أزمة كتابة أو جوائز!

مقالات رأي و تحليلات الأحد ١٣/نوفمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
أزمة كتابة أو جوائز!

محمد بن سيف الرحبي
www.facebook.com/msrahby
alrahby@gmail.com

الكتابة عن مسابقة أدبية يختلف عن «الكتابة» فيها والذي يقع تحت بند «مشاركة»، والرغبة في التنافس مع «آخرين» يجربون ذات الفعل، مع وجود من نسميهم «محكّمين» يتصفون بأهواء واضحة إذ النص يقارب اتجاهاتهم، أو يبتعد عنها، تقليدا أو حداثة، وإحساسا في تذوق النص، ومنظوراته معلقة بما يراه «الحكم»، مع وجود الثوابت الأساسية من لغة سليمة، وصياغة محكمة للفكرة.

وعندما أكتب عن مسابقة ما فمن باب «المعرفة» عن قرب.. يستوي في ذلك مسابقة المنتدى أو الملتقى الأدبيين، حيث تجربتي فيهما متسابقا امتدت لسنوات، يوم أن كانت جوائزهما لم تصل إلى نصف الأرقام التي عليها الآن، أو أقل من ذلك في بعض المجالات، مع الإشارة الواجبة إلى مسابقة تنظمها ما كان لدينا «الهيئة العامة لأنشطة الشباب الرياضية والثقافية».
كان هناك تنافس في الشعر والقصة والمسرح والمقال والبحوث، وكنا نتسابق للمشاركة في مجالاتها لأهميتها في مسيرتنا الكتابية، شهادة اعتراف من مؤسسات ثقافية لتفوّقنا بين أقراننا من ذلك الجيل، (وبينهم من لا يزال يعطي حتى يومنا)، حيث مسارات الإبداع لا ترضى إلا مقاومة ظروف الحياة، وما أكثر أولئك الذين انحنوا بسببها، تاركين العلاقة مع القلم.. حتى إشعار.. غالبا يتأخر كثيرا، وقد لا يأتي.
وبعد عقود من ترسخ تلك المؤسسات/‏ الأنشطة الثقافية أجدني أمام قراءة لا بدّ منها حينما أعلن المنتدى الأدبي عن نتائج جوائزه الأدبية للعام الجاري، والأرقام الصادمة لعدد المشاركين، بما يحتاج إلى إعادة رؤية جادّة في هكذا وضع يجعل مسابقة أدبية ممتدة لعقود من السنين، ومن مركز ثقافي شهدت مسابقاته ذات يوم مشاركة قامات أدبية معروفة في مرحلة الثمانينيات أصبحت أعلاما في الثقافة العمانية..
عدد المشاركات في المسابقة بلغت 22 فقط، وفي خمسة مجالات، وهناك من المجالات ما لم يتقدم إليها أحد، كالمسرح (وهذا وضع يستوجب مراجعة أكثر) أما المقال الفكري فيتطلب اجتماعا طارئا، لأن هناك كثرا يكتبون هذا الجنس من المقال، لكن بقيت الدائرة فارغة من هكذا مشاركة.
مجال الرواية صادم أيضا، ونشهد كل أسبوع تقريبا إصداراً روائياً، وهناك من الأعمال ما لم يجد أصحابها منافذ لتخرج من صمت الحواسيب إلى ضوء الأوراق.
لماذا التراجع؟ أسبابه؟ لماذا لم تعد مسابقة المنتدى جاذبة للمشاركة فيها؟ مسابقة مهمة، وجوائز تعدّ متقدمة عمّا سبق، وعن الموجود حاليا، جيل تنقصه كلمة الجائزة ليعلن عن وجوده، فليست منشورات «فيسبوك» تستطيع وحدها تأكيد الحضور في المشهد الثقافي، هناك ما يسعى إليه الكتّاب، خاصة من الهواة، على مستوى العالم.
هل المشكلة في المؤسسة؟ أو في المسابقة؟ أو جوائزها؟ أو الدعاية لها؟.. ذلك ما يختص بالجانب «المقدم» للمسابقة.. وهناك ما يلامس الكاتب/‏ المتلقي.. وما بين الطرفين، الأسماء المشاركة في لجان التحكيم، وأيضا إشكالات معاصرة فرضتها ظروف، ربما، في التعاطي بإيجابية، مع مبادرات تبتغي الدفع بالكاتب إلى مستويات أفضل، علما أن مسابقات أخرى يتقدم إليها من الأعمال ما يصل الرقم المتقدم في جميع مجالات مسابقات المنتدى الأدبي، وجوائزها لا تبلغ شأنها، لا ماديا ومعنويا!