هل تنجح في تهدئة مخاوف الأمريكيين؟ «رسائل ترامب الثماني»...

الحدث الأربعاء ١٦/نوفمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص

مسقط - محمد البيباني

سباق محموم بين مساعيه لطمأنة الأمريكيين الغاضبين من وصوله البيت الأبيض، وبين تنامي الغضب واستمرار الخوف.

«طمأنة الأمريكيين» هو الملف الأول على طاولة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، خاصة في ضوء ما تم رصده حول ارتفاع عمليات البحث على محرك «جوجل» عن كيفية عزله.
الرئيس أوباما عبر عن ذلك حينما قال لدي «مخاوف» من رئاسة دونالد ترامب، وبعد أن أبدى الأخير استعداده لتلقي النصح منه نصحه أوباما بـ«مد اليد» إلى الأمريكيين الذين يشعرون بخيبة الأمل والقلق.
المقابلة التليفزيونية الأخيرة التي أجراها ترامب تؤكد أنه يدرك جيداً مأزق الانقسام الذي ضرب المجتمع الأمريكي بعد انتخابه رئيساً.
«لا تخافوا»! فحوى الرسالة الأساسية التي أراد أن يرسلها لمواطني بلاده، والتي تعني في جوهرها أنه سيتراجع عن بعض آرائه التي خلفت هذا الخوف وعمقته في نفوس الرافضين لتنصيبه.
رسائل عدة بعثها ترامب... الأيام والشهور المقبلة هي من سيحدد مدى نجاحها في تهدئة المخاوف.

«لا تخافوا»!

حض ترامب، المتظاهرين الذين خرجوا في الأيام الفائتة إلى شوارع المدن الكبيرة في الولايات المتحدة، على ألا يشعروا بـ«الخوف» من ولايته الرئاسية، وذلك في مقابلة تلفزيونية على شبكة «سي بي إس»، وقال ترامب: «لا تخافوا... سنقوم بإصلاح بلادنا».

تجديد العهد.. رئيساً لكل الأمريكيين

جدد ترامب تعهده بأنه سيكون رئيساً لكل الأمريكيين، مقدماً الشكر لكل من دعمه.

وكتب ترامب عبر حسابه الرسمي على إنستجرام: «أتعهد لكل مواطن على أرضنا أن أكون رئيساً لجميع الأمريكيين، شكراً لدعمكم».

ترحيل المهاجرين «الخطرين»

قال ترامب إنه فور توليه الرئاسة سيقوم فقط بترحيل من لهم سجلات إجرامية من المهاجرين الموجودين في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني.

من جانبه استبعد زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب الأمريكي كيفين مكارثي ترحيل أعداد كبيرة من المهاجرين غير القانونيين، قائلاً: «اعتقد أنه من الصعب القيام بترحيل تلك الأعداد الكبيرة، إذ إن أول خطوة يجب اتخاذها هي تأمين الحدود وبعدها يمكننا مناقشة ما بعد ذلك».

مرونة ومراجعة

وأشار ترامب وكبار مستشاريه إلى أنهم قد يتحلون بالمرونة بشأن بعض من الوعود التي أعلنها خلال الحملة الانتخابية فور توليه السلطة.

ونأى رئيس مجلس النواب والعضو في الحزب الجمهوري بول ريان بنفسه عن وعد ترامب خلال الحملة الانتخابية بتشكيل «قوة ترحيل» لاعتقال وترحيل المهاجرين الموجودين في البلاد بشكل غير قانوني. وقال ريان لمحطة «سي.إن.إن»: «لا نعتزم تشكيل قوة ترحيل».

الأقليات

أدان ترامب أي اعتداء ضد الأقليات في الولايات المتحدة، وذلك بعد أن تم تسجيل عشرات الاعتداءات منذ انتخابه رئيساً.

وأضاف «أقول (لمرتكبي هذه الاعتداءات الجسدية أو التهديدات) لا تفعلوا ذلك، هذا فظيع، لأنني سأعيد توحيد البلاد»، ومن ثم نظر إلى الكاميرا، قائلاً «توقفوا».
وفيما يعد مؤشراً على وصول رسالته رحَّب مرصد الجاليات المسلمة التابع للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بإدانة ترامب للاعتداء على الجالية المسلمة والأقليات بالولايات المتحدة الأمريكية وذلك في أعقاب الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

المحكمة العليا لها الكلمة الفصل

وأكد الرئيس المنتخب أنه سيعين في المحكمة العليا قضاة معارضين للإجهاض ومؤيدين لحيازة الأسلحة النارية.

وقال خلال المقابلة: «هذا ما سيجري، إنني معارض للإجهاض، والقضاة سيكونون معارضين للإجهاض»، مضيفاً أنهم «سيكونون مؤيدين كلياً للتعديل الثاني» في الدستور الذي يقر بحق كل مواطن أمريكي بحيازة أسلحة نارية.
وسيتعين على ترامب تعيين قاضٍ في المقعد الشاغر في المحكمة العليا، لكنه قد يقوم خلال ولايته الرئاسية أيضاً بتعيينات أخرى في حال تقاعد قضاة آخرين أو وفاة أي منهم. وهذا يعني أن المحكمة العليا التي لها كلمة الفصل في المسائل الاجتماعية، قد تتخذ منحى محافظاً جداً.

جدار افتراضي

كذلك تراجع ترامب عن تعهده ببناء جدار على الحدود المكسيكية-الأمريكية قائلاً: إنه قد يتم بدلا من ذلك «إقامة أسيجة» في بعض المناطق.

وقال ترامب إنه «بالنسبة لمناطق معينة» سيقبل تطويقها بسياج بدلاً من إقامة جدار بالطوب.

تنازل عن الراتب

الرسالة الأخيرة تتعلق بتعهده السابق بالتنازل عن راتبه وهو ما أكده حين أعلن في المقابلة تلفزيونية عبر شبكة «سي بي إس» أنه سيتنازل عن المرتب البالغ نحو 400 ألف دولار سنوياً، الذي يتقاضاه الرئيس الأمريكي.

وأوضح ترامب، الذي قدرت مجلة «فوربس» ثروته بنحو 3.7 بلايين دولار مطلع أكتوبر، أنه لن يتقاضى سوى المبلغ الذي يلزمه به القانون أي دولاراً واحداً فقط سنوياً، وقال: «أظن أنني يجب أن آخذ دولاراً واحداً بحسب القانون، لذا سآخذ دولاراً واحداً في السنة».