مسقط-ش
شهد ميدان حديقة النسيم العامة ازدحاما لافتا في الايام الفائتة، فالإقبال على المهرجان من قبل المواطنين والمقيمين والسواح في تزايد مستمر مع بلوغ المهرجان نصفه الثاني، وذلك لما تزخر به حديقة النسيم من أركان وفعاليات ومناشط متنوعة ومتجددة لتجسد بحق الشعار التي اختارته اللجنة المنظمة لفعاليات مهرجان مسقط ٢٠١٦ " عِش عمان".
ولان النفس البشرية تبحث عن الجديد والمتنوع فتجد زوار المهرجان تستوقفهم قريتا الادغال والمضاءة، فقرية الأدغال عبارة عن مجسمات آلية بمؤثرات صوتية وضوئية جاذبة اهتمام ضغار السن أكثر وهم يشاهدون هذه المجسمات الكبيرة ومما يثير فضولهم أكثر مشاهدتهم للديناصور وهو يتجول على قدمية بالقرب من القرية فتجدهم يتحلقون حوله والتعرف على تفاصيله عن قرب، والقرية المضاءة بها ايضا مجسمات لبعض النباتات والحيوانات المستوحاة من الحياة البرية والبحرية العمانية والتي تم تنفيذها في البحيرة وجزء منها في الحديقة اليابانية، بأشكال وأحجام مختلفة والوان رائعة جاذبة الزوار حولها يلتقطون صورا تذكارية لتكون هذه الاشكال المضاءة خلفية رائعة لصورهم.
كما أن الألعاب النارية بألوانها البانورامية الفاتنة بالقرب من القرية المضاءة والتي تتزين بها سماء حديقة النسيم يوميا عند الساعة الثامنة والنصف مساء محبيها والذين قد يقطعون المسافات الطويلة برفقة عوائلهم للإستمتاع بمشاهدتها عن قرب.
ويضج المسرح العالمي بزائري المهرجان من مختلف الجنسيات لمشاهدة الفعاليات والعروض والرقصات الفلكلورية للفرق العالمية كالفرقة الروسية والهندية والكازاخستانية والتركية والمصرية وغيرها، إلا أن المسرح يشهد إقبالا مكثفا في نهاية الاسبوع وبالذات يومي الخميس والجمعة لحضور الحفلات الغنائية لفنانين ومطربين مشهورين على الساحة العمانية أمثال الفنانة ليلى بنت نصيب والفنان خالد الفيصلي، وحضور المسرحيات المقامة يوم الجمعة كمسرحية "عايلة فاصلة ونص" نهاية الأسبوع الأول ومسرحية "سعدنّه في زحل" والتي أقيمت نهاية الأسبوع الثاني ، فهذه الفعاليات وغيرها كفيلة أن تستقطب الزوار من مختلف الولايات والمحافظات من مواطنين ومقيمين.
وشهدت قرية الأسرة والطفل إقبالا جماهيري كبيرا، نظر لما تشمله هذه القرية من اركان متعددة ومتنوعة في فعاياتها وأنشطتها الثقافية والتعليمية والترفيهية والتراثية، فتجد رواز حديقة النسيم يتوجهون بأطفالهم نحو القرية للإستفادة من البرامج والفقرات المعدة خصيصا للأطفال دون سن الثانية عشرة، كركن الرسم وصناعة الفلين وركن تعلم الخط العربي وركن لتعليم أساسيات التصوير الفوتوغرافي، أما المسرح فيقدم فقرات متنوعة بين الثقافية والترفيهية والمسابقات الرياضية ، وبعض المحاضرات الدينية والتثقيفية التي تهم الأسرة والطفل.
ويعد المعرض الاستهلاكي العالمي بحديقة النسيم أحد أهم الأركان التي يقصدها زوار المهرجان لما يحويه هذا المعرض من تنوع في المعروض بين الأقمشة والمنتوجات الجلدية والاكسسوات والملابس وبين محلات العطور والبخور واللبان وبين محلات المواد الغذائية وما تحويه من ألبان واجبان و عسل وحلويات ومكسرات وغيرها الكثير مما لذ وطاب، وما يشد الزائر الكريم للمهرجان تعدد الدول المشاركة في المعرض من شرق آسيا وأفريقيا ودول الشام علاوة على مشاركة دول مجلس التعاون الخليجي فتجد العنصر النسائي الأكثر أرتيادا للمعرض الإستهلاكي.
وشكلت الفرق الشعبية والحربية الحماسية عامل جذب مهم لزوار المهرجان من مواطنين ومقيمين، للتعرف على الفنون التراثية الشعبية الأصيلة المغناة واختلافها وتنوعها بتنوع ولايات ومحافظات السلطنة، وما تزخر به السلطنة من رصيد فني موروث موغل في القدم، وكيف حافظ الابناء على هذه الفنون الشعبية لتكون حاضرة في كل محفل ، والشلات الحربية الحماسية والتي تشتهر بها المناطق الشمالية من السلطنة ، ليكون ميدان النسيم محط جذب لمحبي هذيين اللونين الغنائيين.
وشهدت منطقة الالعاب ازدحاما لافتا بين فئة الشباب وصغار السن لترويح عن النفس والاستمتاع بالالعاب الالكترونية والتي تفاوتت في درجة الإثارة والدافعية فتجد فئة الشباب تستهويهم مثل هذه الالعاب لما فيها من التحدي والإثارة، وركن خاص بالعاب فئة صغار السن كالعاب الدرجات والسيارات الصغيرة وبالونات الماء والمراكب الصغيرة وغيرها التي تجد الاطفال يتسابقون لتجربة الجديد منها. إضافة إلى ركوب وسائل النقل التقليدية القديمة كالجمال والخيول والحمير ليعيش الناشئة ولو لبرهة قليلة حياة الاجداد وكيفية تنقلهم ، لترتسم في ذهنم مقارنة بين الحياتين الماضي التليد والحاضر المشرق.