مسقط -
عُرفت السلطنة في سياستها بالحياد والتوازن بين الدول والأطراف، استناداً إلى نهج وسطي، أرساهُ جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه، حدد فيه أسس ومبادئ راسخة تقوم على الثبات والتوازن والوضوح والعقلانية في بناء العلاقات مع دول العالم، والتعامل مع مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
منذ فجر النهضة المباركة، والسلطنة تدفع بمسيرة السلام إلى الأمام في كل المحافل، وعبر مختلف الطرق لتعزيز التضامن، والمحبة، ونظراً إلى ابتعاد السلطنة عن «سياسة المحاور»، ورفضها للتحزب، والانخراط في الحروب، فقد حصلت على «النقطة صفر» في درجة خطر الإرهاب، والتي تمثل ذروة الأمان من التهديدات الإرهابية، لتصل بذلك إلى المركز الأول عربياً في قائمة الدول الأقل تعرضاً للإرهاب، بحسب مؤشر الإرهاب العالمي للعام الجاري، الذي يصدره معهد الاقتصاد والسلام.
وحرصت السلطنة، بتوجيهٍ من جلالة السلطان، وإشرافهِ، وبالتوازي مع التحرك النشط على الصعيد العربي، على القيام بدور إيجابي على المستويين الإقليمي والدولي، إدراكاً منها للأهمية الاستراتيجية لمنطقة الخليج، ولما يمكن أن تسهم به السلطنة في تحقيق الأمن والاســـتقرار في هذه المنطقة الحيوية من حولها، خاصـــة في ظل تأثر المنــطقة بما يجري من تطورات حولها.
واستناداً إلى رؤية جلالة السلطان، فقد أسهمت السلطنة، ولا تزال، وبشكل فعال، في التوصل إلى حلول وتوافق بين العديد من أطراف الأزمات، وعلى سبيل المثال جاء الاتفاق بين مجموعة دول (5+1) وإيران حول البرنامج النووي في العام الفائت عبر البوابة العُمانية، ليقدم نموذجاً ريادياً في حل إحدى أكثر القضايا الخلافية إشكالية، على أساس الحوار والمفاوضات وتوافق المصالح.
وضمن جهودها لتسوية النزاعات، أسهمت جهـــود السلطنة في الإفراج عن الرهـــائن في دول عدة، ومن بينــها الإفراج عن رعايا أوروبييــن، وأمريكييـن في اليمن، كـــما اســتقبلت الســـلطنة الجرحى اليمنــيين القــادمين من صنعاء لتلقي العلاج في مســـتشفياتها، وهي جهود تأتي بدافعٍ إنساني بحت.
وحرصت السلطنة منذ تفجر الأزمات في كل من سوريا واليمن وليبيا على تقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية لإيجاد حل سلمي يعيد الاستقرار إلى الدول العربية، وينهي الحرب فيها.
واستضافت السلطنة وبالتنسيق مع الأمم المتحدة ومبعوثيها العديد من اللقاءات وبذلت في سبيل ذلك، وما تزال، جهوداً لإيجاد حل سلمي في اليمن وسوريا وليبيا من أجل تحقيق صالح الدول والشعوب الشقيقة.
وفي ظل ما تبذلهُ السلطنة من جهود، لم تتوقف رسائلُ الإشادةِ عن التدفق للتعبير عن الدور السامي الذي تقـــوم به الدبلوماســــية العُــمانيـــة، وفي هــذا السياق؛ أشاد البرلمان العـــربي بجهـــود السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعـــاه-، بشأن حل النزاعات سلمياً، لاسيما جهوده للدفع بمسار المفاوضات اليمنية قدماً إلى الأمام طبــقا للأسس المتفق عليها.
وقد جدد البرلمان العربي -في بيان له أمس الجمعة- دعمه لكافة الجهود والمبادرات التي تهدف إلى تسريع مسار التفاوض بين اليمنيين من أجل التوصل إلى حـــل سلمي بما يضــمن وحدة اليمن وسلامة أراضيه، معتبراً أن الحوار وحل الأزمة اليمنية حـــلاً ســـياسياً من شأنه أن يساهم في تعزيز جهود الحل السلمي للعديد من الأزمات التي تهدد استقرار بعض الـــدول العربية، ويتيح دوراً عربياً فاعلاً لحلها.