انخفاض العائدات السياحية رغم ارتفاع عدد النزلاء

مسقط - فريد قمر

رغم أن السياحة في السلطنة تشهد نمواً في عدد نزلاء الفنادق المصنفة بين 3 و5 نجوم، تراجعت الإيرادات العامة للقطاع بنسبة 9.3 في المئة في أغسطس الفائت مقارنة بالشهر نفسه من العام 2015.
وأظهرت أرقام المركز الوطني للإحصاء والمعلومات أن إجمالي عدد النزلاء ارتفع من نحو 772 ألفاً في أغسطس 2015 إلى نحو 913.9 ألف شخص في أغسطس العام 2016، غير أن اللافت هو أنه رغم هذه الزيادة تراجعت نسبة الإشغال في الفنادق بنسبة 0.1 في المئة، ما يعني ازدياد عدد النزلاء الذي يشغلون غرفة واحدة. ولم تتخطَ النسبية العامة للإشغال حدود 54.7 في المئة.

أرقام استثنائية
ويقول رئيس لجنة السياحة في غرفة تجارة وصناعة عُمان علي بن سالم الحجري إن هذه الأرقام هي استثنائية هذا العام، لاسيما أن الأرقام كانت مرتفعة في السنوات الفائتة، وثمة توقعات كبيرة بتحسّن في القطاع السياحي والإيرادات في العام 2017، وذلك نتيجة للخطط التسويقية التي تقوم بها وزارة السياحة بالإضافة إلى القطاع الخاص والمؤسسات السياحية فيه. ويعتبر أن الدافع خلف هذه الأرقام هو انخفاض قيمة الاستهلاك داخل الفنادق وإنفاق السيّاح، ما يطلب وقفة جدية لمراجعة الأسعار والخدمات لإيجاد الحلول لهذه المشكلة.
ويعتبر أن هذه الأرقام تدعم استراتيجية وزارة السياحة في اعتماد سياسة السياحة الانتقائية، التي تستهدف إيجاد عدد كبير من السيّاح لاسيما من ذوي الإنفاق الأعلى، ويعتبر أن زيادة عدد السيّاح يؤدي بشكل نسبي إلى ارتفاع الإنفاق، وإذا كانت السياحة من دول ذات دخل عالٍ فإن الإنفاق سيزيد بشكل كبير.
ويؤكد الحجري أن السيّاح كقطاع لا يمكن أن ينهض وحده، ومن دون القطاعات الأخرى، فالسياحة تعتمد على بنية أساسية قوية ومتكاملة، وخدمات شاملة ومتنوعة في مختلف محافظات السلطنة، ويؤكد أن في إمكان الشركات الصغيرة والمتوسطة أن تستفيد من النهضة السياحة وفي إمكانها أن تستقطب كذلك عدداً كبيراً من السيّاح إلى السلطنة.

ثروة داخلية
ويرى الحجري أن على قطاع السياحة الاستمرار بالتركيز على السياحة العمانية-العمانية، والخليجية العمانية، ويقول: إذا قام كل مواطن بالسياحة داخل السلطنة مرة واحدة في السنة، فسنصل إلى نحو 3 ملايين سائح داخلياً سنوياً بالإضافة إلى السياحة الخارجية.
وتظهر أرقام المركز الوطني لإحصاء والمعلومات نفسها ارتفاع عدد النزلاء العمانيين، بنسبة 24.3 في المئة، ليصل عددهم إلى نحو 308 آلاف نزيل في أغسطس الفائت، مقابل 248 ألفاً في أغسطس 2015. وكذلك ارتفع عدد النزلاء الخليجيين بنسبة 22.9 في المئة، ليبلغ عددهم نحو 130 ألفاً، مقابل نحو 106 آلاف في العام 2015، أما النزلاء الأوروبيون فازداد عددهم بنسبة 20 في المئة ليصل إلى ما يقارب 264 ألفاً مقابل 220 ألفاً في العام الفائت.
وكذلك ارتفع عدد النزلاء الأمريكيون بنسبة 6.6 في المئة ليبلغ عددهم أكثر من 32 ألف سائح مقابل نحو 30 ألفاً في العام الفائت. أما النزلاء الآسيويون الذين يشكلون مصدراً كبيراً للسياحة، فبلغ عددهم نحو 109 الآلاف مقابل نحو 101.6 ألف نزيل في العام الفائت.
كما شهدت الفنادق ازدياداً في عدد السياح الأفارقة بنسبة 5.8 في المئة. أما النسبة الإجمالية لعدد النزلاء فازداد بنسبة 18.4 في المئة وهي نسبة نمو عالية جداً تُنبئ بمستقبل واعد للقطاع.

سياحة المعارض
ويؤكد الحجري أن على السلطنة الاعتماد على سياحة المعارض والمهرجانات التي في إمكانها أن تشكِّل حتى 50 في المئة من السياحة الخارجية وأن ترفد الاقتصاد الوطني بإيرادات كبيرة.
ويعبّر الحجري عن تفاؤله في نجاح الاستراتيجية السياحية التي تعتمدها الوزارة، مؤكداً أن نجاح القطاع يعتمد على تضافر جميع الجهود الحكومية والخاصة.