كيف سنتجاوز التحديات؟

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٧/نوفمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
كيف سنتجاوز التحديات؟

عيسى المسعودي
Ias1919@hotmail.com

تحتفل السلطنة غداً الجمعة 18 من نوفمبر بالعيد الوطني السادس والأربعين المجيد، حيث يمثل هذا اليوم أحد الأيام التاريخية في مسيرة النهضة العمانية التي قادها باقتدار حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وخلال هذه المسيرة التي شهد لها العالم أنها مسيرة ناجحة ونموذج فريد يحتذى به في بناء الدول والأمم استطاعت السلطنة من تحقيق العديد من الإنجازات والتقدم والنمو في كافة مجالات الحياة، كما نجحت طوال السنوات الفائتة من مسيرتها الضافرة في إعادة هيبتها ومكانتها التاريخية المعروفة بين الدول، وعلى كافة المستويات، بحيث يفتخر اليوم المواطن العماني بكل ما تحقق على أرض عمان من إنجازات وتقدم وأيضا يعتز بالمكانة والسمعة الدولية التي تحظى بها السلطنة وذلك بسبب مواقفها السياسية ودورها الريادي في المنطقة كدولة ترعى السلام ولها كلمتها المسموعة على مستوى العالم وتساند كل المبادرات والخطوات الإيجابية التي تحفظ الأمن والسلام للمنطقة، وتساهم في نفس الوقت في تعزيز الدور والعمل العربي المشترك، وذلك بفضل القيادة الحكيمة والرؤية المنيرة لقائد البلاد المفدى الذي يعترف العالم بحكمته ونجاحه في التعامل مع مختلف الملفات والقضايا التي تشهدها المنطقة، بحيث أصبحت عمان قبلة للباحثين عن الحكمة وعن السلام.
إن يوم 18 من نوفمبر يوم سعيد ومجيد في مسيرة النهضة العمانية وهو يوم للفرح والسعادة والبهجة ويوم يشكل فرصة للتباهي والتفاخر بكل المنجزات وللتقييم الدقيق لكافة الأعمال التي قمنا بها في السابق، كذلك يشكل فرصة للتعهد أمام الله والسلطان بمواصلة المشوار ومواصلة المسيرة خلف القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بتحقيق المزيد من الإنجازات والتقدم واضعين أمام أعيننا مصلحة البلد فوق مصلحة الجميع، فالكل يعمل من أجل تقدم وازدهار الوطن لتستمر راية عمان عالية وخفاقة بين الدول -وهذا من حقنا- وعلينا دور كبير في المرحلة المقبلة في ظل التحديات والصعوبات التي تواجها دول المنطقة، ولكن نحن العمانيون تحديداً لدينا قناعة وثقة بأن هذه التحديات نستطيع تجاوزها والتغلب عليها، كما نجحنا خلال السنوات الفائتة من مسيرة النهضة العمانية، فقد واجهت السلطنة عدداً من هذه التحديات، بعض منها اقتصادية وبعض منها سياسية واجتماعية وغيرها من الصعوبات والتحديات، والحمد لله استطعنا التغلب عليها، فبعض هذه التحديات والمواقف تغلبنا عليها بالحكمة، والتي تعلمناها من جلالة السلطان المعظم، فالسنوات الفائتة أثبتت لنا ولغيرنا أن كثيرا من الأمور والمواقف يتم معالجتها بالهدوء والحكمة والسلطنة والحمد لله لها مواقف مشرفة أكد على نجاحها البعيد قبل القريب والصديق قبل الشقيق، فحكمة السلطان في معالجة الأمور والقضايا المختلفة انتقلت لكافة العمانيين بالفطرة والتعلم فأصبحت الشخصية العمانية معروفة بحكمتها وهدوئها، وبالتالي فإن الحكمة أحد العناصر والمبادئ المهمة في طريقنا ومشوارنا في تجاوز تحدياتنا الحالية والمستقبلية.
لكن ليس فقط بالحكمة يمكن التغلب على التحديات والصعوبات وخاصة فيما يتعلق بالتحديات الاقتصادية والنظرة المستقبلية للسلطنة، فكما قلت أن الحكمة مهمة ومطلوبة خاصة في هذا الوقت ولها مكاسب عديدة وعلينا التحلي بها، ولكن مع الحكمة نحتاج أيضا إلى التخطيط السليم المبني على رؤية واستراتيجية وأهداف واضحة، فكل التحديات الاقتصادية التي تواجهها السلطنة حالياً أو ستواجهها في المستقبل تحتاج إلى كوادر ذات خبرة تستطيع التفكير والعمل من خارج الصندوق وتطرح حلولا ومبادرات غير تقليدية، وأيضا تضع لنا هذه الكوادر خارطة طريق للمستقبل نستطيع من خلالها تجاوز التقلبات الاقتصادية وعدم الاعتماد على النفط كمصدر أساسي للدخل القومي، وبالتالي يساهم هذا التخطيط الناجح في تحقيق الاستقرار المالي أولاً، وثانياً يساهم في التنويع الاقتصادي المنشود، واستثمار كافة المقومات الاقتصادية والسياسية والموقع الجغرافي وكافة المميزات التي تجعل من السلطنة واحة وأرضا خصبة للاستثمار بمختلف أنواعه، وبلا شك أن هذه مسؤولية كبيرة يجب أن يتحملها المجلس الأعلى للتخطيط، الذي يحظى باهتمام وبثقة سامية، وعلى المؤسسات الحكومية الأخرى التعاون كفريق واحد لإنجاح وتنفيذ هذا التخطيط في مختلف مشاريعنا وخطواتنا الحالية والمستقبلية ومحاولة تذليل الصعوبات والمعوقات التي قد تواجهنا بهدف الحصول على أفضل النتائج، إذاً وباختصار ودون الدخول في تفاصيل أو طرح حلول أو اقتراحات قد تكون معروفة وواضحة للجميع أجد ومن وجهة نظري أن الحكمة والتخطيط السليم والتنفيذ عناصر وعوامل مهمة تساعدنا في تجاوز تحدياتنا، فمن واجبنا كمواطنين ومسؤولين أن نعبر عن اعتزازنا وفرحتنا بالعيد الوطني المجيد ليس فقط من خلال الأناشيد وتقديم الأشعار والكلمات وتنظيم الاحتفالات، وإنما من خلال العمل ثم العمل ثم العمل وبإخلاص وتفانٍ، فهذا هو رد الجميل المنتظر والذي تستحقه عُمان منا جميعاً لنحافظ على إنجازاتنا ولضمان استمرار نهضتنا ومسيرتنا الناجحة.