ترامب.. ترقب عالمي "حذر"

واشنطن - عواصم - ش - وكالات

فاز الملياردير الأمريكي الشعبوي دونالد ترامب الذي لا يملك أي خبرة سياسية في الانتخابات الرئاسية، في زلزال سياسي غير مسبوق أغرق الولايات المتحدة والعالم في مرحلة غموض قصوى.
وفوزه أحدث صدمة في ختام حملة انتخابية حادة استمرت 18 شهرا وأدت إلى انقسام شديد في الولايات المتحدة، وفاجأت العالم بمدى ابتذالها وضراوتها.
وتبقى اقتراحاته غامضة في عدد من الملفات مثل السياسة الخارجية. كما أنها تثير القلق في ملفات أخرى مثل الاقتصاد.

إيران
من جانبه دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى "احترام الاتفاقات" الدولية المبرمة مع بلاده فيما يثير انتخاب الملياردير الشعبوي الجمهوري مخاوف على الاتفاق النووي الموقع عام 2015.
وقال ظريف خلال زيارة إلى بوخارست "كل رئيس للولايات المتحدة يجب أن يفهم وقائع العالم اليوم. الأهم هو أن يحترم رئيس الولايات المتحدة الاتفاقات والتعهدات التي تقطع ليس على مستوى ثنائي وإنما على مستوى متعدد الأطراف".

سيكون "أصعب"
من جانبه قال مارتن شولتز رئيس البرلمان الأوروبي أمس الأربعاء: إن انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة سيجعل العمل "أصعب" بالنسبة للاتحاد الأوروبي.
وأضاف "علينا احترام الرئيس المقبل للولايات المتحدة وأتمنى أن نجد مساحة للتعاون".
فيما قالت فيدريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إن الاتحاد والولايات المتحدة سيواصلان العمل معا بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
وقالت موجيريني في تغريدة على تويتر "العلاقات الأوروبية الأمريكية أعمق من أي تغيير سياسي، سنواصل العمل معا ونعيد اكتشاف قوة أوروبا".

ملفات رئيسية
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو إن بلاده سيكون عليها أن توضح مع الولايات المتحدة مسائل رئيسية مثل الصراع في سوريا والصفقة النووية لإيران والتغير المناخي بعد وصول المرشح الجمهوري إلى الرئاسة الأمريكية.
وأضاف إيرو لتلفزيون (فرنسا 2) أنه كان يفكر في أن شخصية ترامب مثيرة "للتساؤلات".
وردا على سؤال بشأن شخصية ترامب قال إيرو "تجعلك تفكر وتطرح أسئلة وربما تثير ردود فعل".
وأضاف "ستكون لدينا الحاجة لفهم ما الذي سيرغب الرئيس الجديد في عمله".
وتابع "ماذا سيحدث بشأن اتفاق باريس لتغير المناخ؟ وبشأن الاتفاق النووي لإيران؟ هذه أسئلة رئيسية ما زلنا نسألها لأنفسنا".

"صدمة كبرى"
وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين قالت إن تقدم المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب "صدمة كبرى" وطالبته بتأكيد التزامه تجاه حلف شمال الأطلسي.
وتابعت "كانت صدمة كبرى عندما رأيت إلى أين تسير الأمور" وذلك في الوقت الذي يوشك فيه ترامب على الوصول إلى البيت الأبيض بسلسلة مكاسب مفاجئة في ولايات رئيسية مثل فلوريدا وأوهايو.
وقالت فون دير ليين وهي عضو في حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "بالطبع نحن الأوروبيون كحليف لحلف شمال الأطلسي نعرف أنه إذا أصبح دونالد ترامب رئيسا سيوجه سؤال: ما هي مساهمتك في هذا التحالف؟".
وتابعت في أول تعليق من وزير ألماني على الانتخابات "لكننا أيضا نتساءل ما هو موقفك من هذا الحلف؟.. هناك الكثير من الأسئلة التي تحتاج إجابة".

بوتين يهنئ
من جهته قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هنأ قطب الأعمال دونالد ترامب بفوزه في انتخابات الرئاسة الأمريكية عبر تطبيق تليجرام.
وذكر الكرملين في بيان "عبر بوتين عن أمله في التعاون لإخراج العلاقات الأمريكية الروسية من وضع الأزمة وفي التعامل مع القضايا الدولية والبحث عن أساليب فعالة في مواجهة التحديات المتعلقة بالأمن العالمي".
وأضاف بوتين أنه على ثقة من أن الحوار البناء بين موسكو وواشنطن سيخدم مصالح الدولتين.
يذكر أن مقالا لمجلة إيكونومست علق على نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية بأنها خدمت هدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤكدة أنها مثلت مكافأة للكرملين، لما تعهد به ترامب خلال حملته بـ"الكف عن محاولة بناء ديمقراطيات خارجية وإسقاط الأنظمة والتسابق بتهور للتدخل في الأوضاع التي ليس لنا حق في التدخل فيها".

خوف
واجه المسلمون في أنحاء آسيا أمس صعوبة في قبول أنباء فوز ترامب، السياسي الشعبوي الذي أدلى بتصريحات مثيرة للجدل ضد المسلمين في حملته الانتخابية، برئاسة أكبر قوة في العالم.
وقال سيد تشفين شودري من بنجلادش الذي له العديد من الأصدقاء المقربين في الولايات المتحدة إن "الولايات المتحدة وجهت ضربة للعالم مرة أخرى". وتابع الآلاف في بنجلادش بصدمة نتائج الانتخابات أثناء ورودها، واشتعلت صفحات فيسبوك بردود الفعل التي تعبر عن الصدمة.
ووصف مسؤول في الحكومة الباكستانية طلب عدم الكشف عن هويته أنباء فوز ترامب بأنها "فظيعة ومرعبة" فيما أعرب آخرون في أنحاء البلاد عن أسفهم للنتيجة.
في أندونيسيا، أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، يتزايد القلق حول مستقبل العلاقة مع الولايات المتحدة، الحليف التقليدي للبلاد، وكيف سيؤثر فوز ترامب على العلاقات بين أمريكا والعالم الإسلامي.

فلسطين
أعلنت الرئاسة الفلسطينية جاهزيتها للتعامل مع الرئيس الأمريكي المنتخب على قاعدة الالتزام بحل الدولتين، وفق ما قال المتحدث باسمها نبيل أبو ردينة.
فيما أكدت حركة حماس أن "الشعب الفلسطيني لا يعول كثيرا" على أي تغيير في السياسة الأمريكية التي قال إنها "منحازة" ضد الفلسطينيين، مع فوز دونالد ترامب بالرئاسة في الولايات المتحدة.
وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري "رغم ذلك، نأمل أن يعيد الرئيس الأمريكي ترامب تقييم هذه السياسة وإعادة التوازن لها تجاه قضية فلسطين وقضية الأمة".
وتدرج الولايات المتحدة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قائمة المنظمات الإرهابية.