أفاد تسريب لمذكرة سرية عن كبير الدبلوماسيين البريطانيين في الولايات المتحدة أن المسؤولين البريطانيين يعلقون آمالاً كبيرة على إمكانية التأثير على الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من خلال استغلال شخصيته ونقص خبرته عند تولي المنصب.
وبحسب مذكرة بعثها السفير البريطاني في واشنطن، السير كيم داروتش، فإن الحملة الرئاسية المندفعة والعنيفة التي شنها ترامب واوصلته للبيت الأبيض أظهرت صفاته وغرائزه على حقيقتها، وفق تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، الإندبندنت البريطانية، الأحد 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2016.
وأوضح السير داروتش إن الوعود الشعبوية التي وصلت حد التطرف، وحشدت الدعم للرئيس المنتخب يمكن أن يعاد رسمها من خلال المسؤولين البريطانيين الذين هيأوا الأساس لذلك في واشنطن.
ونصت المذكرة التي اطلعت عليها صحيفة The Sunday Times على "يعد الرئيس المنتخب قبل كل شيء دخيلاً، ودللت حملته على غرائزه الحقيقية، لكن من المؤكد أنه سيتطور، ما يفتح الباب أمام تأثير خارجي حال تقديمه بصوره مناسبة".
وتابعت: "نؤمن أننا قادرون على لعب هذا الدور لا سيما وأننا بنينا علاقات أفضل مع فريقه [ترامب] مقارنة بغيرنا من الدبلوماسيين في واشنطن".
وقال مكتب رئيسة الوزراء البريطانية إنه لم يعلق على المذكرة المسربة.
وكان الفوز المفاجئ الذي حققه ترامب في الانتخابات الرئاسية التي أجريت الأسبوع الماضي قد أدى إلى حيرة كبيرة في الأوساط السياسية البريطانية.
وبعد برود طال العلاقات بين البلدين لسنوات، قد يكون على بريطانيا مراجعة موقفها من روسيا عقب فوز ترامب الذي يعتبر من المعجبين بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما كال له المديح في أكثر من مناسبة.
وكان رجل الأعمال البارز قد هدد بسحب الدعم بشكل جزئي من حلف شمال الأطلسي (الناتو) وإلغاء الاتفاق النووي مع إيران.
وفي هذه الأثناء، هناك أمل بعقد اتفاقية تجارية بسرعة مع الولايات المتحدة في وقت تتهيأ فيه بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي.
وبرزت تساؤلات حول إمكانية مدى صحة "العلاقة الخاصة" بين البلدين بعدما تبين أن ترامب قد تحدث إلى مجموعة من القادة قبل مهاتفة رئيسة الوزراء تيريسا ماي عقب فوزه بالانتخابات.
وكانت ماي قد حرصت على البقاء محايدة خلال السباق الرئاسي في الولايات المتحدة، لكنها قالت سابقاً إن تعليقات ترامب حول المسلمين "خاطئة تماماً".
وفي هذه الأثناء، نجد أن بوريس جونسون الذي سبق له أن قال "من الواضح أن ترامب قد فقد عقله." قد عدل موقفه وحرص على التحدث مع نائب الرئيس المنتخب مايك بينس وتقديم التهنئة للجمهوريين.
كما تعرضت الحكومة لمزيد من الإحراج هذا السبت عندما أصبح القائم بأعمال رئيس حزب الاستقلال البريطاني نايجل فاراج أول سياسي بريطاني يقابل الرئيس المنتخب.
المصدر: هافينغتون بوست عربي