مسقط - ش
بقي شهر واحد على انطلاق الجولة الافتتاحية من سباق كأس أمريكا الشراعي على أرض السلطنة، والذي من المرتقب أن يكون الحدث الرياضي الأضخم محليّا في شهر فبراير وسيحظى بمتابعة آلاف الجماهير من مختلف أنحاء العالم طوال يومين من السباقات والمنافسات الحامية في مسقط. ويستقطب السباق ملايين المشاهدين والمعجبين والمستثمرين من كافة أرجاء الأرض لمشاهدة أفضل البحّارة في العالم يتنافسون وجهًا لوجه على متن أحدث القوارب الشراعية وأكثرها تطورًا على الإطلاق.
يعتبر كأس أمريكا الشراعي الذي ترعاه العلامة الشهيرة لوي فيتون من أقدم الكؤوس الرياضية الباقية إلى يومنا الحالي، حيث يعود عمر الكأس إلى العام 1851م، وذلك قبل 45 عاماً من قيام الألعاب الأولمبية بشكلها الحديث لأول مرة في أثينا في عام 1896م. وجرت العادة في البدايات أن تكون المنافسة على الكأس بين فريقين فقط، ولكن كثرة الراغبين في المنافسة، لا سيما في نهايات القرن العشرين، جاءت بفكرة إقامة سباقات تصفية لاختيار أقوى الفرق لمنافسة حامل الكأس، وسميت سلسلة التصفيات منذ عام 1983م بـ "سلسلة لوي فيتون لكأس أمريكا"، وهي سلسلة تمهيدية برعاية العلامة التجارية العالمية "لوي فيتون"،وتقام لغرض التصفيات واختيار أجدر الفرق بلقب "المتحدي" من أجل خوض المنافسة الختامية ضد حامل الكأس الحالي والذي يحمل لقب "المدافع".
تأتي استضافة السلطنة لهذا السباق انسجامًا مع الجهود الوطنية لإبراز السلطنة في الساحة الدولية كأحد أبرز الوجهات السياحية والاستثمارية، ويتولى مشروع عمان للإبحار تنظيم هذه الاستضافة بالتعاون مع هيئة فعاليات كأس أمريكا، وسيكون موقع الحدث في شاطئ نادي الموج للجولف الذي اعتاد أيضًا استضافة فعاليات شراعية عالمية بشكل سنوي، وقد تم تجهيز موقع الاستضافة بالعديد من المرافق والأنشطة ومحطات الجماهير المتعطشة لمشاهدة الأكشن على الماء أمام أعينهم.
وفي سياق التحضيرات للاستضافة، قالت سلمى الهاشمية، مدير عام التسويق والفعاليات في عمان للإبحار أن هذه الفعالية ستكون أضخم الفعاليات الشراعية التي ينظمها مشروع عمان للإبحار حتى الآن من ناحية الزخم الرياضي والإعلامي المصاحب لها، كما أنها ستكون أضخم حدث رياضي تستضيفه السلطنة حتى الآن.
وأضافت الهاشمية: "تعد سلسلة لوي فيتون لكأس أمريكا واحدة من أضخم الفعاليات الرياضية على مستوى العالم ونحن سعداء وفخورون في الآن ذاته بالحصول على فرصة لاستضافة السباقات الافتتاحية لموسم العام 2016م.
تنطلق سباقت سلسلة لوي فيتون لكأس أمريكا يوم السبت 27 فبراير بمشاركة ست فرق تمثل فرنسا، والسويد، والولايات المتحدة، وبريطانيا، واليابان، ونيوزلندا، ويتبعها يوم سباق آخر يوم الأحد، وبعدها سيقام حفل تتويج للفائز بهذا السباق.
ويعتبر كأس أمريكا ذروة الهرم والغاية القصوى للتميز في رياضة الإبحار الشراعي، وتتمثل فلسفة الكأس في أربع كلمات قيلت في أول سباق عام 1851م وهي "لا مكان للمركز الثاني"، ولا عجب أن يستقطب هذا السباق أشهر أعلام الإبحار الشراعي على وجه الأرض من أمثال بيتر بيرلينج الحائز على لقب أفضل بحّار في العالم للعام 2015م، والبحّار جلين آشبي الذي يتولى قيادة فريق الإمارات – نيوزلندا ويتصدر حالياً نقاط السلسلة بعد ثلاث فعاليات من العام الماضي، وكذلك البحّار الشاب جيمي سبيتهيل الذي يتولى دفة فريق أوراكل تيم يو.أس.أيه حامل الكأس والمدافع عنه. كما يشارك في السباق كذلك أعظم بحّار في تاريخ الألعاب الأولمبية البريطاني بين إينزلي على رأس فريق لاند روفر بي.أيه.آر الذي يتطلع هو الآخر إلى تصدر سباقات السلسلة والحصول على فرصة لمواجهة الفريق الأمريكي واستعادة الكأس إلى موطنه الأصلي في بريطانيا.
وقبل انطلاق السباقات كل يوم، سيقام حفل تعريفي بطواقم الإبحار الشراعي وقواربهم الحديثة التي تستطيع الوصول إلى سرعة أكثر من 40 عقدة، ويمكن للجماهير المهتمة مشاهدة هذا الحفل من خلال البث المباشر في الشاشة الضخمة في موقع الحدث.
ويقوم مشروع عمان للإبحار على تنظيم قرية خاصة بالسباق ستتضمن العديد من الأنشطة المرتبطة بالتاريخ البحري العريق للسلطنة، علاوة على بعض الأنشطة الحديثة من تنظيم الجهات الراعية من أمثال ريدبول والطيران العماني، لتضمن استمتاع جميع أفراد العائلة بالفعالية.
أما الأطفال فلهم ركن خاص وكثير من الأنشطة الممتعة التي تم تصميمها لتحفيز اهتمامهم بالرياضة. ولعاشقي الإثارة والأدرينالين أن يحرصوا على الحضور لمشاهدة استعراض فريق "سول فلايرز" وهم يطيرون في الهواء بالسترات المجنحة في أجواء شاطئ نادي الموج للجولف.