الشتاء يتربص بالسوريين

الحدث الأحد ١٣/نوفمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
الشتاء يتربص بالسوريين

بيروت - موسكو - ش - وكالات

لا يعاني السوريين من آثار الحرب فقط، وما تخلفهُ من قتلى وجرحى، ودمار واسع في البنية التحتية، وإنما ثمة ما يزيد من تلك المعاناة؛ فالشتاء القارس والصقيع وتقلب الأحوال الجوية تتربص بالنازحين السوريين الذين يعيشون في مخيمات تفتقر إلى التجهيزات اللازمة لحمايتهم من برد الشتاء، وحر الصيف.
ويتخوف النازحون السوريون من فصل الشتاء الذي حلَّ في بلاد الشام، وجوارها، إذ عادة ما يخلف عدة وفيات، لاسيما في صفوف الأطفال، الفئة الأكثر تأثراً بتقلب المناخ.
وليس النازحون السوريون وحدهم من يعيش هذه المعاناة، بل أيضاً سوريو الداخل، إذ تتحدث إحدى المختصات والمسؤولات في وزارة التربية السورية راما الجزائرلي عن تحضيرات الوزارة لمواجه موسم الشتاء واستعداداها لدعم المدارس والتشديد على عدم تعطيل الطلاب عن ممارسة دورهم التعليمي في هذه الظروف الصعبة الاستثنائية قائلة: "لم تنقطع وزارة التربية ووزارة التعليم العالي وكل المسؤولين عن عجلة التعليم، لـتأمين كل ما يلزم لدرء وحل أي مشاكل، واستمرارية العمل التعليمي لما له من أهمية قصوى لدى الحكومة السورية في كافة المراحل التدريسية، غير أن المراحل التدريسية الأولى تبقى القاعدة لبناء الجيل القادم في بناء سوريا، لذلك كل الجهود تبذل للاستمرارية".
وتضيف: "يواجهنا حالياً تحدٍ جديد وهو موسم الشتاء القاسي الذي لطالما تغلبنا عليه في أيام الدراسة للطلبة، وتحاول وزارة التربية جاهدة تأمين كل ما يستلزم من الحاجيات الدراسية من لباس شتوي من معاطف وأحذية شتوية للطلبة، غير مواد المحروقات للتدفئة لكل المدارس على مد مساحة القطر خاصة بأن المناطق المستقرة مثل العاصمة دمشق، وحماة وحلب وحمص وكل المدن الأمنة تحوي ضيق سكاني كبير وازدحام في المدارس لذلك الحذر الواجب والضغط ازداد وكلن الكوادر التعليمية جاهزة لهذه المهمة".
وتشير المختصة: "أن احتياطات المحروقات والقرطاسية واللوازم تم توزيعها بوقت سابق على أعداد كبيرة من المديرات التعليمية مع المدارس، غير أن عقود كثيرة أبرمتها وزارة التربية السورية مع منظمات وجهات دولية تهتم بالواقع الإنساني والدراسي والخدمي لدعم التعليم السوري وخاصة بما لحقه بأضرار جراء الحرب ضد الإرهاب".
وعلى صعيد آخر؛ أعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم أمس السبت، عن استعدادها لتفعيل هدنة إنسانية جديدة في مدينة حلب بسوريا، شرط أن يعلن ممثلو مهمة الإغاثة التابعة للأمم المتحدة في سوريا، بشكل رسمي استعدادهم لتسليم مساعدات إنسانية للمدينة وإجلاء المدنيين المصابين والمرضى.
ومن جهتها نقلت وكالة أنباء "تاس" الروسية، عن المتحدث باسم الوزارة إيجور كوناشينكوف، أن الشرط الأساسي لتطبيق هدنة إنسانية أخرى في حلب، يتمثل في استعداد ممثلي الإغاثة الإنسانية التابعين للأمم المتحدة في سوريا، لتنظيم توصيل الدعم إلى الأحياء الشرقية وإجلاء المصابين من هناك. وأضاف، أن التجارب السابقة للهدنات الإنسانية في سوريا أظهرت أن الضمانات التي أعلنها ممثلو الأمم المتحدة حول اتفاقات أولية مع المسلحين في حلب، لا تعدو سوى كونها مجرد كلام.
وأوضح المسؤول الروسي، أن جميع محاولات اقتراب شاحنات المساعدات الإنسانية من حلب أو من الحواجز الإنسانية القريبة منها كانت دائما ما تنتهى بالقصف على يد المسلحين هناك، فضلا عن استحالة المرور بسبب الألغام المزروعة في الطرقات والشوارع. وللإشارة، كانت آخر هدنة إنسانية طبقتها روسيا والجيش السوري بحلب في 4 نوفمبر الجاري، واستمرت لمدة 10 ساعات فقط.