عدن – إبراهيم مجاهد
ما تأثير فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية على منطقة الشرق الأوسط؟، ربما يكون السؤال الأكثر إلحاحاً لدى المراقبين، واليمن في قلب هذا السؤال، إذ إنها من أكثر الملفات سخونة في المنطقة.
وفي السياق، يرى المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي، أن فوز ترامب، سينعكس في شكل متغيّرات في صلب السياسة الأمريكية تجاه المنطقة ككل، موضحاً أن هناك عوامل عدة تشير إلى ذلك من بينها أن الرجل جاء من وسط رجال المال والأعمال الذين تتحد أولوياتهم مع الإمبريالية الأمريكية، والذين يعتبرون مدافعين شرسين عن شركات بيع الأسلحة.
ويقول التميمي: من المؤكد أن الأيديولوجيا التي غلبت على سياسات أوباما تجاه المنطقة، ستتحوّل إلى سياسة تُعيد ترتيب الأولويات والمصالح، وستتجاوز الإدارة الأمريكية الباطنية لأوباما وستكون أكثر وضوحاً. لكن هذا الأمر سيتضح بصورة أكبر في مجالات الاختبار الأساسية وهي: الملف السوري والنووي الإيراني، والعلاقات مع الخليج.
ويعتبر التميمي أن اليمن ليس ميداناً مباشراً لاختبار سياسة الإدارة الأمريكية وإنما ساحة جانبية تتأثر عادة باللاعبين الأساسيين في المنطقة، وسيتحدد موقف الإدارة الجديدة من اليمن بموقفها تجاه الشريك الاستراتيجي لواشنطن وهو المملكة العربية السعودية وبلدان الخليج الأخرى، متوقعاً أن يقل حماس الولايات المتحدة تجاه الأزمة اليمنية والذي رأيناه في عهد الإدارة الفائتة. أما المحلل السياسي د.فارس البيل، فيتوقع أن السياسة الأمريكية بمرونتها وبنفسها العميق، لن تتغيّر كثيراً في عهد الرئيس ترامب، منوهاً إلى إمكانية أن تحدث مفاجآت، لكن في الأخير القرار في الإدارة الأمريكية مؤسسي وليس فردياً، وفي الحالة اليمنية يتوقع البيل أن تدفع أمريكا في اتجاه إنهاء الحرب ما لم تكن لها مصالح كبيرة من استمرارها.
ويقول البيل: مع ذلك لا نستطيع الحكم على انعكاسات فوز ترامب وتأثيراته على ملفات عديدة؛ لأنه لم يبدأ بإعلان سياسته بوضوح حتى وصوله للبيت الأبيض بشكل رسمي. وفي كل الأحوال لا أتوقع في تصوري الشخصي تغييراً كبيراً في السياسة الخارجية سوى الاندفاع الأكثر في بعض الملفات، ومع ذلك علينا أن ننتظر الشهور الأولى لإدارة ترامب.
المحلل السياسي عبدالناصر المودع يؤكد أنه ليس من السهل التنبؤ بسياسة ترامب تجاه اليمن، مثلما هو الحال في سياسته تجاه المنطقة والعالم. ومع ذلك يمكن توقع عدم حدوث تغيير جذري للسياسة الأمريكية تجاه اليمن من حيث بقاء الأولوية في محاربة القاعدة، والسعي لإيقاف الحرب الحالية والضغط باتجاه تشكيل سلطة انتقالية يشارك فيها «أنصار الله».