برلين – عواصم – ش – وكالات
اثارت الاعتداءات على الالمانيات فى مدينة كولونيا ليلة رأس السنة خوفا متزايدا لدى الألمان وشعورا بانعدام الأمن من جهة وانعدام الثقة فى الحكومة الألمانية من جهة أخرى ما دفعهم للجوء لطرق الدفاع عن النفس وساهمت فى زيادة غير مسبوقة لتجارة الأسلحة النارية.
وبحسب تقرير بثته إذاعة "دويتشه فيله" الألمانية تناولت قضية الإقبال غير المسبوق على شراء الأسلحة، واستند التقرير إلى شهادة أحد بائعى الأسلحة شمالى مدينة الراين فى ولاية فستفالن، اعتبر فيها أن حالة انعدام الأمن التى يشعر بها الكثير من الأشخاص جعلتهم يقبلون على شراء الأسلحة التى ارتفع معدلها إلى 3 أضعاف المعدل العادى منذ 31 ديسمبر 2015. ويوضح التاجر بأنه "لو كان الناس يشعرون بالأمان فعلا، لما جاؤوا لشراء هذه الأسلحة"، حيث أن الاعتداءات على النساء فى ليلة رأس السنة الجديدة فى كولونيا، زادت المخاوف فى ألمانيا من اللاجئين، ما تسبب فى زيادة كبيرة فى مبيعات الأسلحة وفق بيانات جمعية تجار السلاح فى ألمانيا.
ونقلت صحيفة ديل البريطانية عن خبير فى الشبكات الاجتماعية، من كولونيا، فيلكس بايلهارز تصريحه بأن البحث فى جوجل من أجل الاطلاع على الإجراءات المطلوبة للحصول على تصريح بحمل السلاح زاد نسبته 1000% على الأقل منذ مطلع يناير، ويقول الخبير أن مواقع التواصل الاجتماعى مثل الفيسبوك وغيره ساهمت فى التطرف والذعر.
ياتي هذا متزامنا مع استبعاد خبراء اقتصاديون بارزون في ألمانيا ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل في البلاد قبل حلول النصف الثاني من العام الجاري وذلك على الرغم من تنامي المخاطر في السوق العالمية وتنامي أعداد اللاجئين الوافدين.
وانتهت توقعات هؤلاء الخبراء إلى أن أعداد العاطلين عن العمل ستواصل انخفاضها مع حتى حلول الصيف المقبل في حال عدم أخذ العوامل الموسمية في الاعتبار.
تحذيرات
من جهة اخرى حذر نروبرت لامرت رئيس البرلمان الألماني (بوندستاج) من التأثيرات الكبيرة لتشديد الرقابة على الحدود في ظل أزمة اللاجئين.
وفي تصريحات لصحيفة "باساور نويه برسه" الألمانية الصادرة امس السبت، قال لامرت المنتمي إلى حزب المستشارة انجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي:" عندما يجري العمل بلوائح وطنية مختلفة بدلا من لائحة أوروبية (موحدة) مع ما يتضمنه ذلك من تعليق أو إبطال العمل بنظام شينجن(الحدود المفتوحة)، فإن التكاليف بالنسبة لألمانيا ستكون أعلى من الحالة الراهنة وليست أقل".
وأشار لامرت إلى موقع ألمانيا الجغرافي الذي يتوسط السوق الداخلية الأوروبية، لافتا إلى أن ألمانيا مدينة بجزء كبير من عائداتها وحركة التوظيف لديها وازدهارها لنظام الحدود المفتوحة.
في الوقت نفسه، أعرب لامرت عن اعتقاده بأن العمل بإجراءات وطنية داخل دول الاتحاد الأوروبي لا يمكن تفاديه في حال عدم التوصل لحل أوروبي للحد من تدفق اللاجئين إلى القارة الأوروبية.
اشادة
فيما أعرب رئيس الحكومة الصربية الكسندر فوتشيتش مجددا عن تقديره لسياسة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في التعامل مع أزمة اللاجئين.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قال فوتشيتش :" أعتبر انجيلا ميركل شخصا محل تقدير وصاحب دور ومسؤولية".
وأضاف رئيس الحكومة الصربية أن "ألمانيا انجيلا ميركل" أسهمت في الوقت الراهن بلا شك في خلق قوة أوروبية رائدة.
واختتم فوتشيتش تصريحاته قائلا:" من منظوري الشخصي، يمكنني القول إن انجيلا ميركل قربت صربيا من ألمانيا بشكل أكبر من كل الألمان الآخرين مجتمعين وأكبر من جوته الكبير".
يشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يمتدح فيها فوتشيتش سياسة ميركل.
وكان فوتشيتش دافع عن ميركل في وجه الانتقادات الموجهة إلى سياستها المتعلقة باللجوء ،وقال على هامش منتدى دافوس للاقتصاد العالمي لوكالة أنباء (تانيوج) في العشرين من الشهر الجاري إن انتقاد ميركل أصبح اليوم "موضة، وأنا لن أشارك في هذا ".
وأضاف فوتشيتش أنه يرى أن ميركل "عملت بالشكل الأفضل، وقد نسي الكثيرون أنه لو لم تكن انجيلا ميركل موجودة لثار سؤال كبير حول ما إذا كان بإمكاننا الحفاظ على السلام والاستقرار في البلقان".
ماساة جديدة
قالت وكالة دوجان التركية للأنباء امس السبت إن عشرة أشخاص لقوا حتفهم فيما تم إنقاذ 43 آخرين بعد غرق قارب يقل مهاجرين قبالة غرب تركيا بينما كانوا في طريقهم إلى اليونان.
ووصل أكثر من مليون لاجئ ومهاجر برا وبحرا إلى الاتحاد الأوروبي العام الماضي فيما بلغ عدد من لقوا حتفهم أو فقدوا أثناء الرحلة نحو 3600.
وواصل خفر السواحل التركي جهود البحث والإنقاذ في مكان الحادث قبالة ساحل بلدة أيواجيك التركية على الناحية الأخرى من جزيرة ليسبوس اليونانية. ولم يتضح على الفور عدد المهاجرين الذين كانوا في القارب.
وذكرت الوكالة التركية أن بين القتلى خمسة أطفال وأن المهاجرين الذين تم إنقاذهم نقلوا إلى المستشفى وبدت عليهم أعراض انخفاض درجة حرارة الجسم. وأضافت أن المهاجرين من سوريا وأفغانستان وميانمار.
وسافر نحو 500 ألف لاجئ فرارا من الحرب المستمرة في سوريا منذ خمس سنوات عبر تركيا ثم جازفوا بحياتهم في البحر للوصول إلى الجزر اليونانية العام الماضي. ورغم أحوال الشتاء الصعبة والأمواج العاتية استمر تدفق اللاجئين وإن كان بوتيرة أقل.
وتركيا هي أولى محطات رحلة المهاجرين السوريين إلى الاتحاد الأوروبي.
وعقدت تركيا اتفاقا مع الاتحاد الأوروبي في نوفمبر تشرين الثاني تتعهد بموجبه بالمساعدة على وقف تدفق المهاجرين على أوروبا مقابل ثلاثة مليارات يورو (3.3 مليار دولار) في شكل مساعدات مادية للاجئين السوريين الذين تستضيفهم ويصل عددهم إلى 2.5 مليون شخص علاوة على إحياء محادثات انضمام أنقرة للاتحاد الذي يضم 28 دولة