تعليم بلا جدران!

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٠١/فبراير/٢٠١٦ ٠١:٠٠ ص
تعليم بلا جدران!

موسى البلوشي
@alhjras

لم يحقق أكشاي كولكارني نجاحا في مسيرته الدراسية ولم تسمح له درجاته بدخول الكليات التي تقدم مستوى تعليميا عاليا، لكن الحظ حالفه أخيرا في برنامج لعلوم الحاسب الآلي في إحدى الكليات إلا أن مستوى التعليم في هذه الكلية لم يكن جيدا ولم يتعلم بما فيه الكفاية.
في 2012 التحق أكشاي بأحد المقررات الإلكترونية التي يقدمها موقع EDX ، ليدرس مقرر مقدمة في علوم الحاسب الآلي والبرمجة باستخدام لغة البايثون ويبرع فيها.
هذا المقرر غيّر حياة أكشاي بالكامل، ليس لأنه كان جيدا في البرمجة فحسب بل لأنه شغوف بهذا المجال، ليستمر في مسيرته ويلتحق بدورات أخرى.
EDX موقع غير هادف للربح تم إنشاؤه بالتعاون مع جامعة هارفرد ومعهد ماساتشوستس للتقنية، ويقدم EDX ما يعرف باسم ( MOOCs ) مقررات إلكترونية مفتوحة وتفاعلية للمتعلمين.
هذه الدورات ساهمت في حصول أكشاي على وظيفة مرموقة في شركة مايكروسوفت الهند، وبات قصة ملهمة تتداولها المواقع ومنصات التواصل الاجتماعي.
يجب أن نعترف أنه لم تتوافر فرصة للتعلم والمعرفة كما هي متاحة اليوم في ظل حضور منصّات تعليمية تقدم مقررات إلكترونية في مختلف فروع ومجالات المعرفة، ولا تتطلب حضورا حقيقيا وقطع مسافات وغيرها من تعقيدات القبول والتسجيل واستيفاء الشروط الصعبة التي تضعها بعض الجامعات والكليات، سواء كانت هذه المنصات تقدم المعرفة التخصصية بشكل مجاني، أو مقابل رسوم غالبا ما تكون رمزية.
الفصول الدراسية في المدارس والجامعات وأساليب التدريس لم تعد تحمل عناصر المتعة والتشويق، كما أن تزايد أعداد الطلاب وقلة القاعات الدراسية أصبح هاجسا يؤرق المؤسسات التعليمية بخاصة في الدول النامية وبالتالي تصبح المقررات عبر الإنترنت حلا استراتيجيا يجب اعتماده.
كما أن هذه المقررات كثيرا ما تعتمد أساليب الترفيه الذي أثبتت الدراسات فاعليته ونتائجه، وتقدم قصصا ودراسة حالات تعمق من المعرفة، إضافة إلى أن هذه المنصات تضمن لكل متعلم أن يختار مساره التعليمي ويحقق الإنجاز بحسب قدراته، وتطوّر من أدوار المعلمين وتسهل متابعة طلابهم، وتتبع تحسن تعلمهم وتقديم الوصفة المناسبة للمتعثرين منهم.