محللون لـ«الشبيبة»: لا يمكن التنبؤ بسياسات ترامب

الحدث الثلاثاء ٢٢/نوفمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
محللون لـ«الشبيبة»:
لا يمكن التنبؤ بسياسات ترامب

مسقط – محمد محمود البشتاوي

منذ فوزهِ في الانتخابات، لم تتوقف التقديرات والتكهنات عن التدفق حول ما سيحملهُ الرئيس المنتخب دونالد ترامب للولايات المتحدة الأمريكية، والعالم. فوزهُ على نحوٍ مفاجئ، ومخالف لاستطلاعات الرأي، وماكينة الإعلام الأمريكية، جعل منه «رجلاً غامضاً» في نظرِ العالم الذي أصيب بـ»صدمة المفاجأة»، فكان السؤال المُلح إنْ كان ترامب سيطبق شعاراته فعلاً؟، أم إنها وظفت فقط ضمن آليات التنافس في الترويج والدعاية لحسم المعركة الانتخابية مع هيلاري كلينتون؟

«رئاسة ترامب ستكون غير تقليدية كما كانت حملته الانتخابية، وبالتالي لا يمكن فعلاً التنبؤ بها»، هذا ما يؤكدهُ المحلل السياسي اللبناني جو معكرون، المقيم في واشنطن، موضحاً في تصريح لـ»الشبيبة» أن «الرؤساء الأمريكيين بحسب التاريخ أنجزوا عادة الجزء الأكبر من وعودهم الانتخابية، وترامب لن يخرج عن هذا الإجماع، لاسيما في قضايا الهجرة وتخفيض الضرائب وتعديل قانون الرعاية الصحية».

لكن الباحث المختص في الشؤون الأمريكية يستدركُ قائلاً: «طبعاً عند ترجمة هذه الشعارات إلى سياسات ستصطدم بالأمر الواقع وبقيود الحكم، ما يعني أن أسلوب ترامب يجب أن يتسم بالمرونة لتمرير هذه القرارات في الكونجرس أو في البيروقراطية الأمريكية».
ويشير إلى أن هناك ثنائية ستطبع ولاية ترامب هي «بين التيار المحافظ الذي ساهم في انتخابه وتيار المؤسسة الحزبية الذي يساعده على الحكم»، مؤكداً أن «التحدي الأكبر لترامب هو ألا يتصرف كمنتصر في الانتخابات ويدرك أنه رئيس لكل الأمريكيين، بما في ذلك من لم يعطوه صوتهم».
ويرى أن ترامب «سيرث سياسات أوباما في الشرق الأوسط، لاسيما الحرب ضد «داعش» والاتفاق النووي الإيراني. وسيكون بوسع الرئيس الأمريكي المقبل وضع بصمته على ثلاثة مسارات في السياسة الأمريكية: إدارة الصراعات الإقليمية من سوريا إلى اليمن، مقاربة التحدي الإيراني، وكيفية التعامل مع حلفاء واشنطن التقليديين».
ويختم معكرون حديثهُ بالقول إن إدارة «ترامب» ستركز على الأرجح «على «داعش» في المدى المنظور وتؤجل التعامل مع الملف النووي الإيراني، لكن هناك احتمال أن يعود التوتر في العلاقة بين واشنطن وطهران»، منوهاً إلى أن «لا عصا سحرية للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط».
أستاذ العلوم السياسية والتاريخ في جامعة واشنطن د.عبدالجواد زواري، يؤكد في حديثه مع «الشبيبة»، أن تصريحات ترامب لسياسته الخارجية تجاه الخليج والمملكة العربية السعودية، و»على خلاف رؤساء أمريكا الآخرين كانت مباشرة وغير دبلوماسية»، محيلاً الأمر إلى «نقص الخبرة السياسية لدى ترامب ومستشاريه للقضايا العالمية المهمة».
ورغم ذلك، فإن الأكاديمي التونسي، يعتقد أن خبراء الحزب الجمهوري سيتحدون مع فريق ترامب «لمحاولة وضع خطة الأولويات في سياسة ترامب الخارجية، مشيراً إلى أنه لا يمكن الحسم في القول بأن إدارة ترامب ستستطيع تطبيق كل الوعود التي أطلقها، بل الشخص الذي سيختاره ترامب لإدارة وزارة الخارجية هو الذي سيقوم بتطبيق وعوده، «فإذا ما أطر الرئيس السياسة الخارجية الأمريكية، فلا يمكنه تغيير مسارها بسهولة، بخاصة في أوقات الأزمات الخارجية والداخلية مثل الحرب المتواصلة على الإرهاب في سوريا واليمن وليبيا».
ويؤكد أستاذ العلوم السياسية والتاريخ، أن «حدوث التغيير في السياسة الخارجية الأمريكية لا يكون دفعة واحدة، ولكن يخضع لدراسة براجماتية عميقة ومراحل تطبيق مخططة تدريجية بطيئة. إلا إذا تعرّضت الولايات المتحدة الأمريكية إلى كارثة مثل 11/‏9 والتي تستوجب رد فعل سريعاً وتحولاً، فإن السياسة الخارجية الأمريكية ستواصل مسارها المعتاد».
وفي جلسةٍ حوارية عقدها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، الأسبوع الفائت، أكد المستشار في المعهد دينيس روس أن «المجتمع الدولي لا يملك أدنى فكرة حول ما يمكن توقّعه من ترامب، وتُعتبر هذه الضبابية الدبلوماسية تجربة مهينة في أحسن الأحوال. فعلى ترامب أن يطمئن حلفاء الولايات المتحدة قبل أن يستلم سدة الرئاسة»، مؤكداً أن «ترامب أعرب مراراً عن رغبته في عدم التدخل في شؤون الشرق الأوسط، لكن غالباً ما يغيّر المرشحون مواقفهم عندما يضطرون إلى اتخاذ قرارات صعبة لدى استلامهم الرئاسة».