمر صحفي عقدته وزارة الصحة ممثلة في دائرة التثقيف وبرامج التوعية الصحية بالتعاون مع المركز الوطني للأورام أمس الأحد لإعلان انطلاق الأسبوع الخليجي للتوعية بمرض السرطان.
أقيم المؤتمر في ديوان عام الوزارة وحضره إلى جانب وزير الصحة عدد من أصحاب السعادة والمسؤولين وممثلي وسائل الإعلام المختلفة.
وتشارك السلطنة دول مجلس التعاون الاحتفال بالأسبوع الخليجي للتوعية بمرض السرطان في الأسبوع الأول من فبراير من كل عام. ويأتي الاحتفال بهذا الأسبوع بناء على توصيات الهيئة التنفيذية للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون.

الفحص المبكر

وقال وزير الصحة في حديثه خلال المؤتمر الصحفي إن من النقاط الأساسية لمواجهة مرض السرطان الفحص المبكر بشراكة بين المريض والمؤسسات الصحية.
وحث معاليه المواطنين والمقيمين - إن وجدت أي أعراض فيها بعض الدلالات أو الخوف بأمراض السرطان - على التوجه إلى المؤسسات الصحية لإجراء الفحوصات اللازمة.
وأشار إلى أن 40 % من أمراض السرطان والأمراض غير المعدية الأخرى تتعلق بنمط الحياة، حيث إن من مسببات السرطان هي التدخين كمسبب أساسي لسرطان الرئة، وعوامل أخرى منها قلة النشاط البدني وتناول الأطعمة غير الصحية والإفراط في شرب المشروبات الروحية، إلى جانب العامل الوراثي.
وأكد أن وزارة الصحة والمؤسسات الصحية في السلطنة لديها كافة الوسائل للتشخيص المبكر والعلاج، كما أكد أن السلطنة بفضل دعم صاحب الجلالة -حفظه الله ورعاه- تحرص على تقديم كافة الأدوية المتوفرة على المستوى العالمي لمرضى السرطان، وتتوفر لديها أجهزة للعلاج بالإشعاع كانت الأولى من نوعها في المنطقة، وهناك الآن في الطريق جهازان للعلاج بالإشعاع للمستشفى السلطاني بمركز الوطني للأورام.
وقال معاليه: ما ينقصنا جميعا هو الوقاية، وعلى وسائل الإعلام بشتى أنواعه التنبيه حول مسببات السرطان وطرق الفحص المبكر ووسائل العلاج المتوفرة في السلطنة.
وعن المراكز المتخصصة وتركز وجودها في محافظة مسقط قال معاليه إن المراكز التخصصية لا يمكن إيجادها في كل محافظة، وإن المراكز في محافظة مسقط تشرف على علاج أمراض السرطان في كافة أنحاء السلطنة، وهناك زيارات متكررة من الأخصائيين إلى المحافظات الأخرى، وتقدم العناية والعلاج لكافة المصابين بهذا المرض في كافة أنحاء السلطنة بنفس المعايير ونفس الكفاءات.
وأشار معاليه إلى أن عدد المراجعين لمركز الأورام في المستشفى السلطاني ارتفع العام الفائت بنسبة 250 % مقارنة مع العام 2006، وأكد أن هذا لا يعني أن حالات السرطان ارتفعت بشكل كبير، موضحا أن السلطنة شهدت ارتفاعا إلا أنه ليس بالارتفاع المقلق أو المتجاوز لما هو متوقع.
وأشار معاليه إلى أن مجلس الوزراء اعتمد مؤخرا استراتيجية وطنية للحد من الأمراض غير المعدية.
وذكر أن وزارة الصحة جزء من منظومة وأنها لا يمكن أن تقوم بكل ما يخص صحة المجتمع دون مشاركة المؤسسات الأخرى في الدولة.
وأكد ضرورة تدخل الحكومة لرفع الضرائب على التبغ والتدخين والشيشة وكذلك منع أو تقليل التسويق لها.

ترشيد الإنفاق

وحول ميزانية الوزارة الخاصة بأمراض السرطان، قال معالي الوزير إن وزارة الصحة تبذل قصارى جهدها لتخفيف العبء المالي على السلطنة، ولكن المؤسسات الصحية دائما هي آخر المؤسسات في تخفيض الموازنة لأهمية هذا القطاع وارتباطه بحياة الناس.
وأوضح أن وزارة الصحة منذ سنوات تصرف سنويا للشخص في القطاع الصحي حوالي 830 دولارا، مقارنة بالدول الأوروبية التي تصرف بمعدل 4000 دولار سنويا، ما يعني أن الإنفاق على الصحة قبل التخفيض لم يكن مرتفعا بل كان منخفضا، حيث إن نسبة ما يصرف للصحة من الدخل القومي في السلطنة حوالي 2.8 %، أما في الدول الأوروبية فمن 7 إلى 9 % وفي أمريكا 17.5 %، كما أن ما يصرف على الصحة في السلطنة لا يتجاوز 5.5 % من الإنفاق الحكومي، وفي أغلب دول العالم يبلغ 13 %.
واستدرك معاليه بالقول: رغم قلة الإنفاق فإن مؤشراتنا الصحية لا تقل عن المؤشرات الصحية في كثير من الدول التي تصرف ضعف هذه المبالغ، مؤكدا أن هناك خطوطا حمراء لن يؤثر عليها ترشيد الإنفاق منها رواتب الموظفين والأدوية والمستلزمات الطبية.
وعن الأدوية قال معاليه: هناك لجنة شكلت للحد من سوء استخدام الأدوية وأيضا سوء استغلال الشركات، ويتمثل دور اللجنة في وضع معايير شراء الأدوية في السلطنة، ما يوفر بعض المبالغ، وتسعى الوزارة إلى أن تخفض التكلفة دون المساس بالجودة.

دراسات وإحصاءات

من جهته، قال مدير المركز الوطني لعلاج الأورام د. باسم البحراني إن العديد من الدراسات تشير الى احتمال ارتفاع حالات الإصابة بمرض السرطان من 14 مليون حالة في عام 2012 إلى 22.7 مليون حالة بحلول العام 2030 بزيادة مقدارها أكثر من 75%.
وأضاف أن التقرير التجميعي الذي أصدره المركز الخليجي لمكافحة السرطان يشير إلى أنه تم تسجيل ما يقارب 120 ألف حالة سرطان بين مواطني دول مجلس التعاون خلال الفترة ما بين 1998 – 2009.
ويرى الباحثون أنه من المتوقع أن تتجاوز نسبة الإصابة بالسرطان المعدلات العالمية بين مواطني دول المجلس ويرجع سبب ذلك الى ارتفاع نسبة شريحة الشباب ضمن الهيكل السكاني حيث من المعروف أن معدلات الاصابة بالسرطان تزداد بنسب عالية مع تقدم العمر.
كما يشير التقرير الى أن ما يزيد عن 50 % من حالات السرطان بدول الخليج يتم اكتشافها بمراحل متقدمة يصعب علاجها، في حين يمكن شفاؤها بإذن الله اذا ما تم تشخيصها مبكرا وخضعت للعلاج السريع.
وأدى التقدم السريع في مجال الرعاية الصحية بمختلف مستوياتها إلى إمكانية السيطرة على العديد من انواع السرطانات وزيادة فرص الشفاء، ولكن التغيرات السريعة في جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية بدول الخليج أدت في المقابل لحدوث تغيرات جوهرية في نمط الحياة، مثل ازدياد استخدام التبغ بأنواعه المختلفة وانخفاض نسبة ممارسي النشاط البدني بالإضافة لعادات تناول الاطعمة غير الصحية، ما يشير الى امكانية تزايد معدلات الاصابة بالسرطان في دول الخليج في السنوات القادمة.
من هذا المنطلق واستمرارا للجهود المبذولة في سبيل مكافحة السرطان في دول المجلس، فقد تقرر عقد حملة خليجية توعوية سنوية في الأسبوع الأول من شهر فبراير وذلك لتعزيز الوعي الصحي وحماية المجتمع الخليجي من أخطار السرطان.

/////////////////////////////////////////////////////////////////

الوضع في السلطنة

وحول الوضع الحالي لمرض السرطان في السلطنة قال د. البحراني إن عدد حالات السرطان المكتشفة والتي تم تسجيلها في السلطنة وفقاً للتقرير الأخير للسجل الوطني للأورام بلغ 1314 حالة، 1212 حالة منها لعمانيين، و102 لوافدين، وبلغ معدل الذكور الى الإناث 1.02:1، وبلغ متوسط العمر عند التشخيص 53 سنة، ويرتفع ﺫلك وسط ﺍلذكوﺭ ليصل إلى 59 سنة مقارنة بالإناث بواقع 49 سنة. وبلغ عدد الحالات المبلغ عنها بين الأطفال في عمر الرابعة عشرة فما دون 87 حالة (بنسبة 7.3 %).
وقامت السلطنة باعتماد البرنامج الوطني لمكافحة السرطان ضمن حزمة برامج الصحة العامة الذي تم تصميمه لخفض وقوع وفيات السرطان وتحسين جودة حياة المصابين بالسرطان وذلك من خلال التنفيذ المنهجي والعادل للاستراتيجيات المبنية على البيانات في الوقاية والكشف المبكر والمعالجة مع الاستفادة المثلى من الموارد المتاحة.
وقد أنشئ السجل الوطني للسرطان في عام 1985م كسجل يعمل به في المستشفيات وتسجل فيه الحالات المعالجة في المستشفيات المرجعية. وفي عام 1996 ومع تأسيس دائرة لمكافحة ومراقبة الأمراض غير المعدية تم تطوير السجل وتعميم العمل به في جميع المؤسسات الصحية سواء التابعة لوزارة الصحة أو غيرها يتم من خلاله رصد وتوثيق جميع حالات السرطان المكتشفة والمعالجة.
ويهدف هذا السجل إلى تجميع قاعدة بيانات دقيقة عن حالات الحوادث للسرطان، ورصد معدلات انتشار السرطان التي يمكن أن توجه واضعي السياسات في تحديد الأولويات لمراقبة وإدارة السرطان.
ويتم اصدار تقرير سنوي شامل عن معدلات حدوث السرطان بالسلطنة يعد رافدًا للباحثين لدراسة معدلات انتشار انواع السرطانات ولمعرفة أسبابه ولقياس عبء السرطان على النظام الصحي.

أهداف الأسبوع

ويتضمن إطلاق الأسبوع الخليجي للتعريف بالسرطان جملة من الأهداف منها: رفع مستوى الوعي الصحي حول عوامل الاختطار المؤدية للإصابة بالسرطان، تشجيع اتباع نمط غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بين جميع فئات المجتمع، رفع الوعي الصحي حول طرق الكشف المبكر عن السرطان واهميتها في تحسين فرص الشفاء.
وقدم د. البحراني نبذة عن الأسبوع الخليجي للتوعية بالسرطان حيث قال: تم إطلاق أسبوع خليجي للتعريف بالسرطان بالتعاون مع الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان وتحت اشراف المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة في دول مجلس التعاون وبمشاركة جميع وزارات الصحة الخليجية ومجموعة من الهيئات ومنظمات النفع العام والجمعيات الخيرية المعنية بمرض السرطان، وقد تم التنسيق مع اكثر من 30 جمعية رسمية مسجلة في دول مجلس التعاون لتنفيذ هذه الحملة في نفس الفترة بجميع دول المجلس.
وأضاف أنه تم اختيار شعار 40/40 للعام 2016 بناء على الدلالة العلمية التي تشير إلى أن 40 % من أمراض السرطان يمكن الوقاية منها باتباع أنماط حياة صحية وتبني عادات غذائية صحيحة وممارسة النشاط البدني بانتظام والمحافظة على الوزن المثالي، في حين أن 40 نوعا من السرطان يمكن الشفاؤ منها بغذن الله في حالة التشخيص المبكر وتوفير العلاج المناسب في حينه.