مسقط محمد الدرمكي
أثبت العماني بأفكاره وجهوده إمكانية نجاحاته في شتى المجالات، ففي التجربة الأولى بمهرجان مسقط وفي حديقة العامرات ومن خلال إتاحة الفرصة الكاملة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الوطنية وأصحاب المشاريع الناجحة بتقديم معروضاتهم ومنتجاتهم المتنوعة، سجلت تلك المعروضات والمنتجات نجاحات مع أصحابها، واستطاعت أن تحل محل المعروضات المتنوعة لمختلف الدول التي كانت تعرض سابقا، ليتحول معرض الدول في هذا العام إلى مسمى السوق العماني تشجيعا للعمانيين من ذوي المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتماشيا مع جهود الدولة في تمكين أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والارتقاء بجهودهم وخلق فرص تسويقية واستثمارية لهم.
ويعتبر السوق العماني بحديقة العامرات وضمن مهرجان مسقط 2016م أحد الإضافات الجديدة لهذا العام، والذي يهتم بالمؤسسات الصغيرة وأصحاب المشاريع التي تتطلب تسويقا وعرضا للمساهمة في تطويرها، ويسجل أصحاب تلك المشاريع نجاحات متواصلة من خلال ثقة المستهلكين من زوار المهرجان وإعجابهم بالمعروضات، وتبادل الأفكار معهم نحو آليات التطوير، تظهر الحاجة الماسة إلى مثل هذا الفرص لدى أصحاب المشاريع، الذين يؤكدون على مواصلتهم للعمل والتطوير واستقبال كافة الأفكار التي بدورها تساهم في الارتقاء بالمعروضات وفق حاجة المستهلك.
ومن بين تلك المشاريع يظهر مشروع "ركن الخنجر" بجماليته المتناهية ويسجل قصة نجاح فريدة يرسمها نبيل بن سيف الطوقي، ويعمل "ركن الخنجر" بسياسة جميلة وذلك بإضافة الخنجر على المعروضات في المحل وهي (المحافظ الحقائب أقلام فلاشات بطارية الهاتف المحمولة عملات معدنية ميداليات ساعات) ويظهر الخنجر العماني على كل تلك المعروضات بطريقة تساهم في انفرادها بخصوصية في الشكل والجمال.
كما تتوفر في المعرض العديد من الأدوات (الهواتف النادرة كالراديو الكلاسيكي وسماعات القرآن والمروحة الكلاسيكسة وزينة السيارات) وكلها معروضات من أفكار المحل ويتم تصميمها بالمحل ومن ثم يتم تصنيعها خارج السلطنة وإعادتها حسب الأفكار المصممة.
ويسرد نبيل بن سيف الطوقي قصة نجاحه قائلا: جاءت بدايتي مع ركن الخنجر إيمانا مني بأن متطلبات الحياة تحتاج إلى دخل أكبر، فالوظيفة الأساسية قد لا تلبي كافة الطموحات والتطلعات مع تقدم الحياة وتزايد تلك المتطلبات، لهذا بدأت بالتفكير في مشروع أكسب منه ويكون ضمن اهتماماتي ومعرفتي، فكانت البداية مع الهواتف الغريبة والنادرة حيث أقوم بجلبها وأروج لها ولاقت اهتمام كبير وهي هواتف صغيرة جدا وخفيفة ويمكن ربطها بمفاتيح السيارة والتحكم بفتح السيارة عن طريقها، ونجحت الفكرة ومنها توالت الأفكار لأبدأ رحلتي مع الخنجر، فبما أن الخنجر هو هوية العماني وشعار الدولة، فلابد أن يكون له شأن في تطوير المقتنيات الأساسية التي تلازم الفرد كالمحفظة والفلاش والقلم والحقائب وغيرها من الأساسيات التي تلازم الأفراد بشكل يومي، فقمت بتصميم كافة تلك الأدوات مع وجود الخنجر وبجودة عالية للمنتوجات، والحمد لله تلاقي منتجاتنا الإقبال الكبير وأصبح لدينا مستهلكين من خارج السلطنة كدولة قطر والبحرين.
وعن آلية الترويج أضاف الطوقي: نستغل وسائل التواصل الاجتماعي للترويج عن منتجاتنا ولاستقبال الأفكار التي يحتاجها المستهلك لتميزه عن غيره ونقوم بتوفير تلك الطلبيات وإيصالها لمنزل المستهلك، وبدأنا في التوسع إلى الإلكترونيات كالراديو الكلاسيكي والمروحة الكلاسيكية التي هي من تصميمنا وتلاقي رواجا كبيرا داخل السلطنة وخارجها، بالإضافة إلى بعض المنتجات التي تتناسب مع الأطفال والتي نوصلها إلى بيت المستهلك ونؤمن له ضمان التصليح والذي يتم خلال ساعات من ظهور المشكلة.
وأكد الطوقي بأن هنالك طاقات عمانية كبيرة في مختلف المجالات ولديها أفكار كبيرة قادرة على نيل ثقة المستهلك وتلبية احتياجاته وتأمين متطلباته وبأسعار في متناول الجميع، وتحتاج إلى فرص ودعم لتلك الجهود، ونشكر إدارة مهرجان مسقط على إتاحة هذه الفرصة لنا بالمشاركة لعرض منتجاتنا وتلقى الأفكار المستهلكين بمختلف الأذواق.
وعن أبرز التحديات التي تواجه المشروع أضاف: المشروع يرتقي كل عام بفضل الله وهذا دليل على نجاحه والمعروضات تستهلك بشكل دائم مع تفاوت في الإقبال، ولكن هنالك بعض التحديات المتعلقة بتأمين السلع من الدول الآسيوية، فكنا سابقا نقوم بتصميم المنتج والذهاب به إلى الصين أو كوريا لتصنيعه وفق الكمية المحددة، ونقوم بجلب كميات تبدأ من 4 آلاف قطعة للمنتج، ولكن الآن اشترطت المصانع بأن تنتج 20 ألف للقطعة الواحدة كأقل رقم يمكن التعامل معه، وهذا تحد يتطلب منا مبالغ أضافية عند طلب المنتج خاصة للمنتجات الجديدة التي من الممكن أن يتأخر استهلاكها وبيعها.
وفيما يخص آليات التطوير يضيف: نبحث دائما عن كل جوانب مميزه لمختلف الأذواق ونستمع بعمق إلى رأي المستهلك وأفكاره ومتطلباته، ونقوم بدارستها ومن ثم جمع الأفكار حولها وتصميم منتج يوافق تلك الآراء وبلمسات جمالياته وبجودة عالية للمنتج، وسندخل في الأدوات الجديدة خاصة المنتجات الأكثر إقبالا والتي يحتاجها الفرد بشكل يومي.