الفـــــــــروع.. بدائــــل «داعش» بعد الموصل

الحدث الأربعاء ١٦/نوفمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
الفـــــــــروع..

بدائــــل «داعش»

بعد الموصل

خاص – محمد محمود البشتاوي

لا ينتهي تهديد «داعش» عند حدود الموصل؛ إذ إن فروع التنظيم قد تمثل ملاذاً جديداً لقيادات التنظيم، وخبراته العسكرية والأمنية قد تنتقل إلى مناطق متفرقة من شمال أفريقيا، وآسيا، الأمر الذي من شأنهِ أن يضع المجتمع الدولي أمام تحدٍ جديد.

في أوائل يونيو 2016، كان «التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش في العراق والشام»» قد حشد زخماً كبيراً في معركته ضد «معاقل» التنظيم في العراق، ومع انطلاق عملية تحرير «الموصل»، نهاية الشهر الفائت، والمستمرة حتى اليوم، بدأ عناصر من التنظيم في التوجه إلى الرقة السورية، الأمر الذي دفع وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو لتحذير المجتمع الدولي قائلاً: «لا يمكن أن نترك داعش يُعيد بناء نفسه، أو يعزز قوته لإقامة معقل أشد خطورة. علينا أن نعد أنفسنا».

ومنذ بلوغه أوج قوته في العام 2014، خسر تنظيم «داعش» ما يقرب من نصف الأراضي التي سيطر عليها سابقاً في العراق و20% من أصوله في سوريا.
و«بسبب حاجتها إلى القليل من التوجيهات، قد تبقى فروع تنظيم «داعش» قائمة على الأرجح - حتى لو تمّ تجريد التنظيم من الأراضي في سوريا والعراق- عبر التطلّع إلى «قيادة فعّالة» و»تمرد نشط»، بحسب ما خلصت إليه دراسة صدرت عن «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى».
وحذّرت الدراسة التي حصلت «الشبيبة» على نسخةٍ منها، من أن التنظيم يعمل حالياً في 18 بلداً، إلا أنه يعترف فقط بـ8 فروع للتنظيم، مشيرة إلى أن مخاوف المجتمع الدولي «ازدادت إلى حدّ كبير إزاء نجاح التنظيم في زيادة عدد «معاقله» في ليبيا، التي ربما يشكّل فرع التنظيم فيها «الأكثر نجاحاً استناداً إلى تدفق مطّرد لمقاتلين متمرسين من سوريا والعراق والنفاذ إلى كميات كبيرة من الموارد - وزعزعة الاستقرار في شمال أفريقيا».
الدراسة التي شاركت بها نخبة من الخبراء والباحثين، أشارت إلى أن فرع التنظيم في ليبيا يشكل خطراً متصاعداً للمجتمع الدولي، رغم الهزائم التي مني بها هناك، مع التأكيد أن المعركة ضد الفروع قائمة في مناطق عدة من العالم؛ ففي مصر، واصل الجيش حملته ضد تنظيم «داعش» في سيناء. وفي حوض «بحيرة تشاد»، خسرت جماعة «بوكو حرام» جزءاً مهماً من الأراضي التي تسيطر عليها نتيجة عمليات نفّذتها «قوة المهام المشتركة المتعددة الجنسيات». وظهرت خلافات أيديولوجية في صفوف قيادة فرع تنظيم «داعش» في اليمن وقوّضت الجهود الرامية لبناء فرع تنظيمي قوي، كما أن مناطق فروع أخرى بقيت فقط حبراً على ورق ولم تشكل سوى تهديد إرهابي.
الباحثة في معهد واشنطن والمسؤولة السابقة في وزارة الخزانة الأمريكية، كاثرين زيمرمان، أكّدت أنه رغم أن تنظيم «داعش» يعتبر اليمن جبهة أساسية، نظراً لموقعه الجغرافي، إلا أن العنف الذي مارسه التنظيم ضد المدنيين، واستخدامه لقادة أحزاب سياسية غير يمنيين وتكتيكاته المتطرفة في الحرب قد تسبّب «بانشقاق أنصاره» في البلاد. وتَعتبر زيمرمان أن تنظيم «القاعدة» هو الخطر الحقيقي من اليمن وتؤمن أنه يتعيّن على صنّاع السياسة في الولايات المتحدة التركيز على استئصاله من هذه المنطقة بدلاً من تنظيم «داعش» هناك.
الخبير في الشأن الليبي، والزميل غير المقيم في «مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط»، محمد الجارح تطرّق إلى أهمية المدن الليبية الإستراتيجية بالنسبة لمشروع تنظيم «داعش» ككل، الأمر الذي دفع به إلى إيفاد عناصر متمرسين من العراق وسوريا للإشراف على تطورها. كما تحدّث عن كيفية استغلال التنظيم بشكل فعال للخلافات بين الجماعات المحلية ليضمن عدم مواجهته معارضة موحدة وفرضه سيطرة إدارية بشكل سريع لإخضاع السكان المحليين.
الباحث في «برنامج حول التطرف» في «مركز جامعة جورج واشنطن للإنترنت والأمن الداخلي» مختار عوض أشار إلى أن تنظيم «داعش» ضمّ أتباعه المحليين في سيناء المصرية، الذين كانوا يُعرَفون سابقاً باسم «أنصار بيت المقدس»، إلى قيادة عملياته في الخلافة، رغم عدم الحاجة إلى تواصل مستمر ضمن نموذج عمل تنظيم «القاعدة». كما تطرّق إلى تطلّعات تنظيم «داعش» بالتوسّع إلى قلب مصر والصحراء الغربية، فضلاً عن روابط «ولاية سيناء» بتنظيم «داعش في ليبيا».
الدبلوماسي الفرنسي جان فرانسوا باكتيت، ويعمل حالياً كمستشار في سفارة فرنسا في واشنطن العاصمة، رأى أن المعارك في العراق وسوريا تجذب المقاتلين الأجانب أكثر من القتال في الفرع، وقد ذكر أن الفروع عجزت تماماً عن توفير الموارد وتلبية المصالح المحلية. وبالتالي من شأن إضعاف قيادة تنظيم «داعش» ومعاقله أن يضعف الولايات.