ناصر بن سلطان العموري
abusultan73@gmail.com
تزهو السلطنة خلال الأيام المقبلة باحتفالات العيد الوطني السادس والأربعين المجيد والذي يوافق الثامن عشر من نوفمبر من كل عام.
1970 هو العام الذي تم فيه اختيار الديمقراطية طريقاً للحكم في عمان، وهنا يجب الإشارة إلى أن الشعب العماني بكل أطيافه رقص فرحاً يوم تولى ابن عمان البار جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- سدة الحكم.
وعمان وبعد بزوغ شمس النهضة، حقّقت تقدماً كبيراً بكل المقاييس وبشهادة القاصي والداني في كثير من المجالات العلمية والصحية والاقتصادية، وكذلك البنية الأساسية على تنوعها بالرغم من صعوبة تضاريس السلطنة، بل إنها فاقت نظيراتها من الدول المجاورة في بعض النواحي الثقافية والحقوقية ومنظمات المجتمع المدني، وهذا يحسب لها ويعبّر عن وعي شعبها وتطلّعه إلى حياة كريمة وهانئة.
ربما يتبادر إلى الأذهان لا سيما لدي شباب اليوم ممن لم يعاصروا السنوات الأولى من عمر النهضة عن مسألة الاحتفالات بالعيد الوطني المجيد ماذا تعني هذه المناسبات للشعوب على وجه العموم وللشعب العماني على وجه الخصوص؟
وبلا شك أن أي شعب لا يمكنه الاحتفاء سواء بيومه الوطني أو غيره، ما لم يكن في وضع جيد ومستقر لأن الاحتفال يعني الفرح، والفرح لا يدخل القلوب الحزينة التي لا ترى وجهاً للفرح، وأيضاً الشعوب التي تعاني من التهميش أو الاضطهاد أو محاربتها في لقمة عيشها أو غير ذلك من دروب التضييق التي تعاني منها بعض الشعوب ومثل هذه الاحتفالات موجهة أصلا للشعوب التي يتوقع منها أن تتذكر ماضيها وحاضرها والفارق بينهما، وتتذكر نعم الله عليها فتحتفل بذلك، وتحمد الله عليه، وتعمل بجدٍ على المضي قدماً في طريق الإصلاح وتحقيق الخير لبلدها.
العيد الوطني باختصار هو التحام كافة طبقات الشعب وأطيافه المتنوعة في بوتقة واحدة، وأن يجد الجميع معاملةً واحدةً من الوزير إلى الغفير، وفوق هذا أن يحظى الجميع دون استثناء بعيش كريم وتعليم وصحة تتناسب مع احتياجاتهم بكل تنوعاتها، وما دامت الدولة قادرة على تحقيق ذلك فمن حق شعبها عليها أن تقوم بكل ما تقدر عليه من أجلهم وبل أمانة ومسؤولية.
عمان واحة أمن وأمان من يزورها لن ينساها ومن يخالط شعبها ويألفه يعشقه ومن يلتمس أمنها يتوق للعيش فيها ... باختصار هي عمان بلد الأمن والأمان ... "رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ".
(خارج النص) النطق السامي لعاهل البلاد المفدى من خطب وكلمات على مدى ستة وأربعين عاماً من مسيرة النهضة ينبغي أن يكون انموذجا يلهم رجال الحاضر وشباب اليوم وجيل المستقبل ولما لا يكون نبراسا على رأس كل مسؤول يسترشد ويعمل من خلاله بالأفعال لا بالأقوال فمثالها كلمات وحكم يجب أن تكون منهجاً يدرس في المدارس والجامعات لا أن تطويها الأيام ولا السنون... بوركت قائدنا.